معادلة.. ترسانة حماس لم تعد مواسير وحدايد - بقلم: حمدي فراج

25.04.2014 01:14 PM

   ليس للتفاؤل او للتشاؤم علاقة بمعطيات الوقائع والارض العنيدة عن المصالحة التي تجري اليوم بين فتح وحماس ، او اي موضوع آخر ، ولا حتى بما بينهما "التشاؤل" وفق الراحل الكبير اميل حبيبي في "اختفاء سعيد ابي النحس" حيث قنص الانجليز والده ونجى الحمار ، حزن على والده ولكنه لم يستطع اخفاء فرحه بنجاة الحمار ، "ماذا لو قنص الانجلز الحمار ايضا " كان سيضطر للعودة الى القرية ماشيا على قدميه .

   وليس بالضرورة ان نذهب بعيدا في تبيان اسباب جنوح فتح وحماس بعضهما للبعض في توقيع بيان مصالحتهما  بعد كل هذا الوقت الطويل ، مأزق مفاوضا ت السلطة ، ومأزق سلطة حماس اغلاق انفاقها ونفوق دجاجتها ذات البيضة الذهب وبقائها عالقة بين المقاومة والمهادنة  حتى ذهبت الى ما هو ابعد في تفكيك علاقاتها المشرفة مع سوريا وايران وحزب الله واستبدالها بعلاقة مخجلة مع ملوك وامراء وشيوخ أشاحوا بوجوههم مؤخرا عنها ، وعندما تجرأت الحركة باعلان انضمامها لحركة الاخوان اثر سراب الخضرة في ما اطلق عليه الربيع العربي ، جاء السيسي ليضع الحركة في عنق زجاجة لا خلاص منها الا الكسر ، فانبرى الجناح الوسطي للبحث عن طريق ثالث يؤمن خروجهم دون كسر او جراحة .

   لكن ولأن لكل شيء رد فعل ، واستحقاقات ربما تكون اكثر شدة وقسوة من "عدم المصالحة" ، فإن حركة فتح تدخل الى الزجاجة وتعلق في عنقها فيما يتعلق بالقرارات الاسرائيلية ازاء المصالحة ، حيث تبين لكل ذي عين ان اسرائيل هي التي كانت تعطلها ، وان السلطة ليست أكثر من دكانة يهدد صاحبها إلقاء مفتاحها في وجه ممولها ، ولهذا ارسلت القيادة ما قيل انها رسائل تطمين للحكومة الاسرائيلية من ان لا تناقض بين المصالحة والمفاوضات ، بل نقل عن جبريل الرجوب القيادي المخضرم في الحركة قوله ان المصالحة تهدف الى دفع حماس الاعتراف باسرائيل ، وهو ما قيل عندما تم اقناع حماس خوض الانتخابات التشريعية قبل ثماني سنوات ، من انها ستصبح معارضة برلمانية ، لكن الشعب الفلسطيني كان لهم بمرصاد الخذلان ، فمنح حماس كل شيء ومنح فتح بعض الفتات .

   لكن كيف ستتغلب المصالحة على المواضيع المستعصية ، وعلى رأسها ترسانة حماس وسلاحها الصاروخي الثقيل ، إذ لم تعد هذه مجرد "مواسير"  او "حدايد " ، ترى هل سيستحدثون وزارة دفاع في الحكومة العتيدة التي سيشكلها عباس خلال خمسة اسابيع ؟ ومنذا الذي سيتسلم هذه الحقيبة ، وهل يمكن تسميتها وتسمية جيشها بجيش الدفاع الفلسطيني ، ام انهم سيفككونها او يعهدوا بها الى وسيط  دولي او عربي او حتى فلسطيني ، يبيعها خردة ؟ حتى لو توصلت الحركتان الى اي حل وسط بهذا الشأن ، فإن الجهاد لن توافق .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير