قلق عارم في إسرائيل: حزب الله اكتسب قدرة قتاليّة مُرعبة بسوريّة

28.06.2016 07:39 PM

وطن: كتب زهير أندراوس:

كشفت صحيفة “يديعوت احرونوت” العبريّة النقاب عن أنّ قلقًا عارمًا يسود شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) في الجيش الإسرائيليّ من مواجهةٍ مستقبليّةٍ قاسيةٍ على الجبهة الشمالية، أيْ مع حزب الله اللبنانيّ. وبحسب الصحيفة، التي اعتمدت على مصادر سياسيّة وأمنية إسرائيليّة رفيعة المُستوى، فإنّه على خلفية معارضة البيت الأبيض زيادة المساعدات العسكريّة لإسرائيل لحمايتها من الصواريخ، حذّر رئيس الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة، الجنرال هرتسي هليفي، من حرب غير هينّة مع حزب الله.
علاوة على ذلك، أوضح الجنرال الإسرائيليّ إنّه خلال المواجهة القادمة ستشهد الجبهة الشماليّة تجربةً قاسيةً جدًا، بحسب تعبيره. وبيّن أيضًا أنه من ناحية الوضع تحسن، نحن أقوى من كل الجهات المحيطة بنا، ومن ناحية أخرى نحن في بيئة معقدة. بعبارة أخرى، الوضع قد تحسّن وتحول لمعقد، على حدّ وصفه. وحلل رئيس الاستخبارات الأحداث التي وقعت في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، وقال في هذا السياق علينا أنْ نعتاد على أنّ الشرق الأوسط غر مستقر، مُضيفًا أنّ إسرائيل هي الجهة القوية في المنطقة، الجيوش القوية ذهبت وضعفت، ذهبت وتغيرت. نشأت حولنا تهديدات جديدة، تهديد إطلاق النار، تهديد التسلل بطرق مختلفة. وعلى خلفية مرور عقد على حرب لبنان الثانية، ذكر هليفي أنّه يبدو أن الجانبين، إسرائيل وحزب الله، لا يعارضان عقدًا آخر من الهدوء، وتابع قائلاً، بحسب الصحيفة العبريّة: نحن لا نريد حربًا لكننا مستعدون لها، ونحسن من قدراتنا طوال الوقت. أنا أعتقد أنّ الحرب القادمة لن تكون بسيطة. في حرب سوريّة لحزب الله حوالي 1500 قتيل وهذا يؤثر على التنظيم بشكلٍ كبيرٍ، لديه تحديات في سوريّة، عاش تجارب صعبة وأيضًا نجاحات، بحسب الجنرال هليفي.

في سياق ذي صلة، كشف مُحلل شؤون الشرق الأوسط في موقع (WALLA) الإخباريّ-الإسرائيليّ، نقلاً عن مصادر أمنيّة وعسكريّة رفيعة في تل أبيب، آفي أيسخاروف، كشف النقاب عن أنّ قلقًا كبيرًا يسود الأجهزة الأمنيّة في الدولة العبريّة بسبب قيام عناصر حزب الله بالقتال كتفًا إلى كتف مع الجنود الروس الذين ينشطون في سوريّة، ولفتت المصادر إلى أنّ الحزب من خلال القتال مع القوات الروسيّة راكم تجربة كبيرة في المعارك، وتحديدًا لأنّ الروس سمحوا له بالقتال أيضًا مع وحدات النخبة التي قامت موسكو بإرسالها إلى الأراضي السوريّة، على حدّ تعبير المصادر.

بالإضافة إلى ذلك، أكّدت المصادر الإسرائيليّة، أنّ قتل عناصر حزب الله إلى جانب وحدات النخبة الروسيّة سمح لهم بالتعرّف على خطط القتال، العتاد العسكريّ المُتطوّر والمُتقدّم الذي يستعمله الجنود الروس، كما أنّهم تعرّفوا على تكنولوجيا حربيّة جديدة، أكّدت المصادر عينها. وشدّدّت المصادر على أنّ هذه المعلومات الجديدة تُثير القلق الكبير لدى صنّاع القرار في تل أبيب، وأضافت أنّه على الرغم من الخسائر البشريّة التي يتكبدها الحزب يوميًا، فإنّه في المُقابل يكتسب خبرةً قتاليّةً عالية المُستوى ومن الأكثر تطورًا في العالم.

وتابعت المصادر الإسرائيليّة الرفيعة قائلةً إنّ هذه التطورّات والمُستجدّات تُلخّص في جملةٍ واحدةٍ التغيير الذي طرأ على حزب الله بعد مرور عقد من الزمن على حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006: حزب الله، شدّدّت المصادر، تحوّل من تنظيم “إرهابيّ” الذي قاتل إسرائيل بصورة تقليديّة للغاية، تحوّل إلى شبه جيشٍ وفق كلّ المعايير، لافتةً إلى أنّ حزب الله يعرف تفعيل اللوجيستيّة الواسعة، كما أنّه يهتّم جدًا برفاهية مقاتليه الذين ينشطون في سوريّة، عن طريق لجان الرفاهيّة التي تعمل هناك، قالت المصادر الإسرائيليّة. بالإضافة إلى ذلك، قال المُحلل الإسرائيليّ، نقلاً عن ذات المصادر إنّ حزب الله بات يعرف جيّدًا كيفية إطلاق الصواريخ والقاذفات خلال القتال، كما أنّه يقوم بتفعيل منظومة كاملة من الطائرات بدون طيّار، ويقوم بالقتال ضدّ الصواريخ المُضادّة للدبابات، وبالإضافة إلى ذلك، يقوم حزب الله بتنفيذ عمليات بريّة صعبة، بما في ذلك احتلال مناطق كانت تقع تحت سيطرة المُعارضة السوريّة المُسلحّة.

وبرأي المصادر الإسرائيليّة فإنّ حزب الله قام بتغيير سُلّم أولوياته: الآن لا يُريد الخوض في حربٍ ضدّ إسرائيل، لأنّ الحرب الأهليّة الدائرة في سوريّة باتت تتبوأ المكان الأوّل في أجندته. وتابعت المصادر أنّه منذ العام 2006 استخلص التنظيم عبره من المعركة، وحدّث إلى حدٍّ كبيرٍ قدراته العسكرية، يمتلك حزب الله حوالي 45 ألف مقاتل، منهم 21 ألف تحت الخدمة النظامية. كما حوّل حزب الله غالبية القرى الشيعية في الجنوب اللبناني إلى منظومة من البنى التحتية الصلبة المنتشرة تحت الأرض وفوقها، ويمتلك التنظيم صواريخ ذات قدرة دقيقة عالية ورؤوس متفجرة كبيرة، كما حسّن قدراته في مجال الطائرات غير المأهولة والدفاع الجوي وصواريخ بر- بحر وقدرات الجمع (الاستخبارات ومنظومات القيادة والسيطرة التي يمتلكها).

ولفتت إلى أنّه خلال القتال المتواصل في سوريّة امتلك التنظيم خبرة قتالية غنية، بما في ذلك استخدام الأطر العسكرية الكتائبية في العمليات الهجومية. وخلُصت المصادر الإسرائيليّة إلى القول إنّه يُمكن الافتراض بأنّ التنظيم سيطمح في المستقبل في الحرب ضدّ إسرائيل لترجمة هذه القدرات إلى تنفيذ هجومٍ متزامنٍ على عدد من البلدات والمواقع على امتداد الحدود عند بداية الحرب، وحزب الله يعمل أيضًا في سوريّة أمام جبهة مرتفعات الجولان على إقامة بنية “إرهابية” تعمل ضدّ إسرائيل، هذا العمل سيُنفّذ بالتعاون مع الحرس الثوريّ الإيرانيّ بموافقة النظام السوريّ، ويُمكن القول إنّ قدرات حزب الله العسكرية اليوم تُشبه قدرات جيش دولة أكثر من كونها قدرات تنظيم إرهابيّ، كما أكّدت المصادر الإسرائيليّة الرفيعة.

رأي اليوم

تصميم وتطوير