العيساوي لــ"وطن": سأواصل نضالي وواجب المؤسسات الأمنية مواجهة اعتداءات الاحتلال

26.12.2013 11:59 AM

القدس المحتلة – وطن – لارا الخالدي: دعا الأسير المحرر سامر العيساوي الشعب الفلسطيني إلى الالتفاف حول قضية الحركة الأسيرة ومواصلة النضال والمقاومة إلى حين تبييض سجون الاحتلال.

وحذر من الإجراءات القمعية والتعسفية التي تعتمدها إدارة السجون ضد الأسرى الذين يعانون من الإهمال الطبي الذي تسبب للعشرات منهم بأمراض مزمنة.

وتأتي تصريحات العيساوي (33 عامًا)، في مقابلة خاصة مع وطن، وهو الذي خاض أطول إضراب عن الطعام في تاريخ البشرية استمر مدة 9 شهور في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رفض خلالها التوقف عنه إلا إذا تم الإفراج عنه إلى بلدته العيساوية، أو سيقضي شهيدًا في المعتقلات.

وقال العيساي إنه ترك خلفه في سجن "شطة" نحو 120 أسيرًا، منهم 50 أسيرًا يعانون من أمراض مختلفة موزعة بين السكري والضغط والروماتيزم وغيرها، وأوضاعهم "سيئة جدًا".

ووجه العيساوي عبر وطن رسالة للشعب الفلسطيني، داعيًا إياه لــ"الالتفاف حول قضية الأسرى حتى تحريرهم، لا سيما أنهم يتعرضون لحملة شرسة من الإهمال الطبي المتعمد، راح ضحيته خلال العام الجاري أربعة منهم".

مشيرًا إلى الإضرابات المتقطعة للأسرى الإداريين داخل الاحتلال، وقال إن "جزءًا منهم دخل إضرابا فعليا منذ شهر من أجل إطلاق سراحهم".

كما نوه إلى وجود أسرى قضوا أكثر من 35 عامًا داخل سجون الاحتلال كالأسير كريم يونس ووليد دقة، بالأخص أسرى الداخل والقدس، حيث حاول الاحتلال بكل صفقة حذف أسمائهم".

أسرى يعيشون على "المخدر"

وعما سيقوم به العيساوي حاليًا، قال "سأواصل مشواري النضالي ضد هذا الاحتلال حتى تحرير الأرض وأبناء شعبنا أو الشهادة لأننا أقسمنا بأرواح شهدائنا لشعبنا بأن نحافظ على كرامته، ونحرر هذه الأرض ولا نستطيع خيانة الشهداء الذين سبقونا على نفس القسم"، مؤكدًا  "أعني ما أقول وهذا ليس مجرد شعارات".

وحول مهاتفة الرئيس محمود عباس للعيساوي، قال الأخير إن "الحديث جرى عن الأسرى وأوضاعهم الصعبة داخل السجون وعليه كرئيس للسلطة التحرك من أجل إنقاذهم وتحريرهم".

وقال العيساوي: عايشتُ أربعة أسرى، يعانون من أمراض مزمنة، وهم منصور موقدة ويسري المصري، المريضان بالسرطان الذي تفشى المرض في جسديهما، ولم يتبق من عمرهما سوى ستة شهور وفق الأطباء.

وتابع: والأسير خالد الشاويش يعاني من شلل نصفي، ويعيش على المخدر وليس الدواء، إضافة للأسير ناهض الأقرع الذي بترت قوات الاحتلال ساقيه الاثنتين داخل السجن، ويعيش أيضًا.

وفيما يتعلق برؤيته للمفاوضات، قال العيساوي إنها لن تصل إلى أي حل, مشيرًا "نحن نشاهد في الفترة الأخيرة تصعيدًا للاحتلال، وتكرار عمليات الإرهاب ضد شعبنا، من اعتقالات واقتحامات للمخيمات ومصادرة اراض".

مطالبًا المؤسسات الأمنية في السلطة الدفاع عن المواطنين الذين يتعرضون لاعتداءات جيش الاحتلال، مردفًا "إذا لم نستطع الدفاع عن أبناء شعبنا فلنترك لهم المهمة".

وأكدّ العيساوي أن إضرابه لم يكن بغية إطلاق سراحه، بل من أجل تسليط الضوء على قضية الأسرى التي غابت عن العالم.

من جانبها، قالت والدة المحرر العيساوي عن فرحتها بانتصار ابنها وخروجه من الأسر، موجهة التحية إلى كل من ساندها من أبناء الشعب الفلسطيني وأحرار العالم في معركة سامر، وكل من تضامن مع الأسرى الفلسطينيين.

دروس وعبر

في ذات السياق، أجرت وطن مقابلة مع الكاتب والصحافي المقدسي راسم عبيدات، أوضح فيها دروسًا وعبرًا مستفادة من تجربة العيساوي النضالية.
وأولى هذه الدروس وفق عبيدات، أن الإنسان عندما يمتلك الإرادة والثبات على الموقف والمبدأ يستطيع تحقيق انتصار حتى لو كان يواجه أعتى قوى كإدراة مصلحة السجون الإسرائيلية، وأجهزة مخابراتها.

وأضاف أن العيساوي استطاع تسجيل نصر ساحق على هذا العدو، وقال: البيئة الحاضنة لسامر ومحيطيه من أسرة وعائلة ورفاق و شعب هم الذين صنعوا هذا النصر لأنهم وقفوا بجانبه، والتفوا  حول موقفه، ولولا هذا الدعم ولولا والدة سامر التي وقفت وقفة عز وافتخار إلى جانب ابنها لما تحقق هذا الانتصار.

وأكد في نهاية حديثه أن العيساوي استطاع كسرَ أحد ثوابت الحركة الصهيونية ومواقف المخابرات الإسرائيلية، بإبعاد الأسرى عن موطنهم وعن مكان سكنهم، حيث رفع شعار "إما العودة إلى العيساوي أو الشهادة، لينتصر بعودته، وهذا الانتصار إنجاز للشعب الفلسطيني والأسرى والمقدسيين بشكل خاص.

تصميم وتطوير