"بذورنا الأصلية من أجل الحرية والسيادة" شعارٌ تحمله مؤسسة دالية خلال جلستها الحوارية

10.06.2023 09:22 PM

وطن: ضمن حوارية حول "واقع البذور البلدية وأهميتها في السيادة الغذائية والتحرر"، باستضافة مؤسسة دالية المجتمعية، تمت مناقشة "واقع البذور وكيفية توزيعها واستخدامها وطرق إكثارها" تحدث فيها كل من المزارع نضال ربيع من بلدة ترمسعيا والذي يقوم بحفظ البذور البلدية، ومؤيد بشارات من بنك البذور البلدية التابع لاتحاد لجان العمل الزراعي، وسامح جرار من مركز البحوث الوطني الفلسطيني.

يقول المزارع نضال ربيع:" لقد بدأت قبل حوالي سبع سنوات في حفظ بذور البندورة البلدية، وبدأت بتشتيل " البذور"، وحالياً أوزع في الضفة 150 ألف شتلة سنوياً، وأقوم بزراعتها بعلياً وفق الطرق التقليدية القديمة".
ويتابع :" بدأت أيضاً بإنتاج "الفقوس الساحوري" وتوزيع بذوره، إذ أوزع حوالي 60 كيلو من بذور الفقوس سنوياً".
يضيف: "أتمنى أن تحل البندورة البلدية محل البندورة المروية وبندورة "الحماموت" أو البيوت البلاستيكية" وأن تأخذ مكانها في السوق".
وحول بداية إنشاء بنك البذور، والأصناف التي يتم حفظها، والتحديات التي تواجه القائمين عليه، يقول مؤيد بشارات من بنك البذور البلدية التابع لاتحاد لجان العمل الزراعي، إن الاتحاد بدأ في الأعوام 2004-2005 بجمع البذور من المزارعين من كبار السن؛ الذين يمتلكون البذور البلدية، لحمايتها من خطر الاندثار، بأربعة أصناف، ضمن تخزين أولي وبدائي يقترن بموسم واحد، ثم تطور عمل الاتحاد إلى حفظ أصناف أكثر ضمن تخزين بمدى زمني أطول (قصير ومتوسط المدى)، أما اليوم لدى البنك 58 صنفاً من الخضار البلدية، تحفظ على المدى القصير والمتوسط المدى أيضاً، يمكن جمعها من مزارعين وفق ضوابط بنك البذور حتى لا يتم الخلط بين البذور الهجينة أو المحسنة والبذور البلدية، كما يتم حفظ البذور البرية لبعض النباتات لحفظ موروثها الجيني.
أما عن توزيع تلك البذور يضيف بشارات أن الاتحاد يوزع البذور على المزارعين بأسعار رمزية ضمن الموسمين الشتوي والصيفي، ولضمان نسبة الإنبات توزع بعض النباتات كأشتال وليس بذور.
بدوره يقول سامح جرار من مركز البحوث الوطني الفلسطيني إن المركز بدأ العمل ضمن دائرة بنك الجينات أو بنك البذور منذ العام 2009، من خلال مشاريع مع إحدى المؤسسات الإقليمية.

يوضح: "استهدفنا المحاصيل الحقلية مثل القمح والشعير والحمص والعدس، واستطعنا حفظ معظم البذور البلدية منها، ثم استطاع المركز الحصول على تمويل لجمع الجينات النباتية سواء بلدية أو مهجنة لفترة طويلة أو برية، ومصدرنا الأول هو المزارع، ثم نوصف البذور التي يتم جمعها، لتقليل نسبة الخطأ بجمع بذور ليست بلدية أو أصلية، ونحن نحفظ على شكل بذور فقط، كما لدينا اهتمام بالبذور الطبية مثل الزحيف الذي استطعنا تشتيله من خلال الحديقة المنزلية"
وللتوعية حيّز مهم، بحسب جرار فإن المركز يستهدف من خلال "التوعية الجماهيرية" طلاب المدارس عبر الرحلات المدرسية وغيرها من النشاطات، مؤكداً على أن فلسطين من أكثر الدول في العالم التي تمتاز بالتنوع النباتي.

وتواجد في الحوارية العديد من المزارعين والفلاحين والمهتمين وجاءت مشاركتهم ونقاشهم على النحو التالي:
يقول محمد خويرة وهو مزارع:" إننا كمزارعين نواجه صعوبة في الموازنة بين الإنتاج للبيع أو الإنتاج لإكثار البذور، ويتسائل عن إمكانية الحصول على أراضي زراعية إضافية؛ لتوسيع حفظ البذور أكثر".

وقال مشارك آخر إننا بحاجة العودة للمنظومة الفلاحية، وهي نظام زراعي متنوع ومتكامل، لا يعتمد على زراعة صنف معين، بل مجموعة من المحاصيل والنباتات، كما يتطرق لكيفية حفظ البذور والمحاصيل في "الخوابي" وهي الطريقة الفلسطينية التقليدية لحفظ البذور وإنتاج الحقل.

وقالت مشاركة أخرى إن خسارة البذور البلدية تنعكس أيضاً على الطعم الأصلي للنباتات الذي يتضرر جراء التلاعب في الجينات البلدية للبذور، وعن إمكانية استخدام بعض الزراعات للإنتاجات اليدوية لجعل الزراعة مجدية أكثر، مثل زراعة القمح للطحين واستخدام القش في المشغولات التراثية.


كما طرح أحد المشاركين مسألة غلاء البذور ومدى قدرة وصول بنك البذور للمزارعين في أماكن مختلفة، وتطرق لإمكانية إنشاء أنوية تضم مزراعين ونشطاء وباحثين ومختصين في حفظ البذور وإكثارها، ما ينعكس على تنظيم عمل المزارعين العشوائي في أماكن متعددة.


واتفق المشاركون بعد نقاشهم على ضرورة ما يلي:
* هناك حاجة لمنصة مُنظِمة للمزارعين الذين يحفظون البذور ويعملون على إكثارها، ومن المهم حفظ المعلومات الأساسية حول أولئك المزارعين والفلاحين، لتسهيل الوصول لهم والتعاون معهم.
* من الضروري تشكيل فريق وطني للبذور الفلسطينية؛ يضم مجموعة من الخبراء ويحدد إطار العمل بـ: التوعية، وزيادة إنتاج البذور، والاهتمام بـ"الكم" والنوع، وجمع وحفظ بيانات البذور والمزراعين ومحطات إكثارها.
* تنظيم العمل في التعاونيات المنتشرة في أنحاء الوطن عن طريق ربطها مع جهات فاعلة ذات خبرة في مسألة حفظ وإكثار البذور.
* العودة للفلاحة كنظام حياتي متكامل، يعمد فيها الفلسطيني إلى عملية إنتاجية كاملة ودائرية ينتج فيها الغذاء والسلعة، وذلك يتصل بتطوير العمل الزراعي ليصبح مجدياً من الناحية الاقتصادية.
* إنشاء شبكة تربط التعاونيات والمزارعين، وبذلك تسهل تلك الشبكة على المستهلكين الوصول للمزارعين.

تصميم وتطوير