الفراني.. عشرون عاما في جمع الكتب حولت مكتبته الخاصة إلى مكتبة عامة!

03.09.2019 04:55 PM

غزة- وطن- أحمد مغاري: يجلس خلف جهاز الحاسوب يطالع الأبحاث والكتب والمراجع، يحاول أن يجد ما هو مثير الاهتمام ليزود به مكتبته الورقية الإلكترونية، بالإضافة لإثرائها عبر ما يقوم به من أبحاث تاريخية حسب تخصصه الأكاديمي.

الدكتور الجامعي عبد الحميد الفراني أكاديمي في قسم التاريخ بجامعة الأقصى، قام بجمع مكتبته الخاصة وتحويلها إلى مكتبة عامة يستفيد منها أكبر قدر من الأشخاص، كنوع من إثراء الروح وغذاء للعقل، وتنشيط القراءة الورقية في ظل تلاشيها والاستغناء عنها بكل ما هو الكتروني.

يقول عبد الحميد لوطن: أحب المطالعة منذ الصغر، أقرأ العديد من الكتب، ومن حبي وشغفي لها قمت بتجميع الكتب بمختلف أنواعها في غرفة صغيرة داخل منزلي، من أجل الاطلاع عليها بشكل دائم وتثقيف نفسي.

ويستدرك بالقول: لكن لكثرة الكتب والأبحاث وعدم وجود مكتبات عامة للقراءة في حي الشيخ رضوان وعلى وجه الخصوص شارع أحمد ياسين، قمت بجمع ما لدي من كتب كنت اطالعها ووضعتها في مكان عام قمت باستئجاره من أجل تحويله لمكتبة عامة، تفيد أكبر عدد من أبناء المنطقة والقراء.

وتابع الفراني لوطن: 20 عاما وأنا أجمع تلك الكتب لأغذي بها مكتبتي الخاصة، التي حولتها إلى مكتبة عامة صغيرة، تحتوي على ما يزيد عن 2000 كتاب، تنوعت ما بين التاريخية والدينية والثقافية وكتب علم النفس، ومن بينها 12 مؤلفا خاصة بي، قمت بتأليفها خلال أعوام دراستي وأكاديميتي الجامعية.

من جانبه، قال أحمد عمر أحد رواد المكتبة: كنت مارا من الطريق، فانتبهت لوجود المكتبة، ودخلت لأسأل عن محتواها، وعرفت أنها شخصية وتحولت إلى عامة وتحتوي على أنواع كثيرة من الكتب.

وأردف أحمد أنه لابد من القراءة وفهم ما يدور حولنا سواء على الصعيد السياسي، او الديني او الثقافي او الوطني من حيث فهم القضية الفلسطينية، مسترشدا بمقولة: " خير جليس في الزمان الكتاب."

وأكمل حديثه: أنه بدلا من أن تفقد عيونك ونظرك بتصفح الجوال والفيس بوك وغيرها، استخدم بصرك بمطالعة الكتب المتنوعة داعيا الشباب والناس لضرورة القراءة خيرا من إضاعة الوقت بما لا ينفع.

المكتبة لم يقتصر روادها على الكبار والمثقفين بل هي ملتقى للجميع سواء طلاب او محاضرين أو أكاديميين، وتعتبر وجه لأغلب سكان الحي كونها المكتبة الوحيدة الموجودة في المنطقة.

وبين الطالب معاذ الفراني أحد الرواد الدائمين للمكتبة أنه كان طالبا لدى الدكتور عبد الحميد، وأنه أحد سكان المنطقة وعندما علم بوجودها أصبح يرتادها بشكل يومي لحبه للمطالعة وشغفه للقراءة.

وفي سياق ذلك قال معاذ: القراءة شيء جميل فهي تثقف الإنسان وتجعله مدركا لما حوله، فبالإضافة للكتب المنهجية الجامعية، لابد من تخصيص وقت لقراءة كتب أخرى وتعلم ما هو جديد.

وأشار إلى أن القراءة والمطالعة تزيد من ثقتك بنفسك وتجعلك تدرك ما يدور حولك، وتنفعك بالتعامل مع الأخرين، كما ووجه رسالة ودعوة للجميع لمطالعة الكتب والتنويع فيها لتصبح مثقفا واعيا في المجتمع.

وفي نهاية لقائنا مع الدكتور عبد الحميد ناشد الجهات المعنية ووزارة الثقافة وغيرها، من أجل الوقوف لجانبه ودعمه بتطوير مكتبته وتزويدها بالكتب، مبينا أنه بسبب الحصار على قطاع غزة لا يستطيع جمع الكتب وتداولها.

كما وطالب الجهات المعنية بمساعدته بتوفير بدل ايجار للمكتبة فهو ينفق عليها من جيبه الخاص.

تصميم وتطوير