تناول مشروبات شديدة السخونة يسبب "على الأرجح" الإصابة بالسرطان

15.06.2016 07:21 PM

رام الله - وطنقال كريستوفر وايلد مدير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية الأربعاء، إثر أعمال إعادة تقييم أجرتها لجنة من 23 خبيرا، عن تناول المشروبات الساخنة جدا وأثرها على الصحة، إن "هذه النتائج تدفع إلى الاعتقاد بأن تناول مشروبات شديدة السخونة يمثل أحد الأسباب المحتملة للإصابة بسرطان المريء كما أن السبب في هذا الأمر يعود إلى درجة الحرارة أكثر منه إلى المشروبات نفسها".

وتعتبر المشروبات ساخنة جدا في حال بلغت حرارتها 65 درجة مئوية أو أكثر بحسب الوكالة.

وقد أظهرت دراسات أجريت في الصين وإيران وتركيا وبلدان في أمريكا الجنوبية حيث يتم تناول المتة تقليديا على درجات حرارة مرتفعة جدا (بحدود 70 درجة مئوية) أن خطر الإصابة بسرطان المريء يزداد تبعا لدرجة الحرارة التي يستهلك فيها المشروب، بحسب بيان للوكالة الدولية لأبحاث السرطان.

وأوضح الاختصاصي في علم الأوبئة في الوكالة دانا لوميس أن "درجات الحرارة الطبيعية للقهوة والشاي في بلدان أوروبا وأمريكا الشمالية أدنى من ذلك بكثير. غالبا ما يتم تناول القهوة والشاي على حرارة أدنى بكثير من 60 درجة".

وخلص الخبراء إلى أن القهوة، إحدى أكثر المشروبات استهلاكا في العالم، لم تعد مصنفة على أنها "مسرطنة على الأرجح"، وذلك بنتيجة إعادة التقييم الذي استند إلى "أكثر من ألف دراسة على البشر والحيوانات" لم تقدم "أي دليل قاطع عن أثر مسرطن" لتناولها.

كذلك بينت الدراسات والتجارب التي أجريت على الحيوانات أن تناول المتة باردا أو على درجة حرارة "غير مرتفعة للغاية" لا يحمل أي آثار مسببة للسرطان.

ويعتبر سرطان المريء ثامن أكثر السرطانات شيوعا في العالم وأحد أكثر أسباب الوفيات بسبب السرطان مع تسجيل حوالى 400 ألف وفاة سنة 2012 (5 % من كل الوفيات بالسرطان).

وتنشر الوكالة الدولية لأبحاث السرطان دوريا دراسات محددة في حقول معينة تتناول إعادة تقييم للبحوث العلمية التي تنشر بشأن الآثار المسرطنة للعوامل موضوع الدراسة (كالمنتجات الكيميائية وغاز العوادم من المحركات العاملة بالديزل وعوامل الخطر المتصلة بنمط الحياة كالاستهلاك المفرط للحوم المقددة...)، كما تعمل على تحديها دوريا.

وبالتالي تعد هذه الوكالة التابعة لمنظمة الصحة العالمية تصنيفا يراوح من المجموعة الأولى - "لما يمكن أن يسبب السرطان لدى البشر" أو "المواد المسرطنة الأكيدة" وصولا إلى المجموعة الرابعة في أدنى التصنيف وهي للمواد غير المسرطنة للبشر. وحتى اليوم، تمت دراسة أكثر من 950 عنصرا وتصنيفها.

ولا يلحظ هذا التصنيف مستوى الخطورة على الصحة. فعلى سبيل المثال يندرج تدخين التبغ ضمن المجموعة الأولى للمواد التي أثبت تسببها بالسرطان، غير أن التصنيف لا يشير إلى درجة زيادة الخطر تبعا لعدد السجائر التي يتم تدخينها. وضمن هذه المجموعة، يمكن للخطر أن يتبدل بنسب كبيرة.

فرانس24/أ ف ب

تصميم وتطوير