الدكتورة خديجة صبار: الشعب المغربي رفض أن يؤجر شقة لسكن السفير الإسرائيلي. عبد الرسول عاشور: الأنظمة لم تجني شيئاً من تطبيعها والمستفيد الوحيد هو الاحتلال.

اصوات عربية حرة : ماذا جنت الأنظمة العربية من وهم التطبيع؟

05.01.2022 11:35 PM


وطن : أكد ضيوف برنامج أصوات عربية حرة الذي تنتجة وتبثة شبكة وطن الاعلامية وتقدمة الصحفية آلاء العملة، ان صفقة القرن تحمل مفهوم تجاري للبيع والشراء  ضمن رؤية يستحيل تطبيقها على أرض الواقع في ظل رفض الشعوب العربية كافة لفكرة وجود العدو الصهيوني في أي مجال، خاصة وأن اتفاقيات التطبيع الأخيرة تركز بمفهومها على دمج الأنشطة الثقافية والفنية والأدبية الإسرائيلية مع الشعوب العربية وهو ما رفضته الأخيرة جملة وتفصيلاً.

وقال عضو الجمعية البحرانية للتطبيع  عبد الرسول عاشور، إن جميع مشاريع السلام التي وقعت مع السلطة الفلسطينية هدفت  الى تصفية القضية تدريجياً، و استجابة الأنظمة العربية لمخططات الاحتلال فتحت المجال أمامه لتوسيع أذرعه الاستيطانية لتطال مستويات أخرى لم تكن موجودة بالسابق.

واوضح عاشور أن الشعب البحريني يتعامل مع القضية الفلسطينية بوعي كبير، ويعتبرها جزء لا يتجزأ من اهتماماته، مشيراً أنه وخلال الانتفاضة الثانية، كانت تنظم الفعاليات الخاصة بمؤازرة الشعب الفلسطيني، في ساحات واسعة لكون القاعات لا تتسع للأعداد الهائلة المشاركة، مضيفاً أن هذا التفاعل لم ينطفئ أو يضعف مع مرور الوقت، فلا تزال الفعاليات تقام بشكل دوري من ضمنها "يوم القدس العالمي" الذي ينظم سنوياً في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.

وأشار عاشور أن النظام البحريني يواجه ضغوطات سياسية كبيرة لا مجال للحديث عنها، لكنها كانت تقف بشكل أساسي وراء قبولها للتطبيع، وقال: "التطبيع لا يخدم ولم يخدم على مر التاريخ سوى دولة الاحتلال".
وحول ضغط الاحتلال باتجاه الاعتراف الشعبي والثقافي لتثبيت كيانه، أوضح عبد الرسول أن إسرائيل تعاني من ازمة وجودية، وتسعى للتخلص من حالة النبذ والإنكار التي تعيشها، إلا أن ذلك لن ينجح.
وأردف: " مؤسسات المجتمع المدني في البحرين كافة ضد التطبيع بلا استثناء حتى الجمعيات الموالية للنظام، وظهور شخص على الإعلام يتفوه بغير ذلك يبقى منبوذاً ولا يمثل إلا نفسه".

من جانبها قالت الباحثة والأكاديمية في الفلسفة والتاريخ الدكتورة خديجة صبار، إن الشعب المغربي بمجمله يدافع باستماتة عن الشعب الفلسطيني و يناهض كلياً فكرة التطبيع، موضحة أن السفير الصهيوني منذ عام غير قادر على استئجار بيت للسكن لأن كافة المغربيين رافضين لفكرة وجوده، حتى تدخلت الحكومة بحل موضوع إقامته، لتكون في مقر السفارة، وحتى بالنسبة للإسرائيليين الذين ينحدرون من أصول مغربية لا يرحب بهم إذا ما قرروا زيارة البلاد.
وقالت صبار: "إننا في إطار تحضير نشاط كبير ضد التطبيع، وان سلسلة الانشطة ستبقى مستمرة  اتفاقية التطبيع كما استطعنا ان تغلق مكتب التواصل مع الكيان الصهيوني".
وحول مدى استفادة الحكومة المغربية من اتفاق أبراهام الذي أبرمته قبل عام مع الاحتلال، اوضحت صبار أن التطبيع لم يجلب للمغرب إلا البؤس، فاتفاقية استعادة صحراء المغرب التي حاولت الولايات المتحدة أن تغري بها الحكومة لم تحسم بعد، كما أن العلاقات المغربية الجزائرية توترت بشكل كبير، وهذه واحدة من أهم أهداف الاحتلال الذي يسعد بخلق الإشكاليات بين الدول العربية ليقوى بضعفهم، وأضافت صبار أنه حتى على المستوى التجاري المستفيد الوحيد هو الاحتلال.
وأشارت صبار أنها وفي إحدى مقالاتها تنبأت بتطبيع النظام في المغرب والاحتلال قبل حدوثه، متعجبة من انبطاح  إمبراطورية عظيمة بحجم المغرب لدولة وهمية مثل الاحتلال.
وأوصت صبار في حديثها  بضرورة قيام  السلطة الفلسطينية مراجعة خطواتها اتجاه الاحتلال، لسحب الذرائع من المطبعين وان تدخل الشعوب العربية مشروع وحدوي تكتلي تناضل بوعي وهدف مشترك ، من أجل تحرر فلسطين.
وحول الاستراتيجية لمواجهة الاحتلال على المستوى الفلسطيني والعربي، أجمع ضيفا الحلقة أن الحل هو المقاومة، لكون الضغط السياسي لا يولد سوى المزيد من التنازلات لصالح الاحتلال، والمواجهة في الميدان أثبتت نجاحها في كل مرة.

تصميم وتطوير