سامر عنبتاوي يكتب.. الحكمة واللحظة الحرجة

26.04.2024 11:49 PM

أمريكا تسابق الزمن وتضغط لاتفاق قبل دخول رفح للأسباب التالية:

- الحالة الشعبية وانتفاضة الجامعات والخشية من تحولها لحركة شعبية واسعة.
- الخشية من أن دخول رفح سيتسبب بإزدياد الحركات الشعبية والسخط العالمي لما يتوقع من جرائم الإبادة وانعكاس ذلك بإزدياد العزل والنقمة على السياسة الأمريكية والإسرائيلية.
- الخشية على جيش الإحتلال من تورط أكبر في ظل الخسائر الكبيرة وعدم إنجاز أي من أهداف الإحتلال المعلنة والغير معلنة.
- الخشية من تطور الأمور الى حرب إقليمية لا تريدها أمريكا ولكنها لا تستطيع سوى الدخول بها لأنها لا تستطيع التخلي عن دولة الإحتلال.
- قرب الانتخابات الأمريكية والإنعكاسات المتوقعة للتأثير عليها بقوة وخاصة على وضع بايدن.

مصر تريد بشدة التوصل لإتفاق بأي ثمن أيضا خشية من إقتحام رفح وانعكاسات ذلك عليها من عمليات التهجير المتوقعة الأمر الذي لا تريده، ولذلك تنشط بشدة لتحقيق إختراق وإنجاز إتفاق.

فلسطينيا تزداد الضغوط سواء من تدخل الوسطاء وضغطهم، أو من حيث الوضع المأساوي في غزة من جرائم الإبادة والتدمير والتجويع، ولكن تبقى المقااااومة في إطار مواجهة لا يمكن التراجع فيها ولحجم العدوان والارتباط لدى العدو وتخبطه وزيادة الضغط عليه، لذا فإنها لا تستطيع التراجع عن أي من المطالب الأربع المحقة والعائلة لإنهاء القتال. 

إسرائيليا هناك إرتباك شديد وتخبط لأسباب عديدة منها عدم تحقيق أي إنجاز والخسارة المستمرة والتظاهرات والإحتجاجات الداخلية، والضغط الخارجي والملاحقات الدولية، وتبادل الاتهامات بين المنظومتين الأمنية والسياسية، وصمود المقااااومة،   وحالة التبدل الكبير للمزاج العالمي والسخط على جرائم الإحتلال، وغيره من الأسباب
.

هنا لا بد من القول أن المرحلة دقيقة جدا، ولهذا فنحن لسنا بحاجة لتصريحات نأمل منها القبول العالمي كدولة في حدود ٦٧ أو القبول بقوات عربية أو أجنبية، أو الموافقة عل نص إتفاق مبهم لا وضوح فيه لتحقيق المطالب الأربع التي عليها إجماع القوى وإجماع شعبي، لأن المطروح حتى اللحظة أدنى من ذلك بكثير، بل من الممكن أن يعطي الإحتلال فرصة للمراوغة والخداع(وهذا ديدنه) للإلتفاف على كل الاتفاقات والحصول على أسراه ثم استئناف العدوان.

قناعتي أن قضيتنا لم تصل إلى هذه الدرجة من القبول العالمي والزخم المساند والتفوق في المواجهة والتفوق أخلاقيا وإعلاميا، وعليه فإن شعبنا ليس لديه أي خيار سوى الإستمرار والمواجهة، لذلك يجب عدم تضييع هذه الفرصة التاريخية لأنه مهما بلغت خسائرنا فهي مكاسب إستراتيجية، ومهما حقق الإحتلال من قتل ودمار فخسائره إستراتيجية، وهم حولوا المواجهة إلى صراع وجود وفي النهاية فما استمر ظلم والفجر قادم بإذن الله.

سامر عنبتاوي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير