نساء في ( المناطق المهمشة).. قياديات في مشاريع زراعية ريادية

04.11.2021 03:47 PM

كتابة وإعداد: وصال الشيخ- اكتملت، أمس، الجولة الثانية التي نظمتها جمعية المرأة الفلسطينية العاملة لعدد من الصحافيين المحليين. وانقسمت الزيارة على مرحلتين، تناولت الزيارة الأولى تعاونيات في محافظات الجنوب، مثل جمعيّة "بتّير التعاونية للإنتاج والتصنيع الغذائي" في بلدة بتير قضاء بيت لحم، وجمعية الشيوخ التعاونية في الخليل.

وتميزت الزيارة الثانية بزيارة تعاونيات في المناطق المهمشة (ج) والمهددة معظم أراضيها بالمصادرة.

تعمل عبير أبو عليا مع أربعة عشرة شخصاً آخرين في تعاونية "المغير للإنتاج الزراعي" على إنتاج العكوب في سهل قاحل ومهدد بالمصادرة، إذ يقع جزء من أراضي قرية المغيّر شرق مدينة رام الله.

وقالت لـوطن إن "قلة فرص العمل بعد تخرجها في تخصص اللغة العربية وأساليب تربية الإسلامية جعلها تفكر مع أخريات عاطلات أيضاً عن العمل على الانضمام للجنة الزراعية التي تحولت بعد عامين إلى جمعية زراعية"، مردفة: "فكرنا بالتوجه إلى الزراعة، ودعمنا اتحاد لجان العمل الزراعي بتوفير بيوت بلاستيكية وتوفير بذور العكوب البلدية".

مضيفة: "نطمح إلى تشجيع العاطلين عن العمل والشباب الخريجين بالعودة إلى الأرض"، حيث تعرف البلدة نسبة عالية من البطالة بسبب وقوع أجزاء منها ضمن مناطق (ج).

وقال غسان أبو عليا، وهو عضو في الجمعية: "بدأنا العمل في بيئة قاحلة، في سهل لا يزرع فيه محاصيل صيفية، لكن مع بناء بئر لجمع مياه الامطار استطعنا زراعة 10 دونمات من العكوب بواسطة بذور مكافحة للأمراض والجفاف. ويعتبر هذا المشروع الأول من نوعه على مستوى رام الله".

انتقلنا في الزيارة إلى بلدة بورين المعروفة باعتداءات المستوطنين المتكررة على أهالي البلدة وأراضيهم، إذ تعرضت البلدة منذ عام 2005 إلى قطع حوالي 16 ألف شجرة زيتون من قبل مستوطني مستوطنة "يتسهار" المقامة على اراضي البلدة والقرى المجاورة، وفق حديث غسان، العضو الوحيد في تعاونية "أرض وزرع" بين مجموعة مؤلفة من أربع نساء أخريات.
وقالت شيرين زيدان، عضوة في التعاونية، لـوطن بأن "المجموعة استأجرت أراضا غير مستغلة، ودعمنا اتحاد لجان العمل الزراعي في بيت بلاستيكي جديد وزرعنا الخضار، والخضار الورقية المتنوعة"، مردفة أنهم "يهدفون إلى حماية الأرض من سيطرة المستوطنين، وزيادة دخلهم الأسريّ".

وصلنا في نهاية الجولة إلى بلدة بيت فوريك، شرق نابلس، حيث قابلنا نساء يعملن أيضاً في جمعية "أرض وزرع" وهي مكملة لتعاونية بورين.

وكان اسم بيت فوريك يعني قديما بيت الزراعة، لكنها تشهد اليوم زراعة ضعيفة وشحيحة بسبب تصنيف أجزاء منها ضمن مناطق (ج)، لكن هذا جمع أسيل مليطات ونساء أخريات لبناء مشتل والتجريب بإنتاج شتل الخضار والورود.

وقالت مليطات لـوطن: "نحن جميعنا خريجات وعاطلات عن العمل، دفعنا ذلك إلى أن نكون نساء منتجات بعيداً عن النمط التقليدي، فاتجهنا نحو تعاونية وقررنا أن نبني مشتلاً لإنتاج الخضراوات الورقية"، مردفة: "هدفنا أن نشجع من خلال مشروعنا على العودة إلى الأرض والاكتفاء الذاتي، وتحقيق سيادة غذائية في ظل وجود احتلال".

ودعم اتحاد لجان العمل الزراعي هذا المشروع أيضاًز وتقول مليطات "ساعدنا الاتحاد في بناء هيكل المشتل منذ عام، ورغم المعيقات مثل صعوبة توفير أرض للمشتل وقلة مصادر المياه والبنية التحتية بسبب تصنيف جزء من البلدة ضمن مناطق (ج)، إلّا أننا وفرنا مكاناً قرب منزل إحدى العضوات، وأصبحنا قادرات على إنتاج أشتال خالية من الأمراض وقادرة على الصمود، كما نقدم معها أيضاً نصائح زراعية".

مضيفة أنهن "نقلن الأشتال وزرعن ما يقارب الدونمين من خضار الملفوف والزهرة". 

وترتفع نسبة النساء الفقيرات والمغيبات عن إنتاج العائد المالي النقدي في المناطق الريفية الفلسطينية، ورغم وجود نساء عاملات في هذه المناطق إلّا أن حقوقهن المهنية مثل الحق في الأجر، والحق في التأمين الصحي وأخرى هي حقوق مغيبة.

ومن أجل تعزيز حقوق النساء وتحقيق العدالة الاقتصادية  تنفذ جمعية المرأة العاملة الفلسطينية مشروع "تقوية البيئة المستجيبة للنوع الاجتماعي بالشراكة مع المركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية الاجتماعية واتحاد جمعيات العمل الزراعي ومركز دراسات الأراضي، ومعهد الأبحاث التطبيقية القدس (أريج)، واتحاد الجمعيات الزراعية التعاونية الفلسطينية، وذلك في سياق برنامج "المساواة أولاً" الذي تنفذه مؤسسة we effect  السويدية وبدعم من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي "سيدا".

وقال منسق المشروع في اتحاد لجان العمل الزراعي، محمد مطاوع، لوطن إن  "المشروع يستهدف مجموعات شبابية، وبني على أساس تعزيز العمل التعاوني بين الشباب، في جزء منه يعطي الدور الحقيقي للمرأة التي تشكل 50% من المجتمع الفلسطيني".

مضيفاً "إيماناً منا في اتحاد لجان العمل الزراعي بدور المرأة، هدفنا أن نشكل مجموعات شبابية لمحاربة الفقر والبطالة، وخلق فرص عمل في القطاع الزراعي الذي يحتل المرتبة الأولى في الدخل القومي الفلسطيني".

وقال: "ركزنا في هذا المشروع على المجموعات الشبابية المتشابهة في المواصفات والمعايير، أي من يعانون ظروفاً معيشية صعبة، لكنهم قادرون على التعلم والتطور. من هذا المنطلق أسسنا ثلاث تعاونيات في بتير والمغير وبين بيت فوريك وبورين، بهدف موحد وهو تمكين المرأة وتحقيق العدالة وتعزيز صمود المواطنين في المناطق المهمشة".

تصميم وتطوير