مشعل: الوساطات تتقاطر للتهدئة وعلى نتنياهو وقف عدوانه

09.07.2014 08:28 PM

غزة - وطنأكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل مساء الأربعاء وجود وساطات دولية واسعة للتهدئة المتبادلة بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل، عقب جولة التصعيد الأخيرة.

وقال مشعل في كلمة له من العاصمة القطرية الدوحة: "تتقاطر علينا الاتصالات من الشرق والغرب والأوروبيين والقوى الدولية ويتوسط الكثيرين، ويقولون لنهدأ وليتوقف إطلاق النار في غزة، ويكون هناك هدوء متبادل، وكأنهم يريدون أن يتذاكوا علينا، وكأن المشكلة بدأت في غزة".

وأضاف "إذا أراد العالم وقف شلال الدم فعليه أن يخطو خطوتين: أولًا الضغط على نتنياهو وعصبته المجرمة الإرهابية القاتلة لوقف العدوان على غزة والضفة وأرض الـ48 وكل أرضنا، وثانيًا أن يضغطوا على نتنياهو ليغير سياسته تجاه شعبنا".

وتابع "شعبنا لم يعد يطيق أن يعيش تحت الاحتلال ولا تحت الاستيطان ولا التهويد ولا الأسرى في السجون، ولا يقبل الحصار على غزة والتجويع ويظل تحت الاحتلال والشتات وفي ظل الاستيطان والقتل وهدم البيوت واستباحة القرى، آن للاحتلال الإسرائيلي أن ينتهي".

وأشار إلى أن شعبنا لا يحب التصعيد ولا يسعى إليه، "ولكن ليوقف نتنياهو عدوانه وسياسته في الاحتلال والقتل والهدم. لقد أغلقتم كل الأبواب فلا تلوموا إلا أنفسكم".

وقال: "قبل 12 مايو الماضي حينما أعلن الاحتلال عن فقدان المستوطنين الثلاثة في الخليل كان هناك هدوء في الضفة وغزة وهو غير طبيعي لأننا تحت الاحتلال والحصار ومع ذلك كان هناك هدوء. العدو كان يرتكب كل الجرائم بحقنا وسياسية الأمر الواقع في التهويد والاعتقال وسرقة الأراضي وكان يقتل ويعتقل ويشجع المتطرفين على اقتحام الأقصى، في وقت أوصل نتنياهو المفاوضات إلى طريق مسدود وأفشل جهود كيري وأدار ظهره للعالم".

ولفت إلى أن إسرائيل أعلنت الحرب على الفلسطينيين بعد تشكيل حكومة التوافق الوطني، وبدأ يخرب المصالحة ويضغط على السلطة لتمزيق اتفاقية المصالحة مع حماس. وشدد من حصار غزة وتجويعها. "وتجويع الشقيق والقريب للأسف، حتى رواتب الموظفين لم يسمح للبنوك بإيصالها لأهل غزة وهم على أبواب رمضان".

وقال: اشتعل الأسرى في سجونهم غضبًا من جريمة الأسر والاعتقال وترك الإداريين في السجون وحدهم وكأنهم ليسوا بشرًا".

وتساءل: "هل كان مفترضًا من الشعب الفلسطيني أن ينكسر ويستسلم ويموت موتًا بطيئا. ماذا بقي من الأرض والعرض والمقدسات والحياة؟".

وأضاف "فجاء فقدان المستوطنين الثلاثة بعض تعبير عن الغضب الفلسطيني، فغضب نتنياهو وكأن الحادثة هذه هي نقطة البدء ولم يعلم أن القتل والاعتقال والتدنيس هو البداية".

وأشار مشعل إلى جريمة قتل المستوطنين الإسرائيليين الفتى محمد أبو خضير (16 عامًا) من حي شعفاط بالقدس المحتلة بحرقه حيًا بعد سكب البنزين على جسده وسقايته منه، وتصعيد نتنياهو عدوانه على الشعب في الداخل والخارج، وعلى غزة لأنها عنوان حماس وعدوان المقاومة.

وأوضح أن رد المقاومة كان محدودًا عندما كان العدوان الإسرائيلي محدودًا لأنها عاقلة وتقاتل دفاعًا عن شعبها ومن أجل هدف سياسي هو التحرر من الاحتلال، "ثم صعد عدوانه فقتل أبطال القسام وصعد عدوانه بقصف بيوت المدنيين التي فيها عشرات النساء والرجال والشيوخ والاطفال فكان لابد للمقاومة من الرد على العدوان".

وأضاف "اليوم وقد وقع العدوان علينا لا يلومنا أحد. وقعت الواقعة وسنقول كما قال الصحابة "إننا لصُبر عند الحرب صدُقٌ عند اللقاء".

وقال مشعل للمستوطنين الإسرائيليين: "نتنياهو سيقودكم من فشل إلى فشل ومن هزيمة إلى هزيمة، قيادتكم ضيقت على الفلسطينيين كل الأبواب والزوايا ولم تترك للفلسطيني شيء يندم عليه أو يحرص على بقائه. أوصلتم الناس إلى الحائط فلا تستغربوا إن انفجر الشعب في وجوهكم".

وأضاف "هم من يتحملون وجودكم في الملاجئ اليوم. لوموا نتنياهو وحكومته المتطرفة الذين أمعنوا في سياسية القتل والعدوان، هم الذين أجبروكم أن تعيشوا هذه الحالة من الرعب".

وتابع "هناك أطراف فلسطينية ما زالت تعرض عليكم أيها الإسرائيليون مناطق ال67 كحل، ولكن لن يطول الزمن حتى يخشى أي فلسطيني أن يعرض عرضا كهذا".

وأكد أنه لم يعد أمام الشعب الفلسطيني ومقاومته إلا الدفاع عن نفسهم، مضيفًا "نأمل في الشقيق خيرًا لكننا لن ننتظر أحدًا. انتصرنا في الحربين الماضيتين لأننا اعتمدانا على أنفسنا ووفقنا الله. سنخوض واجبنا في الدفاع عن أرضنا ولو كنا وحدنا".

وحذر مشعل الاحتلال الإسرائيلي من أنه سيرى ما توقع وما لم يتوقع، "ليس لأننا أقوى منه ونعرف أنه قادر على السحق والقتل، ولكن نحن أقوى إرادة وتصميم ونحن منتصرون بإذن الله".

ولفت إلى أن شعبنا أمام "معركة كبيرة يقاتل هذا العدو"، مطالبًا بمزيد من الصبر والصمود ومواصلة المعركة المشروعة في وجه الاحتلال.

ودعا مشعل فصائل المقاومة في الضفة والقطاع لتحمل مسئولاتها، "وأنتم عند حسن الظن"، مشيرًا إلى أن المقاومة أعطت رسائل عظيمة في الأيام الماضية كعملية زكيم.

وطالب جميع الفصائل والقيادات السياسية بتنسيق جهودها للدفاع عن شعنا، داعيًا السلطة وأجهزتها الأمنية للوقوف مع شعبهم، "فنحن وإياكم في خندق واحد ضد العدو الذي لا يفرق بيننا".

وأضاف "كل ما يفعله العدو في الضفة يأذن لنا أن ننتفض في وجه، شعبنا يعرف طريقه إلى المقاومة والانتفاضة والمواجهة المفتوحة مع العدو".

ودعا الشعوب العربية للذهاب إلى الميادين من أجل قضاياهم وقضية فلسطين، وصرف النظر عن الانقسامات والخلافات فيما بينهم. "وأعلم أن جراحكم مؤلمة".

وقال في رسالته لزعماء العرب والعالم: "كل منكم يقدم على قدر رجولته ونخوته وإنسانيته ومسئولياته. نأمل في الأمة والعالم الحر خيرًا لكننا لن ننتظر أحدًا لأن الله ناصرنا".

تصميم وتطوير