بين حانا ومانا والرجوب والعاروري عودنا

03.07.2020 03:53 PM

كتب داود داود:

جاء اللقاء الإعلامي الذى جمع اللواء جبريل الرجوب أمين سر اللجنة اللجنة المركزية لحركة فتح، وصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فى ظرف مغاير للظروف التى كانت تعقد بها هذه اللقاءات بين الفصلين، مما أربك الطبقة الحاكمة فى اسرائيل و أعتبر تطور خطير في نظر إسرائيل من جهة، وفاجأت بعض الدول العربية من جهة أخرى.

فعلى مدار أكثر من 12 عاماً، وبحكم عملي كصفحي ومصادفة وجودى فى القاهرة اثناء دراستي للماجستير فى الإعلام من عام 2008 حتى 2012 كنت اشاهد على ارض الواقع اللقاءات بين حركتي فتح وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية التى كانت تُعقد فى أفخم فنادق القاهرة "الإنتركونتننتل" الملاصق لأكبر تجمع تجاري "ستي ستار" فى وسط مدينة نصر بالقاهرة، كنت أشعر بعدم جدية هذه اللقاءات التى كانت مجرد ترفيه وتنزيه لكافة من يحضر بدون إستثناء، وغياب المسؤولية الوطنية اتجاه المواطن الفلسطيني ومعاناته، والتناقض الواضح اثناء جلوس المتخاصمين فى لوبي الفندق والابتسامات العريضة على وجنتيهم، وبين ظهورهم عبر وسائل الإعلام المرئية والتعنت والغضب المتزمت.

بعد كل هذا الوقت الذى هُدر من عمر القضية الفلسطينية، بين حان ومانا وعاصمة هنا وعاصمة هناك ضاع مستقبل أجيال، وانهكت وأفنت أعمار كان لابد ان تقدم لوطنها ولشعبها الأفضل والأنجع، جاء اللقاء الوطني بين الرجوب والعاروري ليبشر ببارقة أمل جديدة بأننا بخير وقادرون على تجاوز كل ما حدث، وسيُبنى على هذا اللقاء تطورات كبيرة لها علاقة ايضاً بتغيير وجوه من تم تكليفهم بمتابعة ملف المصالحة الفلسطينية بين أكبر فصليين على الساحة الفلسطينية، ومعروف ان الرجوب الرجل الأمني والقوي على الساحة الفلسطينية والدولية والعربية وصاحب معرفة ودراية بواقع الفصائل الفلسطينية، وقبوله فلسطينينا فى قطاع غزة والضفة الغربية، وكذلك العاروري الرجل الوطني والأمني الذى لم يلطخ يده بدماء ابناء شعبه فى غزة اثناء انقلاب حركة حماس على الشريعية الفلسطينية فى منتصف حزيران 2007، ويعد من اصحاب الفكر التوافقي فى حركة حماس.

السرعة التي تم بها التوصل إلى هذا الاتفاق ربما لم يكترث له المواطن الفلسطيني ولم يلتفت له، كونه تعود على مدار السنوات السابقة بمثل هذه اللقاءات والحوارات الطرشاء دون تقدم أو تغيير للواقع الموجود، بل كرس الانقسام والاختلاف بأكثر عمقاً، ولم تخرج بنتائج يلمسها المواطن الفلسطيني على ارض الواقع.

فكيف سنجعل المواطن الفلسطيني يثق هذه المرة بهذه اللقاءات؟ وندفن كل ما يُشاع ويقال بأن "لقاء الرجوب العاروري" مناورة فقط رداً على الضم الاسرائيلي للضفة الغربية؟ وأن هذا اللقاء حماس من طلبته لحصولها على مغانم تم الاتفاق عليها فى منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني والحكومة الفلسطينية،وكذلك بأن هناك ترتيب قادم قبل نهاية العام ستكون حركة حماس جزء منه، والتفاوض الحمساوي غير المُعلن مع الجانب الاسرائيلي من خلال وسيط ألماني او غيره بخصوص تحرير الاسرى من سجون الاحتلال مقابل اطلاق سراح الجنود الاسرائيليين الموجودين لدى حركة حماس فى غزة، وعلاقته بالاتفاق الفتحاوي الحمساوي، اسئلة برسم الإجابة ستكون تطبيق مخرجات لقاء الرجوب العاروري على ارض الواقع رداً واضحاً وشافياً لكل ما ذكر.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير