فياض يجدد دعوته لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية

19.12.2012 04:38 PM
رام الله - وطن:أكد رئيسُ الوزراء الدكتور سلام فياض على أن الحكومة وهي في حالة انعقادٍ دائم تعملُ بأقصى ما لديها من قدرة لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة، وبلورة السبل الكفيلة بمواجهة القرصنة الإسرائيلية على أموال شعبنا الفلسطيني، وقال: "أُدرك تماماً أن الموضوع الذي يشغل بالَكم جميعا،ً هو تداعيات العدوان والقرصنة الإسرائيلية على أموال شعبنا الفلسطيني، وما ترتب عليه من تأخير في دفع رواتب الموظفين وغيرها من الاستحقاقات"، وشدد على أن هذا العدوان يطالُ لقمةَ عيش المواطنين وحقهم في الحياة، كما أنه يقوضُ قدرةَ السلطة الوطنية على القيام بمسؤولياتها، بل، وقدرة َالمجتمع برمته على الصمود وحماية مشروعنا الوطني.

ورداً على حجز أموال شعبنا واستهداف لقمة عيش المواطنين، جدد فياض دعوته إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والإحجام طوعاً عن شراء المنتج الإسرائيلي، وخاصةً الذي له بديل وطنيّ، وأشار إلى أن الحكومةُ تواصلُ دراسة كيفية تحويل هذه المقاطعة الشعبية إلى مقاطعةٍ إلزاميةٍ، في حال استمرار الحجز، والعجز أو الصمت الدولي إزاءه. ودعا المنتجين والتجار لمراعاة الأوضاع الصعبة للمواطنين، والحرص على جودة المُنتج الوطني وبأسعارٍ معقولة، كي يكونَ بالفعل بديلاً يُشجع المواطنين على الانخراط في هذه الحملة، وبما يدعم المنتج الوطني.

ودعا رئيس الوزراء البنوك لإبداء أكبرَ قسطٍ مُمكنٍ من المرونة تجاه الموظفين، كما سبق وفعلت في عام 2006، عندما رفعت سقوف الإقراض للموظفين وبدرجةٍ كبيرة، حيث ساهمت السلطة الوطنية بعد انفراج الأزمة المالية في تغطية تكلفة الفوائد، كما دعاها إلى إبداء المرونة إزاء منح السلطة الوطنية المزيد من التسهيلات بضمان ما يرد خاصةً من المساعدات العربية لكي تقوم، ولو بصورةٍ جزئيةٍ، بدفع رواتب الموظفين، وقال: "لقد سبق وأن واجهتنا صعوباتٌ تمكَّنا من تجاوزها كلياً أو جزئياً بفعل تضافر جهود الجميع، بما في ذلك البنوك".

جاء ذلك خلال الحديث الإذاعي الذي أفرده رئيس الوزراء، اليوم الأربعاء، للحديث عن يوم المعلم الفلسطيني الذي يأتي هذا العام والمعلمون لم يتقاضوا بعد رواتبَهم، حيث أكد على أن السلطة الوطنية تدرك حجمَ المعاناة والضائقة المُترتبة على ذلك، بما فيها عدم قدرة بعضهم على الوصول إلى مدارسهم، مُعرباً عن ثقته بأن المعلمين وجميع الموظفين يميزون بين حقهم المكفول بالاحتجاج والإضراب، وبين أن يتحول العقاب الجماعيّ الإسرائيليّ لشعبنا وقيادته إلى أداةٍ إضافيةٍ نعاقبُ بها أنفسنا.

ودعا رئيس الوزراء المُعلمين القادرين على الوصول إلى مدارسهم بأن يستمروا في تأدية رسالتهم النبيلة باعتبار ذلك جزءاً من رفض سياسات الاحتلال وممارساته، ودعا القادرين على التطوع، وخاصةً طلبة الجامعات، لتغطية النقص الناجم عن عدم تمكن بعض المعلمين من الوصول لمدارسهم، وقال: "مدارسنا يجب أن تبقى مفتوحة لتقوم بدورها في بناء قادة المستقبل، وجميعكم يعلم أن التعليم كان دوماً وسيظلُ الرافعة الأهم لتعزيز صمود شعبنا".

وأكد أن في تجربة شعبنا ومؤسساته التعليمية في حماية الحق في التعليم من خلال ما عُرف بالتعليم الشعبي إبّان الانتفاضة الأولى ما يكفي من الدروس التي نفخرُ بها ونتعلمُ منها.

وأكد فياض على أن رسالة المعلم الفلسطيني النبيلة كانت وستظل مُلهمةً وموضع احترام الشعب الفلسطيني برمته، وقال: "لقد حمل المعلمون دوماً رسالة الأمل لتغيير الواقع نحو الأفضل، وساهموا مع باقي مكونات المجتمع في صون الهوية والثقافة الوطنية، وتعزيز قدرة شعبنا على الصمود، وحملوا إصراره على التعلم والتعليم للنهوض من ركام النكبة، وكردٍ طبيعيّ ومُباشر على الاحتلال، ونجحوا في إعداد أجيال تتحدى الاحتلال وممارساته مُتسلحة بإرادة العلم والمعرفة، لا بل وبإرادة الأمل والتغيير".

وأشار رئيس الوزراء إلى أن السلطة الوطنية وضعت مُحدداتٍ ومعايير للنهوض بواقع التعليم، وتطوير مخرجاته وفق احتياجات المجتمع، وبما يساهم في تهيئة الإنسان الفلسطيني وقدرته على الانخراط بكفاءة في الإبداع والتنمية والمعرفة، وبما يتطلبه ذلك من تطوير البنية التحتية لقطاع التعليم خاصةً في القدس والمناطق المُسماة (ج)، بالإضافة إلى قطاع غزة.

واعتبر فياض أن تطوير أداء وفعالية المؤسسات التعليمية وتطوير قدرات المعلمين يُشكلُ ركناً أساسياً في عمل السلطة الوطنية لمواكبة تحديات بناء اقتصاد ومجتمع المعرفة، حيث وصل معدلُ الالتحاق الصافي بالتعليم الأساسيّ على المستوى الوطنيّ إلى 92.4%. كما أن نظامُ الثانوية العامة الذي سيُعمل به بحلول العام الدراسيّ القادم سيُثري الخيارات المطروحة أمام الطلبة، وقال: "هذه خطوات هامة نُراكم عليها نحو ما نتطلعُ إليه رغم التحديات التي تواجهُنا"، وشدد رئيس الوزراء على أن التحدي الأكبر يظلُ مُتمثلاً في النهوض بالتعليم وحماية المنهاج الفلسطيني في القدس المحتلة، ومواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تغييره، وما يستدعيه ذلك من توحيد جهود كافة المؤسسات الرسمية والأهلية العاملة في قطاع التربية والتعليم في القدس المحتلة، وقال: "حماية منهاجنا الوطني تمثل مكوناً أساسياً في صون الثقافة الوطنية وتعزيز قدرة شعبنا في القدس على الصمود ومواجهة مخططات عزل المدينة."

وحيا فياض جميع المعلمين والمعلمات، والمربين والمربيات، من العاملين والمتطوعين، لإصرارهم على حماية الرسالة النبيلة التي يحملونها، وقال: "إن الوفاء للعطاء الكبير الذي تقدمونه يضعنا جميعاً أمام مسؤولياتٍ إضافية للوصول بخدماتنا التربوية والتعليمية إلى كافة أرجاء دولة فلسطين المحتلة، وعاصمتها القدس، ومواصلة العمل لبناء الإنسان الكفؤ والقادر على التحول إلى عنصرٍ منتج وفاعل في عملية البناء الديموقراطيّ والتحرر الوطنيّ".

ووجه رئيس الوزراء في ختام حديثه كلمة للمعلمين والمعلمات قائلاً: "حقوقكم مكفولة، وثقتي بكم أكيدة، وإني على ثقة بقدرة شعبنا على تجاوز الأزمة التي تواجهنا حالياً، كما تجاوزنا غيرها دوماً".
تصميم وتطوير