بسبب اقتحامات الاحتلال المتكررة، وسعيه لكسر الحاضنة الشعبية للمقاومة
مخيم نور شمس .. ما المطلوب لتعزيز صمود ساكنيه بعد تحويله لبقعة منكوبة؟
وطن: أعادت عملية الاحتلال العسكرية في مخيم نور شمس بطولكرم منذ قرابة 10 أيام، واستمرت لقرابة 50 ساعة متتالية، إلى الأذهان اجتياح الاحتلال لمخيم جنين في تموز الماضي، واستمر اجتياح المخيم في حينه نحو 72 ساعة متواصلة، وأسفرت العملية العسكرية الأخيرة في مخيم نور شمس عن ارتقاء 14 مواطناً من بينهم أطفال، يُضاف إلى ذلك التدمير الواسع للبنية التحتية الحيوية في المخيم.
لماذا تُصعد "إسرائيل" حربها على المُخيمات منذ السابع من أكتوبر؟
وتتصاعد حروب "إسرائيل" على مخيمات شمال الضفة المحتلة منذ السابع من اكتوبر الماضي، بهدف كسر الحاضنة الشعبية والمُجتمعية للمقاومة فيها، يُضاف إلى ذلك مساعي الاحتلال الخبيثة لتهجير سُكان المخيمات، وشطب حق العودة.
الصورة في نور شمس لم تختلف عن الصورة في قطاع غزة، في خضم حرب الإبادة الجماعية المتواصلة بحق المدنيين في القطاع منذ 7 أشهر، جثث الشهداء في الأزقة والشوارع، مصابون وجرحى ينزفون دماً وقهراً، اعتداءاتٌ على السكان والمساكن، عقوباتٌ جماعية، تدميرٌ للبنية التحتية الحيوية في المخيم، تخريبٌ واسع النطاق لشبكات الكهرباء والماء والاتصالات والصرف الصحي، إمعانٌ في القتل والتدمير.
ما الذي كشفته الأيام التالية لانسحاب الاحتلال من نور شمس؟
وفي وصف ما كشفته الأيام التالية لانسحاب قوات الاحتلال وآلياته، من مخيم نور شمس، يقول نهاد الشاويش رئيس اللجنة الشعبية في المخيم "كلُ شيء بدا مروعاً ومرعباً وكأن المخيم قطعة جغرافية من قطاع غزة".
ويضيف في حديثه لبرنامج "مساء الخير يا وطن"، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية: "يحاولون كسرنا من خلال القتل والتدمير، ويسعون لتعميم نموذج نور شمس من خلال تحويله إلى نكبة مستمرة، على بقية المُخيمات في الضفة".
وعن احتياجات الأهالي المتزايدة بسبب الاقتحامات المتكررة للمخيم، وكيفية تعزيز صمود المواطنين وتثبيتهم في المخيم، يوضح الشاويش أن أي جهود فردية وغير منظمة، لن تثمر شيئاً بالنظر إلى حجم الدمار والتخريب، حيث إن الضرر لحق بقرابة 2600 منزل (كُلياً أو جزئياً) في المخيم، وهو ما يتطلب العمل بشكل منظم وجماعي وعلى مدار الساعة لتأهيل المنازل المتضررة، وإغاثة المنكوبين لرد الهجمة البربرية الإسرائيلية عليهم.
ورغم مباشرة فريق عمل وزاري، يضم ممثلين عن وزارات الصحة والحكم المحلي والأشغال العامة، بالشراكة مع "الأونروا" بالعمل على حصر الأضرار ومُعاينتها، ومباشرة طواقم شركة كهرباء الشمال وسلطة المياه، بإصلاح الأضرار التي لحقت بشبكات الكهرباء والمياه بشكل جزئي، بهدف إعادة خدمتي الماء والكهرباء للأهالي في المُخيم، إلّا أن حجم الدمار الواسع رُبما يتطلب جهداً سياسياً على مستوى القيادة الفلسطينية، ووزارياً على مستوى الحكومة الفلسطينية، وأممياً على مستوى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الاونروا، لتلبية احتياجات الأهالي المُتزايدة، ولتمكينهم وتعزيز صمودهم، وفقاً لتقديرات ضيفنا.
نور شمس.. التجربة الأولى لممارسة الإبادة في الضفة
ويختم الشاويش حديثه بالقول: "عدوان الاحتلال الشامل على مخيم نور شمس، يُشكل التجربة الأولى لممارسة الإبادة في الضفة، على غرار المذبحة المتواصلة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وتحت ستارها".