زكريا الزبيدي: طلب حذف النقطة من الرسالة

12.10.2021 07:09 PM

وطن: كانت رسالة الماجستير التي طرحها الأسير المحرر زكريا الزبيدي، الذي انتزع حريته من سجن جلبوع، وأعاد الاحتلال اعتقاله مع خمسة أسرى آخرين، محض إهتمامٍ في كل مرة يناقش فيها عنوانه الذي اختاره لها، وأصبح هذا العنوان  "الصياد والتنين: المطاردة في التجربة الفلسطينية 1968-2018"، يثير اهتمام الصحافة العالمية، عندما علم العالم بهذا الهروب المستحيل لزكريا ورفاقه.

في اطروحته الجامعية لنيل درجة الماجستير من جامعة بيرزيت، طرح زكريا في آخر أربعة سطور منها، تجربة المطاردة للفدائي الفلسطيني، منذ العام 1968؛ وقبل أن ينتزع حريته أوصى الزبيدي، بأن تكون آخر أربعة سطور مفتوحة من رسالته، دون وجود نقطة، تنهي المطاردة ما دام الاحتلال جاثم على أرض فلسطين.

هذا ما قاله الدكتور عبد الرحيم الشيخ الذي كان يتابع أطروحته في الجامعة، قبل أن يعتقله الاحتلال في العام 2019، وكان أحد اساتذته؛ حيث كتب على صفحته في فيسبوك، :"في آخر تواصل مع زكريا زبيدي، قبل تحرره التجريبي، ورفاقه من سجن "جلبوع" في بيسان المحتلة، طلب "حذف النقطة من آخر الرسالة"، رسالته للماجستير في جامعة بيرزيت، بعنوان: "الصياد والتنين: المطاردة في التجربة الفلسطينية 1968-2018."

ويضيف الدكتور الشيخ "واليوم، أكَّد للمحامية بثينة دقماق، أن "آخر أربعة أسطر ستبقى مفتوحة في تجربة المطاردة، وليست النقطة التي في نهاية الرسالة وحسب. ما دام الاحتلال الصهيوني لفلسطين قائماً لن تنتهي تجربة المطاردة." لم يحُل التعذيب ولا العزل دون أن يستدعي زكريا فلسفته في مرافقة الكائنات، ولا اتساع المجاز في مصاحبتها، على سُنَّة الشَّنفرى: "هم الأهل لا مستودَع السِّر ذائعٌ بينهم، ولا الجاني بما جَرَّ يُخذُلُ."

ويتابع "فقُبيل إعادة أسره، صباح يوم السبت 11 أيلول 2021، وبعد خمسة أيام من الخروج من "نفق الحرية،" وجد زكريا جلدَي أفعى كبيري الحجم، فطواهما، وأودعمها في حقيبة رفيقه محمد العارضة. استذكر السرعوف (فرس النبي)، الذي أضاف الصينيون لكتاب "فن الحرب" فصلاً وهم يراقبون سلوكه في مراوغة الأفاعي. استراح زكريا حيث وجد جلد الأفعى. هناك، سمع نداءات قوات الاحتلال باسمه من مسافة صفر، قرب أم الغنم في عرب الشبلي. كان يفكِّر في مرويات الأفعى، وحكايتها في بلوغ الخلود: سرقت ماء الحياة، وصارت تنضو جلدها، فتتجدد، وتخفُّ، وتشفُّ، لتَصطاد، وتُصطاد...
الشعوب السعيدة شعوب بلا تاريخ".

والشعوب السعيدة شعوب بلا أساطير،

و"التعيسة، بلاد لا أبطال فيها." طوبى للأسرى الفلسطينيين، وطوبى للمحررين، مع وقف التنفيذ، منهم: زكريا زبيدي، محمود العارضة، محمد العارضة، يعقوب قادري، أيهم كممجي، مناضل نفيعات.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير