لقي احتضانا عالميا ولم يحظَ باهتمامٍٍ محليا

يروي قصته عبر وطن ... فلسطيني يخترع جهازا لإنقاذ المختنقين أثناء الحرائق!

18.09.2019 02:25 PM

الخليل- وطن- آلاء الزرو: اختراع صُنف الأول من نوعه عالميا، وحاز على تقدير الأول من فئته في الملتقى الهندسي التاسع في سلطنة عٌمان، فهو يسهل على رجال الإطفاء والإسعاف عملهم في انقاذ حالات الاختناق داخل الحرائق، أو في المواجهات مع الاحتلال على نقاط التماس.
ليس فقط ما يميز اختراع (Electronic Air Filter) خفة وزنه وسهولة التعامل معه، بل يقدم الدواء وينقي الهواء، ولا يشكل خطرا على المسعف والمصاب.
موقف عاشه الشاب جمال شختور(24عام)، دفعه لاختراع هذا الجهاز فما هو؟
الشختور كان يعمل ذات يوم كمسعف متطوع في الميدان، حين تم إبلاغه عن حالة اختناق جراء مواجهات مع الاحتلال، فكان بحاجة ماسة الى حمل انبوبة الاكسجين معه كي ينقد المصاب، خاصة وان قوات الاحتلال حينها كانت تبث غازا ساما في المكان، يؤثر على الدماغ مباشرة، ويقتل الخلايا فيه.
ولم يستطع الشختور حينها تقديم المساعدة لمصاب بالاختناق من غاز سام، فالمسعفون لا يمكنهم حمل اسطوانة غاز الاوكسجين المضغوطة لمناطق التماس، خوفا من خطر انفجارها من رصاصة أو شظية، ما اضطر جمال على حمل المصاب الفاقد للوعي أكثر من 150 مترا، وهو في حالة من الخوف على هذا المصاب، غير القادر على التنفس.
ويقول جمال لوطن:" كنت خائفا جدا من خسارة المصاب، فعدم وصول الأوكسجين للجسم لفترة، يؤدي لتوقف عمل أعضاء مهمة بالجسم وقد يؤدي لفقدان البصر، او الشلل التام، والوفاة".
بعد هذه الحادثة، فكر جمال بجهازه (Electronic Air Filter) وحاول تطبيقه، فلجأ للدورات في مجال الالكترونيات، وقرأ الكتب والمراجع عبر الانترنت، وطبق أول جهاز سهل الاستخدام ويساعد في انقاذ المصابين وعلاجهم على الفور.

ويعمل الجهاز على تنقية الهواء من الغازات الملوثة، كما يوفر قناعين للتنفس لكل من رجل الإنقاذ والمصاب مع إمكانية تزويد المصاب بالدواء عند الحاجة من خلال نفس القناع.
ويمكن للمسعف وللمواطن العادي استخدام هذا الاختراع في المنزل عند الحاجة.
وفي حديثه لوطن أضاف جمال:" صممت الحقيبة مناسبة لحاجة المسعف حمل المصاب، فهي لا تعارض حمل المصاب باي وضعية، بالإضافة لأنها خفيفة الوزن".

بالرغم من أن هذا الاختراع حاز على المركز الأول بين 49 اختراعا مشاركا من عدة جامعات في دول عربية وأجنبية، مثل قطر والعراق والسعودية والنمسا وسلطنة عمان والفلبين، إلا أن جمال يؤكد على عدم التفات أي جهة فلسطينية لتبنيه، ويضيف: " اختراعي كغيره من الابتكارات في فلسطين، لا يجد أي تقدير أو تطبيق على أرض الواقع، عُرض عليَ تطبيق هذا الاختراع في عُمان، لكن تحت اسم مخترع عُماني، ورفضت العرض طبعا".
ويؤكد جمال على صعوبة تنفيذ أي فكرة في فلسطين، فعدا عن عدم تطبيقها وتبنيها، فإن الأدوات المتوفرة شحيحة، حيث وصف المخترع " كأنه ينحت في الصخر"، في وقت يوفر فيه جميع الدول البيئة اللازمة والأدوات والإمكانيات لأي مخترع لتطبيق أفكاره.
الشاب جمال، وعن طريق البحث والتعلم الذاتي، استطاع تطوير جهاز آخر، يساعد الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، على الوقوف والجلوس والتحرك من مكان لآخر، وممارسة حياتهم بشكل اعتيادي، وهو كرسي متحرك شبيه بروبوت يمكن لذوي الإعاقة من إتمام أعمالهم، ويمنع من حدوث تقرحات بالجسم، وهو موجود عالميا، لكن بتطوير 10% من الجهاز، استطاع شختور أن يخفض تكلفته الى 7 أضعاف التكلفة الأصلية.
وطالب شختور عبر وطن، الجهات المسؤولة أن ينظروا بجدية لاختراعه الذي يساعد على انقاذ حياة الكثيرين خاصة في هذه الظروف التي يعيشها الفلسطينيون، وتعرضهم لاعتداءات الاحتلال بشكل دائم.
يشار إلى أن الشختور، طالب في السنة الثانية، في تخصص الالكترونيات في كلية المهن التطبيقية –جامعة البوليتكنك، ويحمل شهادة دبلوم في الكهرباء المنزلية.


 

تصميم وتطوير