فنون الاستخبارات الاسرائيلية ، نظرة خاطفة داخل الوحدة الاستخبارية 8200 الحدودية

13.10.2016 08:12 PM

وطن: كتب يوآف زيتون

من التنصت على مكالمات حزب الله الهاتفية الى الدخول في معركة للحصول على آخر المعلومات عن حماس في غزة يقدم جنود الوحدة 8200 الاستخبارية احدث اضافات تقنية في حماية الدولة اليهودية.

انها بنت حوالي خمس سنوات، ولا زالت لا تحمل اسما او شارة مميزة، هم الجنود المحاربون في وحدة الاستخبارات 8200. ورغم ان الوحدة معروفة اكثر بانها تلبس النظارات، وعباقرة كمبيوتر، فان هذا القسم من الوحدة يساعد في جمع المعلومات الاستخبارية وتقديمها الى قوات النخبة بما فيها وحدة الاركان (سييرت متكال) وووحدة البحرية (شاييتت 13).

يجمع جنود الوحدة بشكل اولي اشارات استخبارية، او شيفرات. وهم رماة ماهرون من المستوى الخامس، لكنهم لا زالوا يخضعون لتدريبات من نوع تدريبات القوات الخاصة.

متابعتة حتى الاغتيال

بين الخنادق المضادة للدبابات في الجولان وعبر دوريات ليلية، يتقنع الجنود بمعدات تمويه، وتحت غطاء العتمة ينشرون اجهزتهم الذكية ذات التقنية العالية لجمع المعلومات في بلدة سورية تبعد اميالا عن الحدود.

صوت المدفعية يمكن ان يسمع من البلدة ، وصوت الهدير المرعد واضح بعد ان تسقط القذائف بلحظاتمخلفة دخانا على شكل رأس الفطر في الافق. بين بيوت القرية التي هوجمت لا يقوم الناس فقط بلعبة الهجوم المعاكس في سوريا، بل يعدون للهجوم على اسرائيل ايضا.

حسب مصادر اجنبية، قامت اسرائيل باغتيال العديد من قادة حزب الله والضباط الايرانيين على هذه الحدود، بما فيهم سمير القنطار وعماد مغنية. مثل هذا النوع من العمليات لا يمكن ان يحدث  دون تتبع الكتروني للأهداف، خاصة من خلال قراءة النقاشات الانترنتية، التنصت على الهاتف، ومن خلال تجهيزات الكترونية اخرى.  لقد كانوا متابعين الكترونيا طوال اليوم وكل يوم.

يقول قائد الوحدة المقدم (Y) واحد الاعضاء السابقين في وحدة الكوماندو (شالداغ): "هناك عمليات تنتهي في ساعات قليلة، وبعضها خلال ايام. وهناك اوقات كنا نمكث فيها ميدانيا لأشهر.

يتكلم (واي) قليلا عن عمليات وحدته، ويكتفي بابتسامة خجولة عندما سئل عن اداة ضخمة مموهة موجهة نحو الشرق. باستخدام كوابل سميكة موصولة الى حواسيب رقيقة يحملها الجنود الذين ينقرون باستمرار على لوحة المفاتيح.

ويضيف واي: "اننا نسميها مجسات 'SIGINT'، " يحمل الجنود 50% من وزنهم عليها، كما في باقي القوات، ويفعل العدو (خاصة عدونا الرئيس حزب الله ) ما نفعل بالضبط، انهم تحدينا الاكبر. لذا هناك سبب يجعلنا نمنع جنودنا حينما يخرجون الى حراسة الحدود من حمل هواتفهم المحمولة معهم".

يعملون تحت امرة رئيس الاركان مباشرة

يتخرج جنود الوحدة من تدريب اساسي في معسكر الاستخبارات العسكرية في وادي عربة، حيث يصبحون رماة من المستوى الخامس. وبعد تدريب اساسي آخر مدته شهرين في الوحدة 8200 ينقسمون الى سرايا مختلفة، واحدة تجمع الاشارات خلال الحرب،  واخرى تجمع مواد العدو وتفك شيفرتها، وأخريات تشكل قنوات اتصال بين الواجهة الامامية والقوات البرية خلال الحرب.

هناك في الوحدة ايضا "المستعربون" الذين يعتبرون خبراء في قراءة وتحدث اللغة العربية موزعون على مختلف الحدود. لقد غنمنا عشرات الحواسيب من حزب الله خلال حرب تموز. وخلال الحرب على غزة شاركت الوحدة مع القوات البرية في دخول غزة ، وكانت قادرة على تغذية استخبارات القوات البرية بمعلومات حول مختلف المجموعات هناك، اضافة الى معلومات عن الكمائن. يوضح (واي).
يمكن نشر هؤلاء الجنود في مهمة تساعد احد الالوية المتمركزة في مرتفعات الجولان، وخلال يومين يمكن اعادتهم الى اماكن اخرى بناء على اوامر رئيس الاركان.

وحدة وليست لواء

لا يوجد في هذه الوحدة معدومة الاسم والتي باتت تسمى حديثا (جادسام)  اي نوع من انعدام للدافعية . لكن الضباط والجنود فيها لا ينظرون الى انفسهم ك"لواء". ليس لان ذلك لا يريحهم، بل لانهم يعملون ضمن فرق صغيرة ونخبوية، وكل فريق منهم يرتبط بقوة تختلف عن الفريق الاخر، وعدد الجنود هنا بما فيهم الاحتياط اقل من تشكيلة لواء.

لا تختار الوحدة جندها من خلال امتحان، لكنها تأخذ الجنود الذين يرسبون في امتحانات القوات الخاصة ، والذين يتمتعون بسجل عسكري ونفسي عال اضافة الى بنية جسدية قوية.

كل شيء في الوحدة– من نوع النقالات التي يستخدمونها الى بساطيرهم، والى تفاعلاتهم غير المباشرة مع نظرائهم في داعش وحماس وحزب الله تقدم معنى جديدا لمعركة الاستخبارات التي يديرها الجيش ضد اعدائه.

عن يديعوت، ترجمة جبريل محمد

تصميم وتطوير