أوباما.. وزيارة جديدة! فادي أبو سعدى

09.03.2013 01:12 PM
يا سيد أوباما، العتب على وكالات الأنباء الفلسطينية تحديداً، التي اعتبرت زيارتك إلى المنطقة من الأخبار العاجلة، وأتحفتنا بأنك قادم “أخيراً”، أما أنت وبيتك الأبيض، فليس لديكم من الخجل الكثير، ليكون التصريح الأول أنكم لا تحملون خطة جديدة لتحريك عملية السلام، والثاني بتأكيد الزيارة وموعدها حتى مع فشل صديقكم نتنياهو بتشكيل حكومته الجديدة، فلماذا أنتم قادمون!
نعلم بأن هناك زيارات بروتوكولية يجب أن تتم، لكن ذلك لا يهمنا، بل يجب أن يهمك أنت، فأنت قادم لزيارة دولة لا زالت تحتل جارة لها، وتبطش بأهلها، وأنت من أصر على القدوم رغم عدم وجود تغيير في سياساتهم التي لطالما انتقدتها، بالصوت والصورة وإن كانت خلسة ووضعتك في موقف محرج، لكن الجميع يعرف ذلك، فلماذا يا صاحب “حملة التغيير” لم تحاول التغيير بعد!
وأنت قادم لزيارة “فلسطين” هذه المرة، حتى وإن كانت محتلة، فقد تقدمنا خطوة ولو معنوية، فهل أنت قادم لمزيد من الصور الفوتوغرافية في ألبومك قبل الرحيل “المخزي” دون أن تفعل شيئاً يذكر شعبك بك، قبل أن يحاول العالم استذكارك، كما يفعل الملايين الآن مع الراحل هوغو تشافيز؟
نحن مللنا منك بصراحة، وزيارتك في هذا التوقيت الذي يموت في أسرانا جوعاً ليعلموا البشرية معنى الحرية التي تحاولون التغني بها دائماً، وبأنكم من المدافعين عنها، هو توقيت سيء، وإن نسيتم فإن زيارتكم تأتي قبيل أسبوع فقط من يوم “الأرض” التي نرفض التخلي عنها، ونقدم دماً في سبيل حريتها وحرية البشر التي عليها.
فكر ملياً يا سيدي قبل أن تعقد العزم، فلم يعد أحد يراهن عليك، بل حتى إنك فقدت الكثير من احترامك في المنطقة بأسرها، فكر في سياستكم الخارجية “العقيمة” التي لم تفعل شيئاً جيداً يتذكره الناس، وفكر في كل حرف وكل معنى لأية كلمة ستقولها في الاجتماعات المغلقة أو المؤتمرات الصحفية، ونُعلمك منذ الآن بأن درجة السخرية ستكون كبيرة لأننا نعرف ما ستقوله في “إسرائيل” وكيف سيتغير الكلام وستحاول تجميله وأنت في “فلسطين”!
نحن تربينا على ثقافة احترام الضيف أياً كان، لكننا تربينا كذلك بأن على الضيف إظهار ولو القليل من احترامه لنا، وهو ما لم نراه منكم ولم نعد نتوقعه، ونحن لا ننتظر منكم حلاً سحرياً ولا حتى قليل من الضغط على “إسرائيل” فليس أنتم من تحكمون بل هم، واللوبي الصهيوني المهيمن عليكم، نعم نحن نعلم حقاً، فعلى الأقل “لا تكذب” وأنت في بلدنا، فنحن لا نحترم من يفعلون كذلك.
نحن سنخرج من كفن الاحتلال لا محالة، ولكن حينها ستشعرون بالعار لأنكم تمتهنون الكذب باسم الحرية، دون ادنى محاولة للمساهمة في حرية شعب مضطهد منذ زمن طويل، حتى قبل ولادتكم، فهل تذكرون ذلك، او تدركون معناه! فكر جيداً يا سيدي قبل أن تأتي لزيارتنا..

مشاركة الخبر:

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير