الحاج يعقوب القيسي يعود إلى محله في شارع السهلة بعد 15 عاما من المنع

15.06.2015 04:03 PM

الخليل - وطن - دعاء الاطرش:  لم تنته بعد قصة معاناة أهالي البلدة القديمة في الخليل مع همجية الإحتلال ، 20 عاماً على مجزرة الحرم الإبراهيمي ، والصمود ما زال محور حياتهم اليومية ، يقولون الحرية التي لا تأتيك هبة عليك انتزاعها من العيون ، بلدية الخليل وضعت هذا الهدف ضمن أولوياتها ، واليوم وفت بوعدها وانبثقت الحياة في أحد الشرايين المغلقة في البلدة القديمة حيث تم الحصول على قرار إعادة فتح المحلات التجارية في شارع السهلة الواصل بين الحرم وشارع الشهداء .

وقال رئيس بلدية الخليل الدكتور داوود الزعتري في مؤتمر صحافي عقد اليوم في شارع السهلة  : "إن البلدية قدمت مجموعة من الطلبات المتعلقة برفع المعاناة عن ابناء المدينة والتواصل مع عدة جهات دولية للضغط على حكومة الاحتلال وقد اثمرت بالحصول على عدة موافقات منها اعادة الحياة الى شارع السهلة في البلدة القديمة، والوصول الى اتفاق حول مدخل منطقة قلقس في المنطقة الجنوبية، والذي كانت تصر بلدية الخليل على اعادة فتحه دون شروط .

وأضاف الزعتري "إن مدخل جبل جوهر الواصل الى الشارع الالتفافي والمغلق منذ انتفاضة الاقصى قد تم الحصول على موافقة بفتحه أول شهر رمضان المبارك أي خلال الأيام القليلة القادمة، إضافة الى عدد من "التسهيلات" الأخرى التي تنتظر البلدية الحصول على موافقة عليها .

وطالب المواطنين وأصحاب المحلات التجارية في منطقة السهلة بفتح محلاتهم وتركيز وجودهم في هذه المنطقة وإعادة الحياة لها كخطوة اولى نحو فتح المزيد من المناطق المغلقة وصولا الى اعادة فتح شارع الشهداء.

الحاج يعقوب القيسي ، سنوات طوال يزرع فيها الأمل ويمضي في مقارعة من يقف حائلا دونه ، اليوم يحمل مفتاحه ويعيد فتح محله بوجه يعتليه الغضب، ذكريات كثيرة تصطف في مخيلته فتعيده 15 عاماً إلى الوراء حيث كان للحياة وجوه أخرى أجمل ولو قليلا .

وأضاف: "اشتريت هذا المحل ب 150 جنيه فلسطيني عام 1940 ،  عمري الآن 77 سنة ما بشتغل ، كان رزقي من هذا المحل الذي  يعيل 35 فردا ، وكان محلي أشهر سوبر ماركت في المدينة ، وما يهمني بعد فتح المحل هو من أين آتي ببضاعة أملأ المحل بها ، ومن سيأتي ليشتري مني طالما لم يقدم أي من التجار غيري على فتح محله".

وجه آخر من وجوه التنكيل ، يرويه عبد المطلب أبو اسنينة ، أحد قاطني المنطقة ، الرجاء الذي يتحدث به كان من أجل إنقاذ ما تبقى للمكان من هوية ، ففتل الوجود الفلسطيني بات أولوية عند من زرع ألغام الموت في كل شبر من الأرض الفلسطينة .

يوم الخميس  الأول من رمضان ، أقسى الأماني في شارع السهلة أن تعود صورة المكان إلى ذاكرة كل من غيبهم الإحتلال عنوة وقسرا ، فربما يعاد شريط الماضي ويمتلئ الفراغ بأصوات الباعة عوضا عن الصدى.

 

تصميم وتطوير