خبز زهر .. شريان حياة في رحلة شقاء ونزوح

13.08.2024 01:46 PM

وطن: أمام الحطب المشتعل في موقدها الطيني، وتحت شمس آب الملتهبة، تغرق زهر وهدان في عرقها يوميا، وهي تكابد الشقاء في مراكز النزوح في منطقة الزوايدة وسط غزة، في صناعة الخبز لبيعه لمن يستطيع شراءه.

تقول زهر لـوطن: "اخترت العمل في صناعة الخبز، بدلاً من سؤال الناس والحاجة، فأنا أعيل ابني وهو من ذوي الإعاقة، حيث يحتاج لنوعية طعام معينة، وملابس، إلى جانب 5 فتيات "صبايا"، وحفيدي أيضاً" .
مئات النساء في قطاع غزة، اجبرن على العمل جراء النزوح المتكرر تحت قذائف الحرب، ومنهم زهر التي اضطرت للعمل في صناعة الخبز، لإعالة عائلتها وابقائها على قدي الحياة، في ظل انعدام المساعدات الغذائية، وارتفاع أسعار السلع القليلة الموجودة في الأسواق، ما يجعل الحصول على أي سلعة مهمة شبه مستحيلة.
تتابع زهر: "نزحت في البداية من بيت حانون، ثم إلى حي الدرج في غزة عند منزل والدي، ثم نزحنا إلى مدرسة في الشاطئ، لاحقاً اجبرونا على الإخلاء إلى الجنوب، وعند اشتداد وطيس الحرب وتحذيرات الاحتلال المتكررة والمستمرة، انتهى بنا المطاف بالزوايدة في دير البلح".
وعن الصعوبات التي تواجهها في مرارة النزوح، تقول: "الظروف الاقتصادية صعبة للغاية، وحتى الحصول على المستلزمات الأساسية أصعب، كالمنظفات وأدوات العناية الشخصية، والأغذية" .
ولا ترى زهر نهاية لرحلة الشقاء والتعب التي تسير بها، منذ بداية العدوان على غزة، فقد نزحت بعائلتها من بيت حانون إلى مدينة غزة، ثم مخيم الشاطئ، وصولا الى دير البلح، برفقة الموت والفقر والحاجة، وإذ كانت لا تعلم ان رحلة النزوح قد انتهت، الا انها تدرك كل يوم أمام موقد النار ان رحلة معاناتها في الحياة لا تزال في بدايتها

تصميم وتطوير