استشهدوا الولاد يا هنية!

26.04.2024 02:24 PM

كتبت الطالبة دارين ميار القاضي : سمعت الخبر من اخي الصغير وهو يقرأ الخبر متلعثماً وبسرعة، كانت أولى كلمات امي: "هيهم في غزة مش في قطر زي ما بيقولوا"، تذكرت كيف معظم الشعب يشتمه لوجوده بعيداً عن شعبه الذي يُقتَل ويُباد، لاعتقادهم أنه "الرؤوس الكبار بصيرش عليها اشي، وهي سبب البلاء".

تلاعب المُحتل في عقولنا واوصلنا الى شتم هنية وغير هنية، لا الومهم فهذا ما اعتاد عليه الشعب من خذلانٍ وتآمر، أصبح كل امله ان يسترد حقه في آخرته، فلا دولةٌ صديقةٌ، ولا قانون مدافعُ. هل يستطيع ان يعيش الانسان من دون ماء لسنة كاملة؟ الأردن لا تظن كذلك، فهي لديها شعبٌ تريد ان تسد حاجاته! لكن متى سوف يصبح الفلسطيني أولوية أحدهم؟ متى سوف تصبح حياتنا تستحق العيش؟ كم من روح يجب ان تقتل وتُزهَق؟ كم من منزل يجب أن يهدم ويُحرَق؟

والان، عاهدير البوسطة التي لا تهدأ وهي تنقل الأسرى إلى (راحت عليهم)، فالاحتلال يحكم عليهم جميعا بالإداري، و مصيرهم بات غير معروف للأشهر صاحبة الليالي الطويلة!

كل أمل الشعب صفى في بكرا! وشو تأخر بكرا… لا حد يدرك ما يجري او لا يريد، وكأنه اللعبة خرجت عن السيطرة، والمسرحية بدأت تتلف، والاوجه الحقيقية للجميع تتسابق للظهور. ومحاولات إخفاء خيبة الظن والخذلان والدفاع عن القائمين بذلك في قلة متزايدة، الشعب أُهلك! هذا من جهة، والجهة الثانية الخوف والقلق من مستقبل البلد ومصيره، رح ينسفونا؟ يقصفونا؟ يحرقونا؟ يهجرونا؟؟

هجوم إيران على اسرائيل…. صراخ وتوحيد وتصفير وتفقيع فتيش وغناء وزفّات سيارات! وبعد اقل من أربع وعشرون ساعة عن ذلك، أصبح ما قامت به إيران مجرد مسرحية تآمريه مع العدو، وبتسأل: شو قواعد معلوماتك؟ بحكيلك (ممم ااه، مهم شيعة زي ما سوو في العراق). قصور الأوهام ترتفع وتتضخم، يسكن فيها العالم ويحاول  استدراج الناس اليها، لكن لا بد من ظهور وانتشار الحقيقة، وقد قامت غزة بهذا الدور البطولي، و كشفت للعالم وجه دولة الاحتلال الذي لطالما حاولت اخفاءه ومساعدة أمريكا لها، وقد استمرت في فعل ذلك طوال حرب الابادة، بل وبررت افعال دولة الاحتلال الإجرامية بحقها في الدفاع عن نفسها! ويكمن السؤال في أنه تحمي نفسها مِن مَن؟ من الثلاثة وثلاثين شهيد من المدنيين؟ الاطفال والنساء والرجال العُزَّل؟ كم هو عذر أقبح من ذنب! وللأسف ومع ذلك يتماشى العالم مع هذا الهراء! وما زال بعضهم يدعم دولة الاحتلال اسرائيل مادياً ونفسياً وبمليارات الدولارات! بدأت اللعبة السياسية بالكشف عن وجوه لاعبيها، جميعهم يتسابقون للقمة، يزهقون ويحرقون أرواح ثمناً لذلك، يقدموننا قرابين من أجل مصالحهم السياسية، ويبقى السؤال الذي يدور في عقولنا، "ماذا بعد؟".

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير