زينب الغنيمي تكتب لوطن من غزة: عشرات الشهداء ومئات الجرحى سقطوا اليوم على شاطئ بحر غزة من أجل لقمة خبز

05.03.2024 07:27 AM

اليوم السادس والأربعون بعد المائة لحرب الإبادة على غزة، 29 فبراير 2024

آلاف المواطنين والمواطنات باتوا ليلتهم على شاطئ بحر مدينة غزة بانتظار شاحنات المساعدات. وما أن اقترب جزءٌ منهم من دوّار النابلسي، عاجلتهم الدبابات الإسرائيلية بإطلاق النار عليهم ليسقط في أول إحصاء 104 شهداء، و660 جريحًا، كما يشير تقرير وزارة الصحة إلى أن عدد الشهداء قد يزيد بسبب خطورة الإصابات.

لا يمكن الوثوق بحكومة الحرب الصهيونية، وكما توقعنا سابقًا فإن صمتهم على الناس الذين يذهبون لتلقي المساعدات خلال الأيام الفائتة كان فقط من أجل الرسالة الإعلامية أثناء جلسة محكمة العدل الدولية. غير أنّ هذا الجيش المتوحًش وقادته مصرُّون على المضي في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، ليس فقط القتل بالصواريخ والمدفعية والرصاص المباشر، بل إبادة الناس بتجويعهم وقتلهم لمنع وصولهم للقمة الخبز.

مجدّدًا، ذهب اليوم أبناء صديقتي وقريبتي للحصول على الطحين وبعض المواد الغذائية الأخرى، ولكنهم لم يتمكنوا من الحصول على أي شيء نتيجة شراسة الجنود الصهاينة وهم يطلقون وابل الرصاص على كلّ من يقترب من الحاجز الذي تمرّ منه الشاحنات. بالطبّع كانت معاناتهم كبيرة وشعورٌ باقتراب الموت منهم غمرهم بقوّة، ومن جهة ثانية أدّى تدافع الأفراد للهرب من الإصابة بالرصاص الحي إلى إصاباتٍ بالرضوض نتيجة اصطدام الناس ببعضهم البعض وتعثّرهم في طريق الهرب.

للأسف، إن هذا الأسلوب المهين الذي تُرسل المساعدات إلينا عبره، لا يمكّن جميع السكان في غزة وشمالها من الحصول عليها، ويؤدي إلى خلق فجوات وخلافات ويعزّز التفرقة وهدم روح التضامن في صفوف الشعب، الأمر الذي يُحقّق أهداف العدو ومخططاته. ومن المؤسف أيضًا أن تقوم طائرات دولة عربية بإلقاء المساعدات من الجو على شاطئ البحر أمام البوارج الصهيونية، مما يعرض المواطنين والمواطنات للخطر.

نحن اليوم لسنا سعداء بوصول المساعدات التي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات المصابين، ولسنا سعداء بإذلالنا وإهانتنا، ولكن الرجال والنساء مضطرّون لهذا الخيار من أجل أولادهم وبناتهم الصغار، حتى لا يموتوا جياعًا.

زينب الغنيمي، من مدينة غزّة تحت القصف والعدوان

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير