الصين عنوان "الدبلوماسية الفاعلة" من أجل شرق أوسط مستقر ومزدهر

18.03.2023 12:11 PM

كتب: علاء الديك

يعيش عالمنا ظروفاً سياسية ومدنية وإقتصادية وإجتماعية صعبة، وتعصف بنا تحديات ملموسة من شأنها أن تهدد الأمن والسلم العالميين، كل ذلك نتيجة تشكل نظام أحادي القطبية بعد إنتهاء الحرب الباردة، والذي يسعى لتعزيز النفوذ العسكري والإقتصادي والثقافي والإعلامي بهدف السيطرة على النظام الدولي برمته.

ومنذ تشكل هذا النظام الأحادي الذي يتغنى بالحريات والدفاع عن حقوق الإنسان بهدف الإستفادة منها كشعارات رنانة لتمرير مشروعه الإستعماري، فقد إرتكب العديد من المجازر والحروب ضد الإنسانية وشعوب بأكملها، فقتل وشرد ملايين البشر في مختلف بقاع الأرض خلال سنوات بسيطة، في فلسطين والعراق وأفغانستان ويوغسلافيا، وغيرهم، من أجل خلق عالم مضطرب وغير مستقر، وبالتالي فرض هيمنته الإمبريالية بدون عناء.

في المقابل، جاءت نشأة جمهورية الصين الشعبية بالتزامن مع تطلعات الشعوب للخلاص من الإستعمار والإحتلال اي كان نوعه ومصدره، فالصين ليس لديها ثقافة إستعمارية أو إمبريالية، فالسياسة الصينية مرتبطة بالأخلاق، والصين منحازة لجانب المظلومين والمضطهدين والمستضعفين، وتسعى الصين لخلق نظام عالمي تعددي أكثر أخلاق وعدالة وإنسانية، بعيداً عن النظام الأحادي الذي تشكل بعد الحرب الباردة. فالسياسة الصينية الحالية قائمة على إحترام الأخر وإحترام ثقافته، وليست ثقافة عسكرية وإمبرالية للسيطرة على الأخرين، وهذا ما يجعل الشعوب مطمئنة وماضية في تعزيز علاقاتها مع الصين.

وإنطلاقاً من تطور السياسة الخارجية الصينية تجاه الأخرين وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث إتسمت هذه السياسة بالإصلاح والإنفتاح، التعاون والتفاهم وتنسيق الجهود، تحقيق الأمن والسلام والتنمية المستدامة، وصولاً لعالم تعددي جديد قائم على الإحترام المتبادل وإحترام سيادة وحقوق الدول وعدم التدخل في شؤون الغير، بصرف النظر عن القوة والحجم والثروة لكل منها، بهدف تحقيق المنفعة المتبادلة والمصير المشترك للجميع دون إستثناء.

وعليه، قامت الصين بطرح العديد من المبادرات والأفكار والمقترحات، بهدف تعزيز وبلورة السياسة الخارجية الصينية تجاه الأخرين، بحيث أصبحت السياسة والدبلوماسية الصينية هي عبارة عن "مبادرات" لتحقيق الأمن والتنمية العالميين.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير