الرواية الكاملة.. "الرئيس قدوتنا".. قصة لم تروى من قبل .. (صفحات من الكتيب)

11.05.2019 05:52 PM

وطن- ريم أبولبن: "قدوتنا رئيسنا" عنوان كتيب أثار جدلاً في الأوساط الفلسطينية وقام على تجميعه 18 طالبة لا يزيد اعمارهن عن 17 عاما، فيما اكتفت أياديهن الصغيرة بالانتقال من كتاب إلى آخر، لاصطياد ما خطه الرئيس عباس، وما قاله في خطاباته في سنوات (2005-2011) عاما.

فهل أدركوا  ما قاله الرئيس عن طريق أوسلو، وما ذكره في كتابه "هذه الاتصالات لماذا؟"، أو ما جاء في كتاب "استثمار الفوز"، وحديثه عن الاستقطاب الديني والعرقي في إسرائيل، وسقوط حكومة نتنياهو.

 

في المقابل، لم تهدأ وتيرة الانتقادات بعد أن أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد بأن الرئيس محمود عباس قد أصدر قراراً بإعادة طباعة كتيب "قدوتنا رئيسنا"، وتوزيعه على كافة المؤسسات التعليمية، حيث يتضمن الكتيب اقتباسات من كتب للرئيس عباس.

 

وقد لقي الكتيب دعما من قبل عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" صائب عريقات، وكلا من د.صبري صيدم وزير التربية والتعليم السابق، ومدير التربية والتعليم في رام الله باسم عريقات. فهل لقي الكتيب تأيداً من قبل وزير التربية والتعليم د.مروان عورتاني؟

لمعرفة دور وزارة التربية والتعليم في دعم المبادرة، حاولت وطن ومنذ الصباح الباكر التواصل مع الوزير عورتاني ووزير الثقافة عاطف أبو سيف وكانت هواتفهم مغلقة.

وزارة التربية والتعليم أوضحت في بيان صادر بأنه لا يوجد أي توجه للوزارة لاعتماد الكتيب جزءًا من المنهاج أو من المقررات المدرسية، فيما أكدت بأن كتيب "قدوتنا رئيسنا" جاء كنتاج لمبادرة طلابية في إطار مشروع "من أجل فلسطين نتعلم".

وهذا ما أكده أيضا عريقات في بيان صادر عنه : "الرئيس محمود عباس مؤلف لعشرات الكتب، والطالبات قمن بمراجعة وتلخيص 19 كتابا منها (أمريكا قنطرة الشر، الاستقطاب الديني والعرقي في اسرائيل، بعضا من الحقيقة، الوجه الآخر، العلاقات بين النازية والصهيونية، طريق أوسلو، إنجازات وعراقيل، الاتفاق في عيون المعارضة، اسرائيل وجنوب أفريقيا العنصريتين، الحركة الصهيونية في ادبيات لينين) وغيرها من الكتب.

ولكن يبقى السؤال، هل سيوزع الكتيب في المدارس؟

المدرسة الحاضنة للمبادرة الطلابية، قد نشرت وعبر موقعها على صفحة "فيسبوك" بأنها ستقوم بطباعة الكتيب وتوزيع نسخة منه لكل مكتبة مدرسية. وهذا ما أكده المعلمة ومشرفة انجاز الكتيب أريج عطايا.

قالت: " هذا الأمر قد تبنته المدرسة، حيث ستقوم بطباعة الكتيب وتوزيعه".

الرئيس : "لا أريد تمجيدًا لي"


"في الكتيب عرضنا فكراً، ولم نعرض السيرة الذاتية للرئيس فقط". هذا ما أكده لوطن مشرفة الكتيب أريج عطايا.

الكتيب لم ينشر بعد على العامة ولم يطلع عليه أحد سوى من شملتهم المبادرة، ولكن الانتقادات كانت الأسبق والأسرع في جلده رغم عدم اطلاع البعض على مضمونه، غير أن ما حمله من عنوان "قدوتنا رئيسنا"، قد أثار حفيظة البعض خاصة ذكر "السيرة الذاتية" للرئيس، وهذا ما اعتقده أيضا الرئيس عباس خلال لقائه بالمعلمة عطايا: "لا اريد تمجيداً لي" بحسب ما نقلته عطايا.

في ذات السياق، قالت المعلمة عطايا في حديثها لوطن: "قمنا بتقديم الكتيب للرئيس، وفي البداية قال لنا بأنه لا يريد شخصنه لذاته في الكتيب، ولكن بعد قراءته وجد بأن الكتيب لا يتضمن تمجيد له، وانما هي اقتباسات من المهم للشعب أن يعلم بها".

وأضافت: "قال لنا يمكن طباعته مرة أخرى ويوزع للأفراد، ولمن يرغب وليس لتوزيعه على المدارس".

وفي ذات السياق، أكدت عطايا في حديثها بأن أصحاب المبادرة من الطلبة هم من طالبوا الرئيس عباس باقتباس أقواله ووضعها في المناهج التعليمية، وتحديدا في مادتي  "التربية الوطنية" و"اللغة العربية" بما يتناسب مع أعمار الطلبة ومن الصف الأول حتى الجامعة.

وفي الشان ذاته، طالب عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" صائب عريقات في تصريح له "كل من وجد في إصدار كتيب (رئيسنا قدوتنا) تسحيجاً وعبادة للأشخاص ومن طالب بسحبه  عليه أن يقوم بقراءته قبل إطلاق الأحكام".

" مبادرة فردية"

"توعية وطنية" هذا ما تكرر ذكره في كتيب "قدوتنا رئيسنا"، وما أشارت إليه المعلمة أريج عطايا وهي المشرفة على انجاز الكتيب، بمشاركة 18 طالبة من (الصف العاشر والحادي عشر)، لاسيما وأن الهدف الأساسي من اطلاق المبادرة بحسب ما أوضحت عطايا هو خلق وعي لدى الطلبة تجاه ما مرت به القضية الفلسطينية، بجانب تعزيز معرفتهم بالقادة والرموز الفلسطينيين.

وفي معرض الحديث، قالت: "هي مبادرة فردية وقد شعرنا بالصدمة تجاه تبني الفكرة من قبل وزارتي الثقافة والتعليم".

لماذا الرئيس؟!

المسيرة الفكرية والنضالية الفلسطينية مليئة برموز وأسماء لم يخط لها كتيبات من قبل، فلدينا غسان كنفاني وجورج حبش و بو علي مصطفى وأبو اياد وأبو جهاد وغيرهم من القادة العظام.. وجميعهم سطروا أقوالاً وأفعالاً يشهد لها تاريخ الثورة الفلسطينية.

قالت المعلمة عطايا: "بدأنا بالرئيس كي نرى ردات فعل تجاه المبادرة (المستدامة)، حيث سنتحدث فيما بعد عن شخصيات كثر، ومن المتوقع فيما بعد ضم أسماء من منظمة التحرير في كتيب واحد".

وأضافت: "عندما أعلنا المبادرة بدأنا بالرئيس عباس وبمذكراته ووجعه، وذكرنا بأن هذا الوجع لا يقل أهمية عما جاء به خالد الحسن، وجورج حبش، وصلاح خلف (أبو اياد)".

فيما شددت أثناء حديثها على أن ما ذكر في الكتيب لا يعرض السيرة الذاتية للرئيس فقط وإنما فكره.

وعن فكرة المبادرة، قالت: "نحن نبحث عن أشخاص يمكن من خلالهم أن يقدموا معلومات غير مغلوطة، وخلال بحثنا وجدنا بأن الرئيس عباس لديه العديد من الكتب التي تتحدث عن نشأة منظمة التحرير وصولا إلى طريق أوسلو".

أضافت: "الطالبات قرأن 19 كتابا للرئيس، من ضمنهن 13 كتيباً، ومعظم الكتب مكونة من 300 صفحة، وهذا الأمر قد استغرق 8 أشهر لإنجازه، فيما أنهن قمن بكتابة تعليقات بناءً على ما تم قراءته، وأشرن الى الكتب التي أثارت جدلا".

ما ضمه الكتيب: "الرئيس لا يبيع الأوهام"

"ما ضمه بكل بساطة بأن الرئيس كان يريد للغد أن يكون أفضل من اليوم.. هذا ما أراده وما بحثنا به". وهو ما أكدته المعلمة المشرفة على انجاز الكتيب أريج عطايا.

وأشارت في حديثها بأن المبادرة قد بدأت بتسليط الضوء على خطابات الرئيس في الفترة (2005-2011)، حيث وجد الطلبة بأن جزءاً كبيراً من تلك الخطابات تحمل هموم الأطفال، وعيشهم بكرامة، وحصولهم على تعليم آمن، فيما خلقو للحياة وليس للموت.

فيما أوضحت خلال حديثها بأن الطلبة قد بحثوا في الكتيب عن ذكريات الرئيس، ومراحل النضال، وما نجم عن وقوع 4 ثورات و 5 حروب، فيما أشار في حديثه بأن "لا استراحة للمحاربين"، وتم اقتباس هذا القول للإشارة بأن اجدادنا لا يعرفون الراحة ولا حتى الاستقرار، رغم الظروف لم ينهزموا.

وأضافت: "كما أن الطالبات قمن بالبحث عن المنظومة التعليمية في كتابات الرئيس، وما قدمه في فترة تولية منصب رئيس الوزراء".

 

وعند سؤالها، هل تم اقتباس عبارات تدلل بشكل أساسي على المواقف السياسية، قالت: "لم يتم التطرق للتفاصيل السياسية، فمثلا تم التطرق في قضايا جوهرية مثل نشأة الحركة الصهيونية، واللاجئون الفلسطينيون، والمجتمع الإسرائيلي ببوصفه مجتمعا غير متماسك".

وأضافت: "فيما تم اقتباس عبارات عن كتاب "هذه الاتصالات لماذا؟" ويشار إليه بأن الجهل لا يولد سوى الهزيمة، وأن أبسط قواعد القتال معرفة العدو معرفة شاملة ويتطلب الأمر اجراء اتصالات مباشرة، وبهذا فإن العبارات تؤكد بأن المعرفة سلاح والجهل سلاح من خشب".

الكتيب بين يدي "وطن"

وكالة وطن حصلت على نسخة من الكتيب، وبه اقتباسات عن حب "الوطن" ومشاعر الغربة، وعن "شعور الانسان أبو مازن حين غادر أرضه مع عائلته ووجد نفسه في مكان غير الذي عاش فيه طفولته، فيما عرج الكتيب على حكاية عصفورين في صحراء الحجاز".

 

ومن الوطن، انتقل الطلبة كي يخطوا سيرة ذاتية عن الرئيس محمود عباس وبشكل مختصر، منذ ولادته في مدينة صفد مروراً بـ دمشق، وصولا إلى نشاطه السياسي في سوريا وتوليه منصب عضو في المجلس الوطني عام 1968، وتمثيله منظمة التحرير الفلسطينية في توقيع اتفاقية إعلان المبادئ "اتفاق أوسلو" عام 1993، وترأسه لجنة انتخابات فلسطينية بين عامي (1996-2002)، وشغل منصب أول رئيس وزراء للسلطة الفلسطينية بعام 2003، ثم انتخب رئيسا لمنظمة التحرير..

 

فيما تطرق الكتيب أيضا لبعض المقولات التي قيلت عن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ومن قبل كلا من الرئيس الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) حيث قال عنه: "الأخ أبو مازن أخي ورفيق دربي منذ أكثر من أربعين عاما".

وقال رئيس مكافحة الفساد رفيق النتشة (أبو شاكر) عن (أبو مازن) بحسب ما تضمن الكتيب: "تميز الأخ أبو مازن يمستوى عال جدا من الصدق والمصداقية، ولم يشجل عليه أي خلل في هذا المبدأ، وعرفته هكذا طيلة علاقتي به الشخصية والوطنية والتنظيمة".

 

 

وعن اقتباسات من خطابات الرئيس عباس : "جئت أحمل جراح شعب ينزف كل يوم، شعب يبحث عن حياة طبيعية، يذهب أطفاله إلى المدارس، آمنين، أطفال خلقوا للحياة لا للموت".

 

أما عن تجربة الـ 130 يوماً وما فيها من إنجازات وعراقيل، كتب "لا يوجد حل عسكري للصراع، فشعبنا يقبل ويرحب بالسلام للجميع، والأمان للجميع، والتقدم للجميع. السلام الذي يضمن انسحاب اسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة الأخرى، ووفق قرارات الشرعية الدولية".

وكتب أيضا: "بصراحة أكثر أن الأمر ليس أمر حكومة تأتي وتذهب، بل هو متعلق بقرار أعمق وأهم، فبدون وحدانية السلطة، ودون سيادة مطلقة للقانون على الجميع، وبدون سلاح واحد شرعي في يد سلطة واحدة فلن نتقدم خطوة واحدة للأمام".

فيما ضم الكتيب أيضا اقتباسات عن كتاب للرئيس يحمل عنوان "الوجه الآخر- العلاقات السرية بين النازية والصهيونية".

وكتب بالوجه الآخر: "العلاج المطلوب يجب أن يكون أقوى من الابتسامات الألمانية..." فيما تم الحديث حول تضحية الشعوب وضورة التضحية باليهود فيما دامت الشعوب الاخرى تقدم الضحايا من أجل النصر، فما على الصهيونية إلا أن تضحي باليهود من أجل الجلوس مع المنتصرين".

 

وقد تم الاشارة إلى مذكرة المؤتمر اليهودي، حينما قال الرئيس يأن فلسطين اليوم هي المركز العالمي للقوى الاستراتيجية السياسية، ذلك هو ما يراه الحكام الذين يعنون بأمر الصهيونية، فأرجو أن يفهم الصهاينة ذلك جيدا".

كما تطرق الكتيب للحديث عن الحركة الصهوينية في أدبيات لينين، وإسرائيل (وجنوب افريقيا العنصريتين) على حد وصف الكتيب، والمسيرة السياسية بالشرق الأوسط، وسقوط حكومة نتنياهو، ومباحثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.

وتم الأخذ ببعض التفاصيل التي ذكرت في كل من كتابات الرئيس، وتمثلت بـ: كتاب طريق أوسلو، وكتاب اتفاقية أوسلو بعد ثلاثة أعوام،  وكتاب استثمار الفوز، وكتاب صفحات مشرقة من تاريخ الثورة الفلسطينية.

 

" الناس لا يقرأون"

" أقول للجميع هل قرأتموه؟". سؤال وجهته المعلمة عطايا لمن وجه انتقادات بخصوص إطلاق كتيب "رئيسنا قدوتنا"، فيما أكدت أن الطالبات المبادرات لإنجاز الكتيب هن من اخترن العنوان بعد نقاش مطول.

قالت عطايا: "هم يقرأون العناوين فقط.. وهذا أثار العنوان جدلا كبيراً، ونحن نفتحر بأن أهداف المبادرة قد تحققت، وعلى الجميع أن يقرأ قبل أن يطلق الأحكام".

وفي معرض الحديث، تنقلت عطايا بين ما تم اقتباسه عن الرئيس، وقالت: "قال بأنه لا يريد أن يكون الشعب مثلما قال ديان، أنه شعب لا يقرأ، وإن قرأ لا يفهم".

" كتيب يضم قادة منظمة التحرير".

أكدت المعلمة المشرفة عطايا بأن مبادرة "من أجل فلسطين نتعلم" مستمرة ولن تتوقف، حيث تم كتابة كتيب للرئيس وسيتبعه إن نجح الأمر كتيب يضم الحديث عن قيادات في منظمة التحرير.

إذاً فإن عنوان الكتيب قد أثار جدلا، فيما طالب كثيرون بسحبه واعتباره يقع تحت مظلة "غياب الحوار" وتعزيز "حالة الفوضى"، فيما اعتبره البعض جزءاً من حالة سياسية، ويجب أن تعمم لما به من معلومات ومضامين تطل على عباءة منظمة التحرير.

تصميم وتطوير