الناشط المقدسي باسم زيداني ينقل الصورة الكاملة عبر "وطن"
القدس والأقصى في مواجهة مفتوحة مع مُخططات الاحتلال .. إجراءات أمنية وقيود على الصلاة وجنود فوق قبة الصخرة
وطن: لم ينتظر المقدسيون حلول اليوم الأول من رمضان ليكتشفوا إجراءات الاحتلال المخبأة لهم لإعاقة وصولهم إلى المسجد الأقصى المبارك، لأن سلطات الاحتلال بدأت بالتضييق عليهم منذ الليلة الأولى لحلول الشهر الفضيل.
ففي محيط البلدة القديمة من المدينة المقدسة، انتشرت قوات الاحتلال بشكل مكثف، حيث استخدم الجنود دراجات كهربائية خاصة لتسريع حركتهم، وتنقلوا بها بين شارعي صلاح الدين الأيوبي والسلطان سليمان وحتى باب العامود وبالعكس.
إجراءات الاحتلال وقيوده الصارمة لن تنجح بعزل الأقصى المبارك
الصحفي والناشط المقدسي باسم زيداني ابن بلدة سلوان الملاصقة للمسجد الأقصى من جهته الجنوبية، يقول إن شرطة الاحتلال نصبت عشرات الكاميرات الذكية في أزقة البلدة القديمة بالقدس، وتعمل وفقاً لشرطة الاحتلال بتقنيات الذكاء الإصطناعي، هذا ونُصبت الكاميرات على ارتفاعات عالية، وفي هذا انتهاك لخصوصية العائلات المقدسية.
ويشير إلى أن محاولات المقدسيين بالوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة خلال شهر رمضان، محفوفة بالمخاطر، ولكن إجراءات الاحتلال وقيوده الصارمة لن تنجح بعزل الأقصى المبارك.
وأمام أبواب المسجد الأقصى كانت السواتر الحديدية والقوات المدججة بالسلاح بانتظار المصلين، وبوصول المئات منهم إلى الأبواب كانت عبارة "ارجع على بيتك" بانتظارهم أيضا.
بعد الوصول إلى الأقصى واجتياز الحواجز، قد يقطع الجنود صلاتك
وصولك إلى باحات الأقصى المبارك، بعد اجتيازك لعشرات البوابات ونقاط التفتيش، لا يعني بالضرورة أنك ستتمكن من أداء الصلاة فيه، قد يقطع جنود الاحتلال المتواجدون قرب قبة الصخرة صلاتك، وقد تتعرض للقمع والتنكيل، وتُطرد وكأنك لم تصل، يقول باسم زيداني.
تحديد الأعمار والأخطر تحديد الأعداد
وحول تقييد وصول المقدسيين إلى الأقصى المبارك خلال رمضان، وتحديد أعمار المصلين، يوضح زيداني أن الاخطر هو تحديد الأعداد وليس فقط تحديد الأعمار، وهو ما ثبت بالدليل القاطع عند إغلاق أبواب الأقصى المبارك أمام المصلين من الاعمار الكبيرة، خلال الجمعة الماضية والتي سبقتها (الجمعتين الأخيرتين)، عند وصول قرابة 20 ألف مُصلٍ إلى الأقصى، والاعتداء بالضرب على المصلين من كبار السن على البوابات.
إجراءات أمنية مشددة
وأحيا الفلسطينيون صلاة العشاء والتراويح بالمسجد الأقصى في ظل ظروف استثنائية ووسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة، فقد تمكن المقدسيون وأبناء الداخل من دخول المسجد الأقصى للصلاة، في ظل قيود وإجراءات أمنية فرضتها قوات الاحتلال، مدعومة بقوات الشرطة وحرس الحدود عند أبواب ومداخل المسجد.
ومنعت حواجز الاحتلال الأمنية دخول المصلين من الشباب للصلاة، فيما سمحت بدخول النساء والرجال الذين تجاوزوا الـ40 عاما، خلال الليالي الثلاثة الأولى من شهر رمضان المبارك.
الفرصة سانحةٌ أمام الصهيونية الدينية لتمرير مخططاتها الخبيثة في القدس والأقصى
ويشير زيداني في حديثه لموجة (غزة الصامدة.. غزة الأمل)، وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إلى أن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة، وحروبه الصامتة في الضفة المحتلة والقدس، تشكل بيئة مناسبة لتمرير مُخططات الصهيونية الدينية في القدس، ويدلل على ذلك بمنع الفلسطينيين من الوصول إلى الأقصى، والسماح للمستوطنين باقتحام الأقصى مرتين يومياً، وأداء صلوات تلمودية في باحاته.
ويُضاف إلى ذلك السماح لقرابة 40 ألف مستوطن، بالمشاركة في ماراثون تهويدي في البلدة القديمة بالقدس قبل نحو أسبوع، بينما يُمنع على سُكانها من الفلسطينيين، الوصول إلى منازلهم.
التطوع في الأقصى.. تحريضٌ وتهمة
وفي سابقة خطيرة يشير زيداني إلى طلب مُريب، تقدمت به شرطة الاحتلال للأوقاف الإسلامية في القدس، بتسليمها أسماء المتطوعين في المسجد الأقصى للفحص الأمني، ورغم رفض الأوقاف الاستجابة لمطلب شرطة الاحتلال، إلا أن شرطة الاحتلال ماضيةٌ في فرض وقائع جديدة على أرض الأقصى المبارك، أهمها منع طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني من العمل داخل الأقصى، والتوجه للسماح لطواقم نجمة داوود الحمراء للعمل داخل الأقصى، مرجحاً أن شرطة الاحتلال تسعى لاعتقال المُصابين بعد نقلهم لتلقي العلاج، فلا نجاة للمصاب من الاعتقال في هذه الحالة.
وبهذا فإن الاحتلال يعتبر الفعاليات المقدسية التطوعية لمساعدة الوافدين إلى الأقصى خلال شهر رمضان المبارك تحريضاً، وعليه فإن النشاطات التطوعية مهددة بالقمع، وترتقي لأن تكون تهمة تستوجب الاعتقال، كما جرى ويجري مع عديد الحُراس والمتطوعين والمُبادرين.
هستيريا قمع المقدسيين
ويضيف: في حلقة من حلقات هستيريا قمع المقدسيين، تم استبدال الجنود وعناصر الشرطة ممن عملوا لسنوات طويلة في مدينة القدس، بآخرين جدد من عناصر الاحتياط، معظمهم من الأجيال الشابة، جاؤوا بهم إلى القدس ليحققوا أحلامهم بقمع المقدسيين.
ويصر ما يسمى بوزير الامن القومي إيتمار بن غفير على تقييد حرية العبادة والصلاة بالمسجد الأقصى خلال رمضان، ووجه رسالة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أكد فيها معارضته للقرار الذي اتخذه بالسماح للمصلين بدخول المسجد، وألمح إلى أن الشرطة التي تخضع لصلاحياته قد لا تكون قادرة على تنفيذ هذا القرار.