شعارها كلنا بيت واحد لا يجوع فيه أحد: تكية مخيم عايدة نموذج تكافل وعطاء شاهد

28.03.2023 05:09 PM

وطن: في وسط مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين تواصل تكية المخيم التي أطلقتها جمعية الرواد للثقافة والفنون تقديم خدماتها للعائلات مستورة الحال في المخيم ومحيطه من خلال طهي وتقديم الطعام وهو ما دأبت الجمعية على فعله منذ عدة سنوات منذ جائحة كورونا .

ويعمل في التكية العديد من المتطوعين من ابناء المخيم ومتطوعين اجانب وطاقم جمعية الرواد بشكل يومي على طهي وجبات رمضانية منذ ساعات بعد الظهر حتى ما قبل اذان المغرب حيث يعمل كل في مجال عمله من حيث الطبخ والتعبئة والتغليف وصولا لمرحلة التوزيع حيث يتم تجهيز الوجبات بشكل لائق ويقوم متطوعي التكية بتوزيع الوجبات للأسر المتعففة في منازلها منعا للاحراج

وعلى الرغم من انخفاض مستوى المساعدات للتكية في المخيم هذا العام بسبب الأوضاع العالمية وآخرها الزلازل في تركيا وسوريا الا ان ادارة التكية وجمعية الرواد لديها اصرار على مواصلة الخدمات ادراكا منها لحاجة المواطنين لهذه الخدمات في ظل استمرار الظروف الصعبة بفلسطين.

اصرار على العمل رغم نقص الامكانيات 

يقول ابراهيم ابو سرور رئيس الهيئة الادارية في جمعية الرواد ان التكية تأسست لأهداف إنسانية وهي مد يد العون لأبناء المخيم مستوري الحال حيث تأسست خلال جائحة كورونا واستمرت في العمل بسبب استمرار صعوبة الأوضاع على ابناء شعبنا الفلسطيني اقتصاديا وسياسيا مما دفع ادارة الجمعية لإطلاق عمل التكية رغم الصعوبات المالية وعدم توفر التمويل والدعم الكافي لخدماتها بسبب الكوارث في العالم سواء الحرب في اوكرانيا او الزلازل في تركيا وسوريا حيث توجهت الجهات الداعمة لهذه المواقع.

واضاف امام هذا الوضع كانت جمعية الرواد امام موقف صعب اما الرجوع خطوات الى الوراء اي تقليل الوجبات اليومية التي تقرها او الاستمرار حيث اتخذت قرارا جريئا بالاستمرار بخدمات التكية معتمدة على بعض المساعدات المحلية والإسناد المجتمعي من جهة والاعتماد على ذاتها من الجهة الاخرى معربا عن الأمل بان تقوم الشركات والجهات الفلسطينية الرسمية بإيلاء التكية الاهتمام الكافي لان هناك تقصير من قبل بعض الجهات في إمداد الجمعية بالاحتياجات اللازمة.

طهي وتوزيع أفضل الوجبات ضمن فلسفة حماية كرامة الفلسطينيين

ويقوم المتطوعون بتكية مخيم عايدة على إعداد وجبات الطعام الشهية كما هو اليوم حيث يتم إعداد المنسف التراثي باللحم حيث يقوم العاملين بطبخه وتقديمه في أواني ولفه بطريقة وإيصاله الى منازل المستفيدين من التكية ضمن فلسفة فلسطينية تقوم على تقديم الطعام دونما اي مساس بكرامة المستفيدين.


وفي هذا الإطار يقول الدكتور عبد الفتاح ابو سرور مدير عام جمعية الرواد للثقافة والفنون ان جمعية الرواد تواصل رسالتها للعام الرابع وتقوم بإكمال مسيرتها في مخيم عايدة تحت شعار اننا بيت واحد في المخيم لا يجوع فيه احد مشيرا الى ان التكية وصلت في عملها العام الماضي لعشرين ألف وجبة حيث يأمل هذا العام بالوصول لأكبر من هذا العدد.


واكد الدكتور عبد الفتاح ابو سرور ان جمعية الرواد تعمل على إيصال الوجبات والطعام وكافة أشكال الإسناد ضمن فلسفة ورؤية تقوم على الحفاظ على كرامة الناس وأهالي المخيم لان الهدف من التكية هو العمل على خدمة ابناء شعبنا وان نوصل الخدمة بكرامة.


وحول عدد الوجبات اليومية يقول الدكتور ابو سرور ان التكية تقدم نحو 400 وجبة يوميا وفي بعض الايام يرتفع العدد وقد يصل الى ألف وجبة في بعض الايام حسب الدعم والتمويل في الايام خلال الشهر الفضيل معربا عن شكره لكل من يساهم بدعم هذا العمل الانساني وشدد ان هناك اصرار على العمل ومد يد العون لأبناء شعبنا حيث يجري العمل حسب الامكانية المتاحة.


كما أكد على ان رسالة الرواد هي الاستجابة لاحتياجات الناس وليس لاحتياجات الممولين مشيرا الى ان تمويل يهدف لإذلال شعبنا من خلال تصويرهم وهم يتلقون المساعدات هو امر مرفوض مشددا على ان فلسفة الرواد في التكية وخدماتها الإنسانية هي ان نطبخ ونغلف ونوصل الوجبات الى البيوت ولا يوجد اي صور كما ان الجمعية لا تقوم بنشر اسماء الطلبة في الجامعات عند اعطائهم منحا كما لا يتم نشر اسماء مساعدات العيد والمرضى لان الرسالة تقوم على إسناد الناس بصمت.


وأشار الى تعدد انواع المعاناة بين ابناء الشعب الفلسطيني في مجالات السياسة والاقتصاد ويجب ان يكون هناك من يسعى للتخفيف من معاناة والضائقة التي يعيشها الناس لان الكل يعاني في فلسطين ويجب ان نخفف من ضائقة الناس ليس من ناحية مالية فقط بل من نواحي غياب الأفق السياسي والاقتصادي والمساعدة على بناء السلام داخل نفوس المواطنين.

التكية: فرصة للتطوع للجميع

المتطوعون العرب والأجانب الذين يعملون لساعات طويلة في مطبخ التكية في جمعية الرواد عبروا عن سعادتهم بما يتم تقديمه من عمل من اجل اسناد ومساعدة ابناء شعبنا.

ويؤكد رئبال الكردي المدير التنفيذي لجمعية الرواد ان أحد اهم رؤية وخطط جمعية الرواد للثقافة والفنون هي تعزيز روح الانتماء لدى ابناء شعبنا الشباب والشابات لتعزيز واسناد اهالي المخيم مشيرا الى ان التكية تعمل على تحقيق ذلك من خلال تطوعهم بالتكية وتعزيز روح خدمة المجتمع التطوعية.

وأشار الكردي الى ان هناك العشرات من شبان وفتيات المخيم الذين يعملون بشكل يومي على إيصال الوجبات للعائلات الى جانب اي أعمال تطوعية تطلب منهم حيث يساهم ذلك في بناء مجتمع قوي بوحدة وتكافل أبنائه.


وقال عدي المشايخ متطوع في تكية مخيم عايدة انه يشعر بسعادة كبيرة وهو يقوم بالعمل والتطوع لخدمة ابناء مخيم عايدة والمناطق المحيطة به مشيرا الى ان هذا العمل هو عمل تطوعي وعمل وطني وانه يحث الجميع على دعم التكية سواء بالمواد الغذائية او الاموال او التقدم للتطوع والعمل في التكية لان هناك متعة في خدمة الناس بالمخيم.

من ناحيته يقول شاب استرالي اسمه تشارلي ومتطوع في تكية عايدة انه جاء الى جمعية الرواد في رمضان للتضامن مع الشعب الفلسطيني وتقديم أعمال تطوعية بعد ان اعتاد والده القيام بأعمال تطوعية في مخيم عايدة وفلسطين حيث تركوا له ارثا في هذا المجال وهو يأتي لضمان استمرار هذا الإرث.

وأضاف الشاب الاسترالي انه يعمل منذ اليوم الاول في تكية عايدة ويساعد في العمل والتغليف للوجبات كما انه يساعد في التوزيع مشيرا الى ان هذا التطوع يعطيه شعور بالفخر بما يقوم به لمساعدة الشعب الفلسطيني.

المجتمع المحلي داعم

المجتمع المحلي ممثلا في المؤسسات الرسمية والمجتمعية عبر عن تقديره لما تقوم به تكية مخيم عايدة حيث يزور ممثلي المؤسسات المختلفة التكية ويحاولون تقديم يد العون لها إدراكا منهم لأهمية الدور الذي تقوم به.


وقال سعيد العزة رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم عايدة ان اللجنة ومختلف المؤسسات والفصائل وعلى رأسها حركة فتح تدعم تكية مخيم عايدة وعملها الوطني والإنساني مثمنا جهود ومبادرة جمعية الرواد للثقافة والفنون على هذه المبادرة والاستمرار بها رغم كافة الصعوبات.


وزار العميد ابراهيم العبسي مدير عام شرطة محافظة بيت لحم مقر التكية وسط المخيم حيث اطلع على سير العمل في التكية وعبر عن عميق إعجابه بهذه الفكرة التي تساعد وتمد يد العطاء والخير لأبناء شعبنا بشكل راقي جدا.

وقال العميد العبسي انه يأتي لمخيم عايدة بناء على توجيهات اللواء يوسف الحلو مدير عام الشرطة الفلسطينية في إطار تعزيز علاقات التعاون مع المجتمع وتقديم مساعدات قانونية لأبناء شعبنا مشيرا الى ان مخيم عايدة يقع كنقطة مواجهة ويحتاج الى دعم واسناد وطني وقانوني وانساني مشددا على انه يشكل نموذج نضالي ومجتمعي وانساني واكبر دليل عمل التكية لمساعدة المحتاجين لا في المخيم لوحده بل في مناطق مختلفة.


بدوره قال أمين سر حركة فتح في مخيم عايدة مروان الفرارجة ان مخيم عايدة كان على مدار سنوات نموذج في العمل الوطني الذي يحمل جوانب عديدة اهمها التكافل والتضامن مشيرا الى ان التكية تشكل نموذج عمل متميز حيث تعمل على تغطية احتياج العائلات المتعففة ومستورة الحال منذ عدة سنوات داعية كافة الجهات الى إسنادها ودعمها.

واشار الفرارجة الى ان زيارة مدير عام شرطة محافظة بيت لحم الى المخيم والتكية تحمل رسائل هامة اهما تعزيز العلاقة ما بين ابناء شعبنا بالمخيم والمؤسسة الامنية وقادتها بشكل يعكس الحرص على وحدة الحال خصوصا في ظل استهداف احتلالي اسرائيلي لشعبنا ككل مثمنا مبادرة مدير عام الشرطة وضباطها ببيت لحم تقديم هدية لإسناد التكية ولو كانت هذه الهدية رمزية الا انها تحمل معاني عديدة.

وفي ختام كل يوم رمضاني توصل تكية عايدة ومن خلفها جمعية الرواد رسالة هامة لشعبنا بضرورة اسناد بعضه بعضا من جهة كما انه ترسل لعشرات الشبان والفتيات المتطوعين رسالة بأهمية العمل التطوعي لخدمة المجتمع.

المصدر: pnn

تصميم وتطوير