الحرب تترك ندوبا على أطفال غزة .. "تلعثم وتأتأة" وصدمات نفسية خطيرة
غزة - وطن: إعداد أحمد الشنباري: خلفت حرب الإبادة في غزة، ندوبا جسدية وعقلية ونفسية على الأطفال، من الصعب معالجته في فترة قصيرة.
السيدة فاطمة شبات من قطاع غزة التي اضطرت للنزوح بأطفالها هربا من الموت، تعيش اليوم قلقا مركبا، اذ تريد توفير ملجأ آمن لأطفالها بعيدا عن الموت، ومن الجهة الأخرى تبدو عاجزة عن مواجهة التغيرات التي طرأت عليهم بسبب الحرب.
وتلمس فاطمة يوميا تراجع قدرة أبنائها عن التعبير بشكل جيد في حديثهم، والتلعثم المستمر بسبب الخوف والنزوح المتكرر
وتقول النازحة فاطمة شبات شبات لـوطن "إنه وبعد مرور الأشهر الأولى للحرب على غزة، لاحظت على أولادي أنهم أصبحوا يتلعثمون كثيراً أثناء الكلام والتأتأة المتزايدة، وذلك بسبب الحرب والقصف المتواصل على القطاع."
وأشارت إلى أن الأولاد قبل الحرب لم تكن تظهر عليهم اي أعراض مثلما يحدث معهم خلال الحرب، مطالبة بضرورة علاجهم عبر مختصين.
وتبذل المؤسسات والاخصائيين جهودا لمواجهة تداعيات الحرب على الأطفال، ومنهم أخصائية النطق فاطمة الشمالي التي تتجول بين خيام النازحين ومراكز الإيواء في دير البلح وسط قطاع غزة، لعلاج مشاكل النطق لدى الأطفال عبر تقنيات وأساليب معينة تمكنهم من تجاوز مشكلاتهم.
وتقول أخصائية علاج النطق من جمعية المرأة العاملة في قطاع غزة فاطمة الشمالي لـوطن "إن مشاكل النطق التي ظهرت بشكل لافت خلال الحرب على غزة، تعتبر من أصعب المشاكل التي يمكن أن يتعرض لها الطفل خلال الحروب والكوارث، وذلك نتيجة مشاهدته الجثث والدمار والدماء."
وبينت الشمالي، أن الكثير من الحالات ظهرت عليها التأتأة الكلامية والتلعثم خلال هذه الحرب، بالإضافة إلى الصمت الاختياري او ما يعرف بـ البكم الاختياري الناتج عن الصدمات النفسية المتكررة، لذا نحن نقوم بمجموعة من التوجيهات إلى الأهالي في كيفية التعامل مع أطفالهم بطريقة مختلفة في ظل الحرب، إلى جانب تطبيق الأنشطة والمهارات التي يتم التعامل بها مع الطفل خلال الجلسات.
وحول آلية العمل مع الأطفال تقول الشمالي إنها تعمل من خلال جلسات علاجية ضمن خطة علاج لكل طفل حسب المشكلة، حيث يتم تعديل مخارج الأصوات، إضافة إلى استخدام تقنيات الاسترخاء.
وتعد مشاكل النطق والأمراض النفسية من الندوب الخفية التي تمس الأطفال أكثر من غيرهم جراء الحروب والكوارث، نتيجة النزوح المستمر، والمجازر المرتكبة ومشاهد الدم والقتل، والخوف، والأهم غياب رعاية واهتمام البالغين ممن حولهم وتحديدا الأبوين