آمنة صلاح.. صانعة الطابون

23.06.2023 02:39 PM

مدينة بيت لحم- استبرق موسى- وطن: لطالما ورث الأبناء عن الآباء والأجداد العديد من المهن والحرف اليدوية، وواصلوا العمل فيها، للمحافظة على التراث والتمسك بحضارة الأجداد وهوية الماضي في صناعة المستقبل ورسم ملامحه وسط ميادين التطور التكنولوجي والصناعي.

والطابون هو إرث قديم تغنى به الشعراء والأدباء، ويحن له الفلسطينيون في غربتهم، وكلما تقدم بهم العمر نحو زمن التطور والتكنولوجيا، ففيه كانت الأمهات تضع عجينها وتعد أطباق الطعام، وبقيت العديد من المناطق الفلسطينية تتمسك به، لما يحمل لهم من ارتباط بالماضي ولشدة لذة طعامه وخبزه.

وتصنع الفلسطينية آمنة صلاح طابون الخبز من طينة الصلصال، مع إضافة كمية من القش "التبن"، بشكل دائري مفتوح من الأسفل، وتضع كميات قليلة من الماء لدعكه وتحريكه، للوصول إلى مرحلة الشكل انهائي بنصف قطر لا يتجاوز النصف متر تقريبا.

وبعد أن يجهز طابون الخبز تتركه المسنة آمنة صلاح التي تعلمت صناعته من والدتها، وباتت تحافظ عليه وتسترزق من وراء صناعته، يتم وضع الطابون في مكان محمي من الشمس أو المطر على شكل بيت مصغر، ويكون روث الحيوانات هو هو وسيلة تدفئة الطابون للحصول على الخبز منه.

وقالت صلاح إن هذه الأفران أساس حياة الفلاح الفلسطيني، وكان يوضع في كل البيوت القديمة بداخلها وخارجها، أما اليوم فقد استبدل الطابون بأفران الغاز والكهرباء، ليصبح هذا الإرث القديم قليل الاستعمال عند غالبية الناس، واختيار الوسيلة الأسهل للحصول على احتياجهم من الخبز.

وأشارت صلاح، إلى أن الطابون يحتاج الى مكان خالٍ من الكثافة السكانية، نتيجة الدخان الذي يخرجه، وهو ما أدى إلى تراجع المواطنين في الاعتماد على طابون الخبز، ويكون فصل الصيف موسم صناعته كونه يحتاج إلى أشعة الشمس حتى يجف بالصورة المطلوبة.

وتستغل صلاح، مساحة واسعة في ساحة منزلها لتقوم بصناعة الطوابين، مشكلة لوحة فنية في إعادة الاعتبار للماضي وربطه بالمستقبل والحاضر، ومقاومة الروايات التي تدحض ثقافة وهوية وحياة الفلسطيني.

وأوضحت صلاح أن العديد من الأسر الفلسطينية في الأرياف لا زالت تعتمد على طابون الخبز، وتتغنى في محافظتها على إرثها وتراثها وسط محاولات الطمس والتهميش في ظل دخول الآلة والماكينة على الأعمال اليدوية.

تصميم وتطوير