قراوة بني حسان تواجه غول الاستيطان

11.06.2023 01:59 PM

وطن- مي زيادة: قضية الاستيطان في محافظة سلفيت معقدة ومتعددة الأوجه ولها جذور تاريخية عميقة، فمحافظة سلفيت تعتبر مركزاَ زراعياً تضرر بشدة من الاحتلال نتيجة مصادرة مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية لا سيما في المناطق المصنفة (ج)، حيث لا يُسمح للفلسطينيين ببناء أو تطوير أراضيهم، او الانتفاع من ثروات الارض الطبيعية الكامنة في باطنها.

تواصلت في الآونة الأخيرة عمليات المصادرة والبناء والتوسع الاستيطاني في قرى وبلدات محافظة سلفيت، حيث تشهد المحافظة حملة تهويد ومصادرة كبيرة، يحاول الاهالي التصدي لها بما يتاح لهم من وسائل وأساليب على قلتها وضعفها، قراوة بني حسان نموذجاً.

وفي سبيل مواجهة غول الاستيطان الرامي للاستيلاء على ينابيع المياه، نظم الاهالي حملات لزراعة الاشجار ومسارات في الاراضي المهددة بالمصادرة من قبل المستوطنين.

 

أيوب عاصي رئيس اللجنة الزراعية وعضو لجنة الحماية المجتمعية، تحدث لوطن، عن محاولات المستوطنين السيطرة على ينابيع المياه في البلدة، قائلاً: "يحاول المستوطنون السيطرة على نبع النويطف و بئر أبو عمار، حيث أحضروا راعي أغنام ووضعوه على جبل يطل على بئر أبو عمار، ولمواجهة هذه الاساليب الاستيطانية نظمت البلدية بالتعاون مع لجان الحماية المجتمعية نشاطاً لزراعة الأشجار يوم الجمعة الماضي، فحاول المستوطنون مهاجمة الشبان وطردهم من المنطقة حتى تدخل الجيش وفرقهم".

ولفت الى أن هذا الاحتكاك يحدث يوميا في المنطقتين، الواقعتين في الجهة الغربية والشمالية من البلدة التي يقطنها 6200 نسمة، وهي كلها مناطق مصنفة (ج).

وأشار الى أن المستوطن الذي يتعمّد الاعتداء على الاهالي والرعاة على الدوام هو ذاته من أطلق النار على الشهيد مثقال ريان قبل خمسة شهور.

وقال إن هذا المستوطن وثمانية مستوطنين آخرين يتمركزون على رأس الجبل ومعهم أغنامهم ويمنعون الرعاة من المواطنين من التواجد في المنطقة، كما وضعوا خيمة وطاقة شمسية تمهيداً للاستيطان في المنطقة.

وتابع، دوماً كنا نبلغ جميع الجهات الرسمية بكل اعتداء نتعرض له، دون فائدة.

 

من جانبه، كشف ابراهيم عاصي رئيس بلدية قراوة بني حسان، أن المستوطنين أقاموا بؤرتين استيطانيتين في اراضي البلدة التي تبلغ مساحتها 9500 دونم، في محاولة لفرض السيطرة ومنع الرعاة من الوصول للمواقع، بحماية الجيش.

وأضاف: بأن أهالي البلدة وخاصة المزارعين ورعاة الأغنام أصبحوا محاصرين بالمستوطنين في المنطقة ويتعرضون للاعتداءات والتهديد بالسلاح بشكل مستمر بهدف دفعهم لترك أراضيهم ليستحوذ المستوطنون عليها.

وفي سبيل مواجهة المخططات الاستيطانية، قال رئيس البلدية لوطن: ننظم مسارات يومية ونتواجد في الاراضي الزراعية، وهذا أمر لم يعجب المستوطنين، وكل يوم يحاولون الاعتداء علينا ومهاجمتنا، وآخر الاعتداءات كانت يوم الجمعة، عندما كنا في بئر أبو عمار ننظم فعالية لزراعة الاشجار.

 

وأردف، "يوميا نتواجد في ثلاث نقاط وهي منطقة الرأس ونبع نويطف وبئر ابو عمار. كل يوم يتواجد الشباب لنعزز وجود المزراعين والرعاة، ونتواجد كي لانسمح بأن يمرر المستوطنون مخططاتهم الخطيرة" .

وأشار الى أن المستوطنين حاولو مراراً الوصول للمناطق السكنية لفرض السيطرة وترهيب السكان.

ولفت الى أن غالبية الاراضي المهددة هي أراضي مشتركة بين بلدتي قراوة بني حسان وبلدة ديرستيا، وأعلن الاحتلال عنها قبل عامين املاك دولة، مشيرا الى ان مساحتها تقدر بنحو 10 الاف دونم، كما أن الاحتلال يعمل على منع العمل فيها ويصادر اي معدات تستخدم للعمل هناك وتقع يوميا صدامات مع المستوطنين والجيش، ضمن مساعيهم الهادفة ابعاد المواطنين عن ارضهم.
 

تصميم وتطوير