"إبراهيم برناط " ينشر وصيته عبر وطن ويقول للفصائل: تصالحوا قبل أن أموت

09.06.2019 01:36 PM

وطن- ريم أبو لبن : "أمنيتي .. تصالحوا قبل أن أموت، ولكم وللقدس ألف سلام". هذا ما تمناه الناشط الفلسطيني إبراهيم برناط عبر وطن، ومن خلال وصية خطها بيده بعد مرور 12 عاما على الانقسام الفلسطيني الداخلي، لاسيما وأنه قد أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام أمام سفارة فلسطين في باريس، تنديدا بتراجع آفاق تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.

وبحسب ما ذكر برناط، فإن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي سيطلقون خلال الساعات القادمة وسماً (هاشتاج) كتأييد للإضراب، ويحمل ذاك الوسم جملة مفادها ( تصالحوا_ قبل_ما_يموت).

يذكر أن الجهات الرسمية المصرية أعلنت بدورها بأن مصر تتحرك باتجاه توجيه دعوات للفصائل الفلسطينية لإحياء ملف المصالحة الوطنية، وذلك دون تحديد أي موعد لذلك، سواء بتوجيه دعوات أو لعقد لقاءات في مصر. فهل ستتم المصالحة قبل أن يموت برناط ومن يحمل نفس الأمنية؟

ويأتي هذا التحرك الفردي في ظل دعوات للتحرك الشعبي داخل المجتمع الفلسطيني ولمواجهة الخطة الأمريكية الاسرائيلية القاضية لتصفية القضية الفلسطينية، عبر تمرير ما تسمى " صفقة القرن"، وبضم أجزاء من الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية، فيما يتم الحضير الآن لمشاركة بعض الدول العربية في مؤتمر البحرين الاقتصادي والمزمع عقده في الخامس والعشرين من هذا الشهر في العاصمة البحرينية "المنامة"، والداعي لتمرير الصفقة.

وقال الناشط برناط لوكالة وطن: "قررت الاعتصام والإضراب المفتوح عن الطعام بدءا من الإثنين، فإن لم يستجب أحد لي كمواطن فلسطيني في الغربة، سوف أمتنع عن تناول الماء بشكل كامل، مما سيكلفني هذا حياتي".

أضاف : "كتبت وصيتي قبل الإضراب وهي بين أيديكم، ومضمونها بأن لا يتم دفن جثتي إلا بإنهاء الانقسام".

واستكمل حديثه : "سأباشر بعمل اتصالات مع نشطاء في الداخل الفلسطيني وفي الخارج، ومع جميع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، وذلك لحشد التأييد لاعتباره أحد اساليب المقاومة، ولكي يحملو أمنيتي قبل أن أموت".

وعن نية الاضراب، قال: "بعد قناعات أصبحنا على يقين بأن طرفي الصراع (فتح وحماس) لم يبذلوا مجهوداً للمصالحة، فقد اتخذت قرار الاضراب على عاتقي الشخصي وعلها تكون شرارة ضد الانقسام، وصحوة لبعض الضمائر النائمة".

لم يكتف الناشط ابراهيم برناط (36عاماً) ابن قرية بلعين والمعروفة بصمود أهلها وبمواجهة المحتل، من الدفاع عن القضية الفلسطينية وبشتى الطرق، فتارة يرفع العلم الفلسطيني في شوارع فرنسا، وتارة يتم احتجازه لساعات نتيجة ذاك الفعل، لما به تقييد للحرية والتعبير.

 

قبل 10 سنوات أصيب برناط بثلاث رصاصات من قبل قوات الاحتلال و كادت أن تودي بحياته، إلا انه عاد للحياة مجدداً حسب ما ذكر لوطن.

قال : " في ذاك الوقت اعتقد العدو بأني سأموت، واليوم استذكر تلك الحادثة بالتزامن مع قراري اعلان الاضراب المفتوح عن الطعام، وبعدم شرب الماء في حال لم تتم الاستجابة".

وكأحد أنواع المقاومة السلمية، فقد عمد برناط ومنذ عام 2002 على تجميع أدوات الموت الإسرائيلية التي يستخدمها جنود الاحتلال في قمع المتظاهرين في قرية بلعين، ووضعها في قوالب وألواح فنية وهي تضم قنابل صوت وقنابل غاز ورصاصا حيا ومعدنيا وقذائف دبابات.

فيما كانت تلك اللوحات تعرض في معارض فلسطينية وخارجية، وكانت تبدو تلك المعارض كثكنات عسكرية ويغيب عنها الجنود.

وجاء في الوصية التي خطها الناشط ابراهيم برناط وحصلت وطن على نسخة منها وتحمل عنوان : وصيتي أمانة في اعناقكم:

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبدالله المصطفى الأمين وعلى آل بيته وأصحابه المنتجين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

لن ارهقكم بوصيتي بعد استشهادي وأحاول أن أجد عذراً لكم لكثرة ما أتمناه ليس لي على الصعيد الشخصي بل من أجل وطني الذي أحببته بكل إخلاص، فسامحوني على ما بدر مني في حياتي من إساءة أو نزوة هنا أو هناك ، أيام كما تعلمون تفصلني عن الإضراب المفتوح عن الطعام والتوقف عن شرب الماء أيضاً ولا أعلم متى سيكون اللقاء لقاء الأحبة لقاء الشهداء ...
اليوم أوصيكم بفلسطين ارضاً وشعباً من البحر إلى النهر وبكل ذرة تراب فيها وبأطفالها وشيوخها وفقرائها بجرحاها بأمنها وأمانها .
أوصيكم بوصية الشهداء قبل وصيتي
أوصيكم بأمي وبأهلي وأحبتي
أوصيكم أن تبحثوا عن سبب استشهادي وتكملوا المشوار
أوصيكم بعدم تبني استشهادي من أي فصيل او حزب أو حركة فأنا مواطن قدمت روحي للوطن .
أوصيكم الآن وأنا أسير إلى حتمي أن لا تجعلوا من اسمي رقماً ولا تمجدوني بعد موتي بل أوصيكم بالعودة لحضن الوطن أوصيكم بالحرية والدفاع المقدس عن فلسطين
أوصيكم بعدم دفن جثتي قبل تحقيق المصالحة التي من أجلها استشهدت
أوصيكم بالتبرع بكل أعضاء جسدي لأي مريض أو محتاج مهما كان عرقه أو دينه أو بلده ...
أوصيكم بالتبرع بنصف تركتي للفقراء والمحتاجين وأن تجعلوا بيتي حاضنه لمن هدم بيته وشرد قهراً وقصرا
سلاماً على فلسطين بكل من فيها وسلاماً على من يحبون الوطن حباً عظيماً بلا خوف وسلاماً على أرواح الشهداء ومن سار على دربهم وسلاماً على أرواح اوجعتها الجراح ... ابنكم المحب لكم إبراهيم برناط ... لكم وللقدس ألف سلام

تصميم وتطوير