في ذكرى استشهاده| عائلة الشهيد أبو سرور ثلاثة اعوام بانتظار اللقاء الاخير

18.04.2019 10:20 AM

رام الله – وطن: ثلاثة اعوام مرت على استشهاد عبد الحميد ابو سرور، دون ان تتمكن عائلته من رؤيته ومعرفة مصير جثمانه، الذي تنقل بين ثلاجات الاحتلال قبل نقله ودفنه في مقابر الارقام.

ويعد جثمان الشهيد ابو سرور من مخيم عايدة في بيت لحم والذي نفذ عملية ( تفجير باص 12) في القدس التي اصيب بها 21 مستوطنا، من اقدم جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال منذ قرار "الكابينت" العودة لاحتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين بتاريخ 13/10/2015.

وقالت ازهار ابو سرور والدة الشهيد لوطن، أنها تقدمت قبل عدة شهور للحصول على الملف الطبي من معهد ابو كبير الخاص بابنها، لافتة الى انهم "وافقوا قبل يومين على تسليمنا صورة عن الملف الطبي، ونحن لا زلنا ننتظر تسلم الملف الطبي".

وعن أهمية الملف الطبي الذي تنتظره العائلة، اوضحت ابو سرور ان "الملف الطبي يحوي تقارير المشفى الذي تواجد به عبد الحميد بعد اصابته اثناء العملية، خاصة ان والده توجه الى المشفى حينها وشاهد ابنه حي وعلى الاجهزة الطبية"، لكن المستشفى قدمت بعد ذلك للمحامي تقارير كتبت فيها  ان (المشتبه به قد فارق الحياة)، ما يطرح تساؤلات حول اسباب استشهاد عبد الحميد في 20 نيسان/ابريل 2016، دون ان تحصل عائلته على اي معلومات حول ذلك.

وتجهل عائلة ابو سرور بعد ثلاثة اعوام على استشهاد نجلها، مكان دفنه او احتجازه، قائلة والدته "لا نعلم شيئًا عن ابننا، لقد طلبنا الحصول على نتائج تحليل DNA ، لكن الصليب الاحمر لم يستطع الحصول عليها وتزويدنا بها".

وكانت سلطات الاحتلال قد نقلت جثمان عبد الحميد أبو سرور من الثلاجات الى مقابر الارقام حسب عائلته التي اكتشفت الامر صدفة، اذ تقول والدته "بعد عام على استشهاد عبد الحميد وتحديدا في ايار/مايو 2017 تم نقله من الثلاجات الى مقابر الارقام، ونحن علمنا بذلك بعد 4 شهور من الدفن، من خلال احدى جلسات المحكمة".

وتضيف ابو سرور "من حقنا ان نعلم اين دفن ابننا، طالبنا في محاكم الاحتلال بحقنا برؤية ابننا، حين لم نكن نعلم انه اصبح في مقابر الارقام".

وتكابد عائلة ابو سرور كباقي عشرات عائلات الشهداء التي لا تعرف مصير جثامين ابنائها، اذ تقول والدته "ليس بالامر السهل علينا استشهاد عبد الحميد واحتجازه ودفنه في مقابر الارقام، وهو الامر الذي نطالب به".

وتقول ابو سرور "ان عائلات الشهداء المحتجزين يكابدون الالم والوجع لوحدهم رغم انها تشعر بالفخر لتضحية ابنها، وهي تضحية واجبة على كل فلسطيني"، مضيفة "لقد اختار عبد الحميد طريقه الصحيح ونحن نفتخر به، وفي الوقت الذي يجب ان يكون به ملف احتجاز جثامين الشهداء قضية وطنية الا انها للاسف تحول لقضية عائلية، حين ترك عوائل الشهداء لوحدهم في نضالهم لمعرفة مصير ابنائهم".

وتنتقد ابو سرور التقاعس الكبير من قبل الشارع الفلسطيني ازاء قضية جثامين الشهداء المحتجزة قائلة، "في العام الاول من استشهاد عبد الحميد كانت فعاليات عوائل الشهداء كثيرة، لكن بعد ذلك اصبحت اشعر بخذلان كبير بسبب تقاعس الشارع مع قضيتنا، ففي الفترة الاخيرة اصبحنا نحن عوائل الشهداء نخرج لوحدنا في مسيرات ووقفات التضامن مع ابنائنا الشهداء والاسرى".

واضافت "لايوجد اليوم اي تفاعل شعبي مع هذا الملف. ففي مسيرة يوم الاسير لم يتجاوز المشاركين مئة شخص، علما انها جاءت بدعوة فصائلية ومن قوى وطنية، اما وسائل الاعلام فكانت تثير هذا الموضوع في اوقات محددة، ومن ثم تُنسى".

واكدت ابو سرور ان هناك تقصيرا رسميًا وشعبيًا وقانونيًا في ملف جثامين الشهداء، لافتة "لو كانت هناك متابعة حثيثة وتصدي قوي بطريقة سليمة في هذا الملف لما وصلنا لهذه المرحلة، لقد كان بالامكان ان نحصل على حقوقنا لكن للاسف بعض الملفات تهمل ".

تصميم وتطوير