حمدي فراج يكتب لوطن: مدماك حقيقي بين الحزن الآبد و العز الواعد

16.02.2024 11:22 AM


ها نحن رأينا، و معنا العالم كله، كيف يقتلوننا و يجوعوننا و "يساعدوننا"، أي يقدمون لنا المساعدات بالقطارة، و يدمرون كل شيء بنيناه بريق العين و الصبر العاجز، هذا في الحرب، و رأينا كيف يحاصروننا و يقتحموننا و يعتقلوننا و يذلوننا و ينكلون بنا، يستوطنونا و يدنسوننا في الأقصى و القيامة، يعرون نساءنا و يبصقون على رهباننا، و يصادرون اموالنا و يقسموننا بين فتح و حماس، و يقسمون ارضنا بين ألف و باء و جيم، و حتى جثث شهدائنا و اسرانا تنقل الى الثلاجات، هذا في السلام .
  اثنان و عشرون زعيم عربي ، كل زعيم يرى في نفسه زعيما للأمة، و ربما للعالم، حتى لو كانت دولته لا ترى بالعين المجردة على الخارطة السياسية او السكانية او الاقتصادية او العسكرية، استضاف نتنياهو في قصره و تناول معه "العيش و الملح"، و ربما ما هو ابعد من ذلك، عندما وقعوا معه اتفاقية تطبيع، ووصل الامر بهم ان يسيئوا للانبياء في قبورهم و تاريخهم السحيق ، "اتفاقيات أبرهام"، و الباقي على الطريق ، يمكن ان تكون اتفاقيات اسحق او موشيه او يوسف او احد أخوته ممن "أكله الذئب" بنيامين او بينيت . كلهم ، زعماؤنا ، فرادى و جماعات و لجان ، لا يستطيعون منع صاحبتهم إسرائيل ، و لا صاحبهم نتنياهو ،  من اجتياح رفح العربية الإسلامية المنكوبة بالحصار منذ عشرات السنين، و تضم اليوم من النازحين "الآمنين فيها" نحو مليون و نصف المليون انسان ، يريدون بالتوافق الاممي الأمريكي و الاخوي العربي، حشرهم في منطقة لا تزيد مساحتها على مساحة مطار اللد ، وفق الصحفية الإسرائيلية التقدمية عميرة هس ، بدون أي خدمات او مرافق او منازل .

كل زعيم عربي،  بينه و بين نفسه يتمنى انتصار المقاومة ، التي من شأنها وضع حد لهذه الوحشية الابادية و لهذا الاستكبار الفاشي ، و تخليصه بالتالي من هذا المأزق التاريخي الذي وجد نفسه في مستنقعه و أتونه ، التورط في سلام تطبيعي ابراهيمي لا يشبه أي سلام في التاريخ القريب و السحيق ، كل زعيم في قرارته ، ينتظر الزعيم الآخر لتعليق الجرس ، السلطة تنتظر الأردن و الأردن تنتظر مصر و مصر تنتظر الخليج و الخليج ينتظر السعودية ، و هكذا . بانتصار المقاومة ، التي يشتد عود محورها ، و هي تضع مدماك انتصار أساسي و حقيقي ، و العز الواعد ، تخلصنا من ذلنا و عجزنا و خوفنا و صمتنا و تواطئنا وابتزازنا و استكانتنا و حزننا و ليلنا ، هذا الحزن الآبد ، و هذا الليل الذي أصبحت له ملامح عربية  و بات يبدو طويلا طويلا كعمر الأموات .
                                 ************
   منذ سنين دفنت روحي/ في هذي الساعة ترضع في غفوات البر صغار النوق / أنقذني كضريح نبي مسروق / يا وطني ال

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير