فلسطين تودع أحد أبرز أعمدة الصحافة الفلسطينية وحارس حرياتها الأول

نعيم الطوباسي.. حارس "الحريات" والمدافع الاشرس عن القضية

14.11.2019 02:21 PM

رام الله – وطن – بدر أبو نجم: صمت الجميع وظلت كلماته مدويه.. وقال الأصدقاء والعائلة والمثقفون كلمتهم في حفل تأبين فقيد الوطن وعميد الصحافة الفلسطينية والعربية "نعيم الطوباسي".

اجتمع محبّو الراحل واصدقاءه، يستذكرون مواقفه الوطنية المشرفة التي كتبها له التاريخ بأحرف من ذهب، فلم يتوانى قلمه لحظة واحدة سواء داخل سجون الاحتلال او بين أبناء شعبه عن كتابة وتدوين معاناة ابناء شعبه.

اكثر من ستة عقود قضاها الطوباسي مدافعا عن قضيته الام "فلسطين" وهي التي ودعته في الثلاثين من ايلول الماضي عن عمر ناهز التاسعة والستين، اعوامٌ قضاها مدافعا صلبا عن شعبه وحقوقه العادلة.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية رمزي رباح، إن نعيم الطوباسي يعتبر من كبار مؤسسي الحركة النقابية للصحفيين الفلسطينيين، ويعتبر قامة كبيرة من قامات الشعب الفلسطيني.

وأضاف: "نعيم الطوباسي أنشأ مدرسة وأسس نقابة لا زالت تحتذى بخبرتها وتجاربها، واليوم نكرمه كما يستحق أن يُكرّم ".

ومن جانبة أوضح نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، لوطن، أن الصحافة الفلسطينية، ستبقى وفية لمبادئ نعيم الطوباسي التي حملها، ولمهنة الصحافة، مشيراً الى أن الطوباسي كان نقيباً للصحفيين الفلسطينيين لمدة 17 عاماً.

وأضاف ابو بكر: "الطوباسي حمل هم فلسطين داخل وخارج الوطن وفي كل أركان العالم، وبالتالي نحن اليوم نحيي ذكراه بحفل تأبيني تكريماً لروحه، ومن أجل التأكيد على استمرارنا على المسير بذات النهج".

الطوباسي الذي كان ملتصقا بالثورة الفلسطينية المعاصرة وكان يفتخر دائما أنه انتمى إليها في البدايات في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، اعتقل وعذب ومنع من السفر كما فرض الاحتلال عليه الاقامة الجبرية عدة مرات، وحاول الاحتلال بشتى الوسائل منعه من ايصال رسالة الفلسطينيين للعالم وهو الذي كان يمثل رمزا من رموز الانتفاضة الاولى والمدافع الاشرس عن القضية الوطنية.

ومن جانبه قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، لوطن، إن القليل عرفوا نعيم الطوباسي ونضاله، فهو كان قابضا على الجمر ومضحيا ومتطوعا في الحركة الوطنية الفلسطينية دون مقابل، ولم يكتفي"ابا زيد" بالعمل السياسي والميداني فقد اقتحم الصحافة المحلية والعربية ووصل إلى العالمية وكان من بناة الصحافة في الوطن وهي تجربة حملت في طياتها الكثير من المعاني.

الطوباسي الذي عمل في صحيفة الشعب في القدس المحتلة، كما أنه أحد مؤسسي نقابة الصحفيين الفلسطينيين ورئيسها لمدة 17 عاما ومن هناك تبوأ موقع القيادة للصحافة الوطنية، وظل حارسا لحريات الصحفيين وحقوقهم لأكثر من عقدين وضع خلالها الصحافة الفلسطينية على الأجندة العربية والدولية.

ويسجل للطوباسي أنه خاض معركة ضد التطبيع المبكر في العالم العربي وكان يخوض معارك ضارية مع كل من يحاول لقاء الإسرائيليين حتى تحت الطاولة وخلف الستار في المحافل الصحفية، كما كان له دورا في منع نقابة الصحفيين الإسرائيليين من دخول الاتحاد الدولي للصحفيين وتصدى لكل اللوبيات التي عملت من أجل ذلك.

وبدوره قال زيد نعيم الطوباسي، نجل الراحل، لوطن، إن والده علم أبناءه على رسالة وطنية سامية ورفيعة، تتسم بحب الناس والوطن، ولكل الافكار الموجودة ولفسيفساء المجتمع الفلسطيني.

وأضاف: "تعلمنا في مدرسته الكثير من الصلابة والعناد أمام الاحتلال الاسرائيلي، والوفاء لفلسطين وللشهداء، وتعلمنا منه القيم الكبيرة والتي ستخلده اليوم".

وأشار في حديثه الى أنه عندما تم تحويل والده لمستشفى هداسا، طلب منه أن يقوم بإخراجه من هذا المستشفى، لأنه كان يعتبر ذلك تطبيعاً مع الاحتلال. وقال "لا اريد ان يسجل علي في حياتي انني التقيت بإسرائيلي بغرفة غير غرفة التحقيق، حتى لو كانت غرفة الطبيب".

يذكر ان نعيم ابراهيم الطوباسي ولد عام 1958 ، في قرية الريحية جنوب مدينة الخليل، والتحق بجامعة بيروت العربية في لبنان وتزوج وانجب من الأبناء (زيد،ابراهيم، منير ومحمد ).

تصميم وتطوير