المختص في أبحاث الامن القومي أحمد عيسى لوطن: جبهة الاحتلال الداخلية تتصدع وخطاب نتنياهو بالامس موجه لها في محاولة لترميمها
رام الله - وطن: قال المتخصص في أبحاث الامن القومي اللواء المتقاعد أحمد عيسى، إن خطاب نتنياهو المسجل بالأمس موجه للجبهة الداخلية خاصة خصومه، وللولايات المتحدة.
وأضاف عيسى ان نتنياهو كرر كلماته بعدم الاستسلام وان حماس هي من تضع صيغ الاتفاقيات وليس "اسرائيل" بالإضافة الى اصراره على تجريد إيران من برنامجها النووي.
وأشار في سياق حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" ضمن موجة" غزة الصامدة.. غزة الأمل" عبر شبكة وطن الإعلامية أن خطاب نتنياهو يتناقض مع معادلة الامن القومي الاسرائيلي خاصة عند الأخذ بعين الاعتبار ردود الافعال من الجبهة الداخلية، موضحا ان هذه المعادلة تقوم على اساس انه لا يمكن لإسرائيل الخروج لحرب الا بالإجماع وهو غير متوفر الان.
وأوضح ان من مؤشرات تصدع الجبهة الداخلية الاسرائيلية هو ان بعض وسائل الاعلام العبرية قاطعت خطاب نتنياهو كهيئة البث العبرية والقنوات 12 و13 بالإضافة الى خروج عائلات الأسرى بعد الخطاب مباشرة وإصدار بيان أكدوا فيه ان نتنياهو ليس لديه خطة ولا يحمي "اسرائيل".
وأضاف أن الكثير من التقارير الاسرائيلية التي صدرت بعد 7 أكتوبر تقول بان نتنياهو يقود "اسرائيل" نحو الكارثة الكبرى، مؤكدا ان "إسرائيل" ليس لديها استراتيجية.
ولفت الى أن الشعب الفلسطيني رغم الخسائر والوجع والمعاناة التي فاقت الابادة في عام 1948 الا انه انتقل منذ 7 أكتوبر من مرحلة تهديد الأفراد الى تهديد لوجود الدولة، فرغم حدوث بعض الانتصارات للاحتلال في لبنان مثلا الا انه لا يزال عالقا في الجبهة "الأضعف" كما يعتبرونها في غزة والضفة حسب اعتراف خبراء الامن القومي الاسرائيلي.
وتطرق الى ان خطة الاحتلال في غزة تنقسم الى 3 مراحل وهي معروفة للمقاومة تتمثل بالاحتلال اولا ثم التقطيع ومن ثم التطهير، مفيدا بان الاحتلال قسم قطاع غزة الى قسمين شمالي وجنوبي متمثلا بإنشاء ما يعرف بمحور "نتساريم"، فيما يعمل الاحتلال الان على تقسيم المحافظات الخمسة ويعزلها عن بعضها البعض والمتمثل بمحور "ميراج".
وقال: نحن في المرحلة الأكثر صعوبة من مراحل الابادة الجماعية، حيث انه خلال السنة والنصف من العدوان على قطاع غزة ألقي ما يزيد عن 100 ألف طن من المتفجرات وإذا ما قسم هذا الرقم على عدد السكان فيكون نصيب الفرد الواحد أكثر من 33 كيلو غرام من المتفجرات ونصيب كل كيلو متر من مساحة القطاع أكثر من 80 طن من المتفجرات الامر الكافي على انهاء الحياة في القطاع.
وتابع ان الحرب على غزة أكدت على ان القوة العسكرية لوحدها لا يمكن ان تحسم الصراع مع الفلسطينيين ومعالجة الصراع يكون بالحل السياسي الذي يعطي الفلسطينيين جزء من حقهم.
وأشار الى وجود جانب من الخلاف بين ادارة ترمب وحكومة الاحتلال على الاستراتيجية في المنطقة كدوام الحرب على غزة والملف النووي الإيراني موضحا ان من يملك قرار الحرب على غزة ليس نتنياهو وانما الرئيس الامريكي ما يظهر خلل إضافي في الامن القومي الاسرائيلي