من أمام معتقل عوفر.. رسالة الأسرى الـ30 الذين شرعوا بالإضراب عن الطعام

"مطلبنا: هواء نقي، وسماء بلا قضبان، ومساحة حرية، ولقاء عائليّ"

25.09.2022 02:38 PM

وطن: "مطلبنا: هواء نقي، وسماء بلا قضبان، ومساحة حرية، ولقاء عائليّ على مائدة"، هذه مقتبسات من رسالة تحررت من بين قضبان سجون الاحتلال لثلاثين أسيراً من الجبهة الشعبية، عقدوا العزم على خوض معركة الأمعاء الخاوية حتى النفس الأخير لإسقاط قانون الاعتقال الإداري الذي يتخذه الاحتلال أداة للتنكيل بالفلسطينيين، وحجز حريتهم إلى أجل غير مسمى.

بهذه الكلمات تلا، رئيس نادي الأسير قدورة فارس، خلال مؤتمر صحفي واعتصام، نُظم ظهر اليوم الأحد، أمام معتقل "عوفر" غرب رام الله، رسالة الأسرى المضربين عن الطعام، الذين أعربوا عن أملهم في أن تتدحرج خطوة الإضراب عن الطعام بانضمام كافة المعتقلين الإداريين لها، لتشكل حلقة في سلسلة النضال لإنهاء هذه الجريمة.

وقال الأسرى في بيانٍ لهم: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة، ولأعداء الإنسانية نقول على هذه الأرض ما يستحق النضال كي نتمكن من الحياة، وفي سياق نضالنا المستمر نشرع اليوم بإضراب مفتوح عن الطعام، مطلبنا، هواء نقي، وسماء بلا قضبان، ومساحة حرية، ولقاء عائليّ على مائدة، بينما مطلب الاحتلال سلخنا عن واقعنا الاجتماعيّ، ودورنا الوطنيّ، والإنسانيّ، وتحويلنا لركام، وبين مطلبنا، ومطلبهم، تحسم قوة الاحتلال بسياسة الاعتقال الإداريّ البغيض".

وتابع الأسرى: "نحن أبناء الأرض، ورثة أبو عمار، والحكيم، والياسين، والشقاقي، والقاسم، ورثة كل الشهداء، نحن رفاق ناصر أبو حميد الذي فضح مجددًا بوجعه، وبمرضه، حقيقة الاحتلال الفاشيّ، بثقة وغضب نقول واهم من يعتقد أن اعتقالنا سيحولنا لحطام، فأينما وجدنا تلك مساحة نضال، نشق الدرب نرفع السيف، مدركين ما ينتظرنا من قمع وتنكيل وعزل، ومصادرة ملابسنا، وصور أطفالنا، وزجنا بزنازين اسمنتية خالية من كل شيء، إلا من أجسادنا وآلامنا، تفتيش مستمر، تنقلات دورية، لا سجائر، ولا زجاجات ماء، وبالكاد نلتقط الهواء، ورغم القتل البطيء نعلنها صرخة.. إنّ رفض الظلم والنضال ضده، هو غذاء أرواحنا المحلقة في سماء الوطن، وعبر هذا النضال، وبإسناد شعبنا المقاوم سنصنع غد مشرق".

وجاء في البيان: "أيها المتجذرون في الأرض، ونحن نغادر غرف السّجن إلى الزنازين، وأقسام العزل نُقدم اعتذارنا، وشكرنا لكم، اعتذارنا لأمهاتنا، وأبائنا، وزوجتنا، وأبنائنا، وأحبتنا على الألم الذي يرافقكم طيلة أيام الإضراب، ونقول لكم: إن انتصارنا يكمن في ابتسامتكم، واعتذارنا من كل من سيتضرر من المتضامنين معنا بسبب وحشية وبربرية الاحتلال، ونقدم شكرنا لكل السواعد التي تعمل لإسنادنا وتحقيق انتصارنا".

وخاطب الأسرى شعبنا بالقول: "أيها الأحرار في كل مكان إنّ خوض هذه المعركة ضد سياسة الاعتقال الإداريّ، والتي نأمل أن تتدحرج بانضمام كل المعتقلين الإداريين لها هي حلقة هامة في سلسلة النضال لإنهاء هذه الجريمة البشعة، ما يميزها أنها تُحمل على أكتاف مجموعة مناضلين ارتضوا خوضها لإعلاء الصوت ضد ظلم، ظلم الاحتلال، وعلى طريق إنهاء هذه السياسة التعسفية هي تجديد لأخلاقنا الثورية الفلسطينية، التي لم تتمكن قوى البطش من تحييدها أو انتزاعها، فالإرادة تصنع المستحيل، وبإرادة شعبنا سننتصر".

وأكد قدورة فارس، أن الأسرى الثلاثون شرعوا صباحاً بالإضراب، بعد جلسة حوارات لم يتلقوا خلالها ردوداً مقبولة على مطالبهم، كما رفضوا مقترح إدارة السجون بإرجاء الدخول في الإضراب حتى يوم الاربعاء القادم.

وقال: "طلبت ادارة السجون تأجيل الاضراب ليوم الاربعاء حتى تتمكن من تقديم ردود اشمل على المطالب، إلا أن الأسرى أعلنوا أنهم سيستمعون لتلك الاقتراحات الجديدة وهم مضربون".

وقالت مديرة مؤسسة الضمير سحر فرنسيس لوطن، إن الاعتقال الإداري قضية جوهرية يعاني منها الأسرى الإداريين، وخطوة الإضراب المفتوح عن الطعام هدفها إنهاء ملف الاعتقال الإداري، خاصة بعد تعرضهم للاعتقال بشكل مرتفع، وتسليط الضوء على سياسة الاحتلال الذي يعتقلهم لفترات طويلة على عدة مرات دون تهم.

بدورها، قالت والدة الأسير رامي فواضلة لوطن، "نحن هنا على بعد امتار من ابنائنا داخل معتقل عوفر، حتى نساندهم في محنتهم الصعبة". مضيفة أن استمرار الحكم الإداري بحقهم صعب جدا.

وتمنّت أكبر التفاف شعبي حول قضية الأسرى المضربين، حتى يتمكنوا من تحقيق أبسط مطالبهم ونيل حريتهم.

بدورها، أكدت والدة الأسير المضرب عن الطعام هيثم سياج في حديثها لوطن، على ضرورة تكثيف الفعاليات المساندة للأسرى المضربين، وأن تكون الحشود أكبر لدعم قضيتهم حتى ينالوا حريتهم.

وقال مجد أبو عرام نجل المعتقل الإداري المضرب عن الطعام اشرف ابو عرام، لوطن، إن والده معتقل منذ 18 عاما، وكان حلمه أن يرزق بطفلة، وأثناء وجوده في الاعتقال، رزقت والدته بشقيقته "شمس". مضيفا أن والده حزن كثيرا لأنه لم يستطيع أن يكون إلى جانب والدته أثناء الولادة.

وفيما يلي أسماء الأسرى المضربين عن الطعام:

1.    نضال أبو عكر.

2.    إيهاب مسعود.

3.    عاصم الكعبي.

4.    أحمد حجاج.

5.    ثائر طه.

6.    رامي فضايل.

7.    لطفي صلاح.

8.    صلاح الحموري.

9.    غسان زواهرة.

10.    كنعان كنعان.

11.    أشرف أبو عرام.

12.    غسان كراجة.

13.    صالح أبو عليا.

14.    عوض كنعان.

15.    ليث كسابرة.

16.    صالح الجعيدي.

17.    باسل مزهر.

18.    مجدي الخواجا.

19.    جهاد شريتح.

20.    هيثم سياج.

21.    مصطفى الحسنات.

22.    عزمي شريتح.

23.    محمد أبو غازي.

24.    أحمد الخاروف.

25.    نصرالله البرغوثي.

26.    محمد فقهاء.

27.    تامر الحجوج.

28.    رغد شمروخ.

29.    زيد القدومي.

30.    سنار حمد.

وكان هؤلاء المعتقلون الإداريون قد وجهّوا رسالة قبل عدة أيام، أكدوا فيها أن مواجهة الاعتقال الإداري مستمرة، وأن ممارسات إدارة سجون الاحتلال "لم يعد يحكمها الهوس الأمنيّ كمحرك فعليّ لدى أجهزة الاحتلال، بل باتت انتقامًا من ماضيهم".

ومن الجدير ذكره، أنّ الاستعداد لهذه الخطوة يأتي في ظل استمرار الاحتلال في تصعيده من عمليات الاعتقال الإداريّ، واتساع دائرة الاستهداف، حيث تجاوز عدد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال 760 معتقلاً إداريًا بينهم أطفال ونساء، وكبار في السّن، ومرضى، علمًا أنّ 80% من المعتقلين الإداريين هم أسرى سابقون أمضوا سنوات في سجون الاحتلال، وجل عمليات الاعتقال التي تعرضوا لها كانت اعتقالات إداريّة.

والاعتقال الإداري يعتبر إجراءً تلجأ له قوات الاحتلال لاعتقال الفلسطينيين دون تهمة محددة ودون محاكمة، مما يحرم المعتقل ومحاميه من معرفة أسباب الاعتقال، ويحول ذلك دون بلورة دفاع فعال ومؤثر، وغالبًا ما يتم تجديد أمر الاعتقال الإداري بحق المعتقل ولمرات متعددة، بحسب مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان.

ويُشار إلى أنّه يوجد في سجون الاحتلال نحو 682 أسيرًا بموجب قرارات اعتقالات إدارية من بين حوالي 4600 أسير وأسيرة، ويقدّر عدد قرارات الاعتقال الإداري منذ عام 1967 بأكثر من 54 ألف قرار اتخذته سلطات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين.

تصميم وتطوير