وطن تحاور رئيس مجلس ادارة شركة باديكو القابضة ومؤسس مدينة روابي بشار المصري

17.03.2020 04:51 PM

المصري: خصم 50% من رواتب موظفي القطاع الخاص سيؤدي لانهيارٍ اقتصادي ، ونحن لن نخصم شيكلا واحدا من رواتب موظفينا

المصري: الآن ليس وقت الربح، وعلى القطاع الخاص ان يستخدم الارباح التي جناها طيلة السنوات الماضية في المساعدة للخروج من الازمة

المصري: على الحكومة الغاء كافة الضرائب وتخفيض ضريبة القيمة المضافة الى 5% حتى نهاية عام 2020 لمنع الانهيار الاقتصادي

المصري: انتقدنا الرئيس في بداية اعلان حالة الطوارئ لكن مع مرور الوقت ثبت ان قراره كان حكيما وفي الوقت المناسب

وطن : مع استمرار حالة الطوارئ لليوم الثاني عشر على التوالي، وبعد ان أُعلن مؤخرا عن توقيع اتفاق ضم وزارة العمل والمجلس التنسيقي للقطاع الخاص واتحاد نقابات عمال فلسطين، وانعكاسات هذا الاتفاق على شريحة واسعة من المجتمع، وفي ظل الكثير من الاسئلة التي تطرح على الطاولة اليوم، اين القطاع الخاص الفلسطيني من الازمة المعاشة، واي دورٍ يمكن ان يلعبه هذا القطاع في حال استمرار هذه الازمة، وما هي الخطط والاستراتيجيات التي يمكن البناء عليها لتخطي المرحلة الصعبة المعاشة، أجرت شبكة وطن الاعلامية لقاء خاصا مع رئيس مجلس ادارة شركة باديكو "القابضة " ومؤسس مدينة روابي بشار المصري.

المصري : خصم 50% من رواتب موظفي القطاع الخاص سيؤدي لانهيارٍ اقتصادي، ونحن لن نخصم شيكلا واحدا من رواتب موظفينا

واكد المصري انه لا علم لديه عن تفاصيل الاتفاق الذي وقع بين وزارة العمل والمجلس التنسيقي للقطاع الخاص واتحاد نقابات عمال فلسطين، والذي يقضي بالتزام القطاع الخاص بدفع الأجور للموظفين والعمال عن شهري آذار ونيسان بنسبة 50% من الأجر، بما لا يقل عن 1000 شيكل.

وأكد أنهم في مجموعة باديكو القابضة وروابي يمثلون اكبر مجموعة اقتصادية من القطاع الخاص، وتوظف آلاف العمال والموظفين، ولن نخصم من رواتب موظفينا وعمالنا، لا بشكلٍ مؤقت او حتى بشكلٍ دائم، وبالتالي الحديث عن خصم 50% موضوع غير وارد لدينا.

وأردف: شخصيا ضد خصم اي شيء من معاشات الموظفين وضد ايضا انهاء خدمات اي موظف في هذه الظروف الصعبة، وعلى الجميع ان يتكاتف، ودور القطاع الخاص القيادي الحقيقي يجب ان يظهر الآن، والحديث عن خصم 50% هذه الخطوة ستؤدي لانهيار اقتصادي بخاصة في ظل اغلاق المعابر ووقف او تقنين حركة عمالنا في الداخل لاسيما ايضا ان القطاع الخاص هو اكبر مشغل ما يعني تأثير هذه الخطوة سيكون سلبيا على المدى الطويل .

المصري : الان ليس وقت الربح ، وعلى القطاع الخاص ان يستخدم الارباح التي جناها طيلة السنوات الماضية في المساعدة للخروج من الازمة

كما اكد المصري ان الذي يستثمر في فلسطين هو اصلا لديه اهداف اخرى غير الربح، لأن الاستثمار في فلسطين صعب جدا وحجم المجازفة فيه كبير جدا، ودائما السؤال يراود اي مستثمر، لماذا أريد ان استثمر في فلسطين وهناك العديد من الدول التي توفر كل الاجواء المشجعة والايجابية للاستثمار بعيدا عن فلسطين وهي تتمع بمجازفة اقل وربح اعلى، لكن الذي قرر ان يستثمر في فلسطين لأنه هو بالاساس فلسطيني ويريد ان يبقى في هذه الارض وعنده المسؤولية الاجتماعية اتجاه دولته وشعبه.

وتابع: آن الاوان عندما تقع مصيبة عامة ان يبرز دور القطاع الخاص بأن هدفه ليس فقط الربح وان هذه الارباح التي جناها القطاع الخاص لليوم الاسود.. ها قد اتى اليوم الاسود.

وقال المصري: مع علمنا بوجود مشاكل في بعض شركات القطاع الخاص وربما تحدث بعض الانهيارات في هذه الشركات، لكن في المقابل معظم شركات القطاع الخاص وضعها جيد وجنت ارباحا في الاعوام السابقة، وآن الاون ان تستخدم هذه الارباح من اجل مساعدة شعبها للخروج من الازمة الراهنة.

كما اكد المصري ان حجم المصيبة كبير والضربة كبيرة للقطاع الخاص لكن المصيبة هي تمثل ضربة اكبر لكل المجتمع الفلسطيني، ومن هنا يجب ان يكون القطاع الخاص له دور في مواجهة هذه المصيبة، مشيرا في الوقت ذاته الى ان ممثلي القطاع الخاص اجتمعوا في الحكومة وفي هذه المرحلة حتى لو عندنا بعض الملاحظات على بعض القرارات لكن نحن مع القيادة قلبا وقالبا من اجل الخروج بامانٍ من هذه المصيبة، واليوم ليس الوقت المناسب لتسجيل المواقف .

المصري : على الحكومة الغاء كافة الضرائب وتخفيض ضريبة القيمة المضافة الى 5% حتى نهاية عام 2020  لمنع الانهيار الاقتصادي

كما أكد المصري أن معظم حكومات العالم قدمت الدعم او سلة من التحفيزات للقطاع الخاص، من اجل تخطي الازمة الراهنة، فرأينا الادارة الامريكية قدمت نحو خمسين مليار دولار لمواجهة فيروس كورونا، ودعم القطاع الخاص وانزلت الضريبة للصفر، وكذلك قطر قدمت عشرين مليار وغيرها من حكومات الدول المختلفة.

وأضاف: نحن ندرك اننا كفلسطينيين ليس لدينا هذه الاموال الضخمة، وان الحكومة بذلت ولا زالت تبذل جهودا كبيرة لمواجهة الازمة، وانها لا تملك الاموال الكافية لتقديم الدعم للقطاع الخاص من اجل بقائه وعدم انهياره، لكن هناك اجراءات اخرى يمكن للحكومة ان تتخذها.

وأردف: على سبيل المثال الغاء كافة الضرائب لنهاية العام الجاري، الى جانب تخفيض ضريبة القيمة المضافة من 16% الى 5% حتى نهاية عام 2020، وهذا الامر هو مؤقت وسيحفز القطاع الخاص وسيجعله قادرا على الاستمرار، وايضا هذه الخطوة ستنعكس ايجابا على الاسعار وسيشعر بها المواطن، مؤكدا في ذات السياق ان هذه الافكار سيعرضها على وزير المالية شكري بشارة خلال لقائه في اقرب فرصة، وذلك من اجل حماية القطاع الخاص والعاملين فيه.

المصري : انتقدنا الرئيس في بداية اعلان حالة الطوارئ لكن مع مرور الوقت ثبت ان قراره كان حكيما وفي الوقت المناسب

واشار المصري الى ان الرئيس محمود عباس كان اول شخص في العالم يعلن حالة الطوارئ، والبعض انتقده وانا كنت من الذين انتقدوا هذه الخطوة في البداية، وكنا نرى انه يجب ان تكون حالة الطوارئ فقط للقطاع الصحي وليس لكل شيء، مع ادراكنا ان الهدف كان نبيلا.

واستدرك بالقول "مع مرور الوقت ثبت ان قرار الرئيس كان في الاتجاه الصحيح، وفي الوقت المناسب والرئيس والحكومة هم قياديون في العمل الصحيح وجعلونا نستمر في هذا الاتجاه.

كما دعا المصري الى ضرورة اخذ خطوات قوية على ارض الواقع، بخاصة في ظل الحديث عن اتساع رقعة المصابين بفايروس كورونا في فلسطين من خلال فرض حجر صحي على كل المواطنين في المدن كافة ولمدة اسبوعين متواصلين.

واكد اننا كفلسطينيين، ولاننا مررنا بازماتٍ مختلفة و كانت لدينا خطط لمواجهة هذه الازمة واستخدمنا هذه الخطط مباشرة منذ اليوم الاول عن اعلان حالة الطوارئ، حيث قمنا بارسال رسالة لكل الموظفين والموظفات "الاباء والامهات" الذين يعملون معنا ان كل من تأثر من قرار اغلاق المدارس، بإمكانه العمل من البيت، حيث كنا قد استعددنا سابقا بتوفير مئات اجهزة الحاسوب "المحمول"، الى جانب توصيل الانترنت لكل بيوت موظفينا، وتعاونّا مع شركة الاتصالات الفلسطينية، من خلال توفير امكانية عقد اجتماعات مع موظفين عن بعد من خلال نظام " الفيديو كونفرس"، وهذا بدعم من شركة الاتصالات.

وأضاف: اصدرنا قرارا بأن أي موظف عمره فوق 55 عاما او يعاني من بعض الامراض المزمنة، بامكانه العمل من منزله وراتبه كاملا سيستمر.

وأشار: لدينا مئات الموظفين الذين يعملون من بيوتهم دون الحاجة لوصولهم الى مكاتبهم، وهذا ايضا كله ضمن مسؤوليتنا الاجتماعية، ايضا نحن مستمرون في التنسيق مع كافة الجهات، لاسيما المحافظين وكلٌ في محافظته، ووضعنا أماكن مثل " قصر جاسر " تحت تصرف المحافظ في بيت لحم، وكذلك الحال في مدينة نابلس وطولكرم ، ونحن لا نتحدث عن تبرعات نقدية وانما تبرعات عينية ودعم وجه انساني ومعدات ولوازم ومواد من اجل التخفيف من صعوبة الامر.

تصميم وتطوير