صابرين من غزة: ذهب عرفات ولم يعد

05.11.2014 11:18 AM

غزة – وطن – رزان السعافين: صابرين العجلة (25 عامًا) أم لثلاثة أطفال، قضت أكثر من خمسة أعوام تبني بيتها الجديد مع زوجها، للانتقال من الشقة المستأجرة، وفي خضم مجزرة الشجاعية، فقدت البيتين، واستشهد زوجها عرفات طافش.
وتعيش صابرين الآن في بيت شقيقتها المتزوجة من ابن خالها، الكائن في حي الزيتون، وتعمل معلمة لغة إنجليزية في مدرسة خاصة تتقاضى منها راتبًا لا يغطي سوى نفقات إيجار البيت بالشراكة مع أختها، إلى جانب توفير متطلبات أطفالها الأساسية، حسبما تقول  صابرين لـ وطن.
وتتابع الحديث: ابني جنين (5 أعوام)  يحتاج رسومًا شهرية في الروضة، وكرمل (عامان)، وكرم (عام ونصف) بحاجة إلى غذاء ومراجعة صحية دورية ومتطلبات أخرى للأطفال، لا أستطيع تغطية نفقاتهم بعد استشهاد زوجي وفقدان البيت.
وتقول صابرين إن "زوجها عرفات دخل في غيبوبة لمدة 72 يومًا بعد إصابة خطيرة في رجليه نهاية تموز/ يوليو المنصرم، حينما كان ينقذ أخاه المصاب في يده ورجله بسبب قذيفة مدفعية، وحالت آلة العدوان من ذلك لترمي به أيضًا في الشارع، حيث هاتفها قائلا: أنا اتصاوبت.. رجلي مقطوعة. ومرمي ع الشارع..".
ووإثر ذلك، هاتفت صابرين سيارة الإسعاف، التي ذهبت للمكان لإسعافه، فتم قصفها واستشهد كل من فيها من رجال الإسعاف، إلى أن تم نقل زوجها بسيارة مدنية بعد ساعة كاملة من النزيف إلى مستشفى "الشفاء" ليقضي ست ساعات أخرى بانتظار دوره في غرفة العمليات بين زحمة آلاف الجرحى والمصابين، وفق روايتها.
وتتابع صابرين لــ وطن استذكار تلك اللحظات بالقول "بعد خروجه من غرفة العمليات دخل في غيبوبة وقضى خمسة أيام أخرى في مشفى الشفاء، وتم تحويله إلى مستشفى المقاصد في القدس (5/8/2012) إلى أن وصل خبر رحيله عن الدنيا يوم 10/10/2014، حيث الصدمة الأكبر في حياتي.. ذهب عرفات، ولم يعد.
وعن أسباب فشل علاجه من نزيف رجليه التي كانت اليسرى منهما في حالة التجهيز للبتر تقول "كلمني قبل دخوله غرفة العمليات في (الشفاء)، لكن بعد خروجه أخبرونا أن قلبه توقف عن العمل أثناء العملية". مضيفة أن طبيبة أجنبية سارعت لتدارك حالته وأعادت نبضات قلبه للعمل، وقضى بعدها 72 يوما في العناية المركزة قبل استشهاده.
والجدير ذكره أن زوجها كان يعمل في محل "بوستر مان" في شارع "عمر المختار"، وشاركته في بناء البيت الجديد الذي دمرته صواريخ الاحتلال بعد تدمير بيت الجيران، إلى جانب أنها تعمل الآن عملًا إضافيًا في الدروس الخصوصية لتصبح ساعات العمل اليومية لديها أكثر من 8 ساعات تتقاضى بها مبلغا لا يتجاوز 200 دولار، مردفةً "أريد أن أكافح من أجل ستر أنفسنا وبناء مستقبل أبنائي في رحلة الحياة".
وعن كفالة الأهل والأقارب فإن أهل صابرين من سكان منطقة الشجاعية فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم في العدوان، أما أهل زوجها فوضعهم المادي صعب، ويدبرون معها القوت اليومي لها ولأطفالها بشكل محدود، وفق ما قالت.

تصميم وتطوير