اتحاد لجان العمل الزراعي لوطن: مشروع إدارة المياه في قيرة وياسوف ومردا سيوفر آلاف المترات المكعبة من المياه لهذه المناطق ويعزز صمود المواطنين فيها

28.02.2021 01:30 PM

وطن- وفاء عاروري: قال محمد مطاوع، منسق المشاريع في في اتحاد لجان العمل الزراعي حول مشروع تعزيز القدرات في إدارة المياه في القرى الثلاث " قيرة وياسوف ومردا" إن هذا المشروع سيوفر آلاف المترات المكعبة على مدار السنة لأهالي هذه القرى، حيث سيعمل المشروع بشكل أساسي على تأهيل الخزان الرئيسي المزود للمياه في مردا وتأهيل نبع المياه في ياسوف، ما سيوفر 30% من احتياج أهالي القرية.

وأشار مطاوع خلال برنامج شد حيلك يا وطن، الذي تقدمه ريم العمري إن المشروع سيخفف أيضا من مشكلة نقص المياه في قرية اسكاكا أيضا كونهما يحصلان على كوتة واحدة من شركة مكاروت، ومجرد المساهمة في حل المشكلة في ياسوف يساعد على حلها في قرية اسكاكا أيضا.

وأوضح انه في قيرة لديهم خزان مياه لكن المياه تصلهم بجودة منخفضة ولا تكون مياها صحية بسبب حالة الخزان الذي يحتاج إلى صيانة، فبالتالي سيصلهم مياه نقية من خلال هذا المشروع.

وبين مطاوع أن سبب اختيار هذه المناطق، جاء لأن هناك شحا كبيرا للمياه في سلفيت خلال فصل الصيف، وهذا بسبب ممارسات الاحتلال، مبينا أن شركة "مكوروت الإسرائيلية" تعطي حاليا في الشتاء كوتة واضحة ومتناسقة للمياه لأهالي سلفيت لأن المياه تكون وفيرة في فصل الشتاء، ولكن في الصيف يكون هناك أفضلية وتمييز عنصري واضح لصالح المستوطنين والاستيطان الذي يحيط بهذه القرى.

وأوضح أن سلفيت أيضا هي منطقة مستهدفة من قبل الاحتلال ومتسوطنيه، وعدد المستوطنات يفوق عدد القرى في المحافظة، وإذا أردنا أن نضرب مقارنة توضح مدى التمييز العنصري في المنطقة، فإن مستوطنة "ارئيل" مثلا تقع على جبل فوق قرية مردا، وداخل المستوطنة يوجد مسبح مياه أولمبي سعته 200 ألف متر مكعب من المياه، في الوقت الذي يعاني أهالي مردا من  مشاكل في تلوث المياه والكمية الواصلة لهم  إلى جانب أسعارها المرتفعة.

ولفت مطاوع إلى أن هذا ليس المشروع الأول الذي يتم عمله في سلفيت، حيث عمل اتحاد لجان العمل الزراعي عام 2018 أيضا على مشروع وادي المطوي الذي كان يعاني كليا من تلوث المياه بسبب مياه المجاري القادمة من مستوطنة "ارائيل"، الا أن لجان العمل الزراعي قامت بحماية هذه الينابيع "المطوي والسكة" التي تشكل 15% من احتياج محافظة سلفيت من المياه.

وأكد أن المشروع جاء بناء على استراتيجية لجان العمل الزراعي وارتباطها باستراتيجية سلطة المياه، وبناء على تخطيط محافظة سلفيت لتطوير المحافظة خاصة ببند المياه.

وقال: نحن لا نعمل كاتحاد فقط في سلفيت ولدينا مشاريع في مختلف محافظات الضفة الغربية وغزة، وجميعها تتناول المياه بطريقة ما، فهناك جزئية تتناول المياه الزراعية وجزئية أخرى تتناول مياه الشرب.

وأوضح أن استراتيجية اتحاد لجان العمل الزراعي في محافظات الوطن بشكل عام تقوم على تعزيز وصول المزارعين إلى مواردهم الطبيعية، مبينا أن الصراع القائم مع الاحتلال هو صراع على الموارد ومنها الأرض والمياه.

وأكد ان الاحتلال يعمل جاهدا بمنهجية واضحة من أجل تكريس سياسة تعطيش المزارعين ومربي الثروة الحيوانية، من خلال عدة ممارسات من ضمنها حفر آبار ارتوازية بمناطق السلطة ومنع الفلسطينيين في الوقت ذاته من حفر الابار، إلى جانبه عمله الدؤوب على تدمير الآبار القائمة حاليا، وعدم السماح للجهات المختصة بصيانتها بطريقة ملائمة.

وأشار مطاوع أن من ضمن هذه السياسات أيضا عدم السماح للفلسطينيين بإحضار مضخات المياه بالوقت والجودة المناسبة، والعمل على تدمير خطوط المياه التي تروي المزروعات وتحافظ على وجود ما لا يقل عن 550 تجمع في الضفة غير موصول بالمياه، بالإضافة إلى منع إقامة أو تأهيل أو فتح طرق زراعية، وكل هذا في سبيل تهجير المزارعين والمواطنين بشكل عام عن أراضيهم.

وأكد أن سيطرة الاحتلال على مصادر المياه بشكل كامل  بدأت من خلال أمرين، الأول هو إنشاء المستوطنات في الضفة والتي لم تأتي عبثا إنما ضمن مخطط استراتيجي ودراسة واضحة لهذه المستوطنات وموقعها، حيث أنشئت جميعها على الأحواض المائية الفلسطينية، من أجل امتصاص المياه الجوفية، فالتوسع الاستيطاني لعب دورا أساسيا في عطش الفلسطينيين.

والأمر الآخر هو إنشاء الجدار، حيث يعتقد مطاوع أن إقامة جدار الفصل العنصري لم تأت بهدف الحماية الأمنية لإسرائيل وإنما لسرقة الأرض والمياه بشكل أساسي.

وأكد ان انعكاس شح المياه كبير جدا، فهو ينعكس على نوع الزراعة التي نزرعها، فنحن لدينا تنوع مناخي يسمح بزراعة محاصيل كثيرة ومنها تصديرية، الا أننا لا نزال في زراعات تقليدية كوننا مجبرين على ذلك بسبب المياه.

وأوضح أن هناك الكثير من المناطق مثل كردلة والجفتلك تعاني معاناة حادة في حال قطع المياه حيث يخسر المزارعون المحصول، او يضطرون لبيعه بسعر أقل لأن الجودة تقل في حالة شح المياه.

وبين أن مثل هذه المناطق هي مناطق منكوبة بالفعل، لأن المياه أساس الحياة ونحن نتحدث عن قطاع زراعي ومزارعين، وإذا لم يكن لدينا رؤية واضحة في التعامل مع سياسات الاحتلال فالاف الناس سيتركون أراضيهم ويذهبون للبحث عن وسائل البقاء في أماكن اخرى، وهذا ما يسعى الاحتلال لتحقيقه.

تصميم وتطوير