القضية الفلسطينية تواجه تحديات خطيرة تتطلب تكاتف الجهود وتعزيز الوحدة والتعالي على الجراح
نخلة: تجميد الأونروا ومصادرة مقرها بالقدس اعتداء على المجتمع الدولي
صلاحات: يجب إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية كمخرج من حالة الانقسام
وطن: أكد ثائر نخلة، منسق عام أمانة سر منظمة التحرير، أن القضية الفلسطينية تواجه تحديات خطيرة تتطلب تكاتف الجهود الوطنية وتعزيز الوحدة الفلسطينية.
وشدد نخلة على أن المرحلة الحالية تستدعي التعالي على الجراح لتحقيق الوحدة الوطنية وحماية الحقوق الفلسطينية.
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "هنا الشباب" الذي أطلقه المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية عبر شبكة وطن الإعلامية.
وفيما يخص قرار كنيست الاحتلال بتجميد عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومصادرة مقرها في حي الشيخ جراح، وصف نخلة القرار بأنه اعتداء على المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن "الأونروا" أُنشئت بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وهي الشاهد الوحيد على أكبر عملية تهجير قسري للفلسطينيين عام 1948.
وأوضح أن حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة تستهدف من هذه القرارات تنفيذ مشروع "إسرائيل الكبرى" وفرض روايتها التلمودية، وهو ما يتطلب من الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية حشد الطاقات لمواجهة هذه التحديات وحماية حقوق اللاجئين.
وأشار نخلة إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، تحمل أعباء كبيرة لحماية الهوية الفلسطينية والقرار الوطني المستقل.
وأكد أن المنظمة نجحت عبر تاريخها في تمثيل القضية الفلسطينية وانتزاع اعتراف دولي بالحقوق الوطنية، داعيًا إلى تفعيل دورها وإشراك جميع الفصائل السياسية في إطارها.
وبشأن اعتبار السابع من أكتوبر خطأ أم إنجاز، قال نخلة إن منظمة التحرير هي مع أي جهد فلسطيني يقصّر من عمر الاحتلال وأن تكون مرتبطة بهدف سياسي وإن كان لا يوجد فهو بحاجة إلى تقييم ومراجعة وطنية وليس بمفهوم جلد الآخر.
وأضاف أن المطلوب اليوم هو إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير كبيت وطني جامع، ودمج كافة القوى السياسية تحت مظلتها بما يضمن تمثيل الشعب الفلسطيني بشكل شامل. وأكد أن الحوارات الوطنية مستمرة لتحقيق ذلك، مرحبًا بمشاركة جميع الفصائل، شريطة التزامها بالبرنامج الوطني لمنظمة التحرير.
وشدد نخلة على ضرورة لملمة الصفوف والتعالي على الخلافات الداخلية، مشيرًا إلى أن الوحدة الوطنية ليست شعارًا فقط، بل هي حاجة ملحّة لمواجهة آلة الاحتلال وسياساته الاستيطانية والإجرامية التي تستهدف كل ما هو فلسطيني.
ووجه نخلة رسالة لكافة أبناء الشعب الفلسطيني أن يحافظوا على اللحمة الداخلية والوحدة الوطنية .
فيما اوضحت المحامية والناشطة الحقوقية هديل صلاحات أن منظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها عام 1964 لعبت دورًا محوريًا في إبراز الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني وحمل حلم العودة وتقرير المصير.
وشددت على أن المنظمة ليست ملكًا لفصيل معين، بل هي بيت جامع لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج، وتمثل القاعدة الوطنية الكبرى للقضية الفلسطينية.
وأشارت صلاحات إلى أن وثيقة إعلان الاستقلال التي أعلنها المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 في الجزائر تُعد المرجعية الأساسية لعمل المنظمة، حيث حددت إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف كهدف سياسي رئيسي. لكنها أشارت إلى أن التحديات، ومنها اتفاقية أوسلو والانقسام السياسي، أثرت سلبًا على تحقيق هذا الهدف.
وأوضحت أن الانقسام الفلسطيني المستمر منذ عام 2006 تسبب في تدهور النظام السياسي الفلسطيني، مما أدى إلى تعطل الديمقراطية والحياة التشريعية، وعمّق الفجوة السياسية بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضافت أن هذا الانقسام يشكل عائقًا أمام إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ويستغله الاحتلال والإدارة الأمريكية لتثبيت الفصل بين الضفة وغزة وتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية وإغاثية بدلًا من كونها قضية حقوق وطنية.
وشددت صلاحات على أهمية إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية كمخرج من حالة الانقسام ولتحقيق مبدأ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة التي نادت بها منظمة التحرير في برنامجها الاجتماعي.
وأكدت أن الانتخابات هي استحقاق وطني ودستوري، ومن حق كل فلسطيني المشاركة فيها واختيار قيادته.
كما دعت صلاحات الفصائل والأحزاب الفلسطينية إلى استغلال الظروف الحالية لتحقيق الوحدة الوطنية على أسس مدروسة وبرامج سياسية واضحة، مشيرةً إلى وجود إجماع بين الفصائل على إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية كبيت جامع وممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
واختتمت بالتأكيد على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي والعمل على استثمار الزخم الدولي الحالي للقضية الفلسطينية لتحقيق الوحدة الوطنية، وتفعيل دور ومؤسسات منظمة التحرير وبرامجها السياسية والاجتماعية بما يخدم حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.