نتنياهو يتهرب من تحديد موعد للتحقيق معه في الشبهات ضده

01.01.2017 01:19 PM

القدس- وطن: تحاول شرطة الاحتلال منذ عدة أيام تنسيق موعد للتحقيق مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، دون ان تنجح.

وقالت صحيفة "هآرتس" إن المحققون يطلبون التقاء نتنياهو لفترة معقولة، تتيح لهم طرح الشبهات ضده والحصول على رد مبدئي بشأنها، لكن مكتب رئيس الحكومة لا ينجح بتنسيق الموعد حتى اليوم. وقالت شرطة الاحتلال انه اذا كان التحقيق الاول اقصر من المطلوب، فلن تتمكن من اطلاع رئيس الحكومة على كل الشبهات ضده.

في هذه الأثناء تستعد الشرطة للتحقيق مع نتنياهو والذي سيتركز في هذه المرحلة حول حصول نتنياهو وافراد اسرته على هدايا ورشاوى. وقد طرأ في الأسابيع الأخيرة تطور ملموس في هذه القضية. ولكن هناك قضية اخرى تعتبر اشد خطورة ومطروحة على طاولة المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، منذ عدة اشهر. وتأمل الشرطة ان يسفر التحقيق مع نتنياهو عن معلومات تسلط الأضواء على القضية الخطيرة.

وقام المحققون مؤخرا، بجباية افادات في الخارج، ايضا، من بينهم شهود ادلوا بإفاداتهم في الماضي في اسرائيل. لكن الشرطة رفضت التأكيد بأن احد هؤلاء الشهود هو رجل الأعمال رون لاودر، لكن افادته تعتبر ملموسة وسلطت مؤخرا اضواء اخرى على القضية. وعلمت "هآرتس" ان لاودر اكد قيامه بتقديم رشاوى لنتنياهو واسرته، من بينها بدلة لنتنياهو شخصيا، وضيافة لابنه يئير في الخارج. وحسب ادعاء لاودر فقد تم تقديمها كهدايا بين اصدقاء، وكجزء من العلاقة الطويلة  بينهما. مع ذلك، تعتقد الشرطة ان قيمة الرشاوى اكبر بكثير مما تحدث عنه لاودر. ونشر موقع "واللا" مساء امس، ان رجلي اعمال اكدا قيامهما بمنح هدايا لرئيس الحكومة وابنه يئير في عدة مناسبات.

وفي اطار استعدادات الشرطة للتحقيق مع نتنياهو تم تشكيل طاقم تحقيق يعالج القضيتين، ويتولى تركيز التحقيق المحقق مومي مشولام، رئيس قسم التحقيق القطري في الغش والخداع. وسيتولى مشولام التحقيق مع نتنياهو، سوية مع قائد القسم كورش برانور، فيما تستعد الشرطة لتجنيد محققين آخرين من وحدات أخرى في لاهف 433، في حال تقرر فصل التحقيق في القضيتين.

وتكتب "يديعوت احرونوت" في هذا السياق انه في 12 كانون اول، توجه المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وطلب منه تحديد موعد للتحقيق في القضية التي بدأت الشرطة بفحصها قبل عدة اشهر. ورد رئيس الحكومة بأنه مسافر الى اذربيجان كازخستان، ومع عودته سينسق موعدا للتحقيق. ولكن خلال تواجده في الخارج، تسلمت الشرطة معلومات جديدة ودرامية، وفي اعقابها قرر المستشار تأجيل التحقيق، الى ان يتم فحص المواد بعمق. وقبل خمسة ايام توجه مندلبليت مرة اخرى الى رئيس الحكومة طالبا تحديد موعد للتحقيق تحت طائلة الانذار، في ما يعرف باسم "ملف 1.000"، ومنذ ذلك الوقت تنتظر الشرطة عثور رئيس الحكومة على وقت ملائم للتحقيق.

وفي اطار فحص الشبهات ضد نتنياهو، تم التحقيق في الاشهر الاخيرة مع 50 شاهدا، ومسح مئات الوثائق واجراء تحقيقات غير رسمية في الخارج من قبل رجال قسم التحقيقات في الشرطة ورجال النيابة. وكما يبدو فان احدى تلك الافادات هي التي حققت الاختراق وجعلت المستشار القانوني مندلبليت، والنائب العام، شاي نيتسان، يقرران الانتقال من "الفحص" الى التحقيق.

وتشير الصحيفة الى ان رجل الاعمال اليهودي الامريكي رون لاودر كان من بين الشخصيات التي طلب منها تقديم افادة، وقد فعل ذلك خلال تواجده في البلاد للمشاركة في جنازة شمعون بيرس. وقالت محاميته، امس، انه بناء على طلب الشرطة ادلى لاودر بافادة قصيرة في 28 ايلول، ولم يتم التحقيق معه تحت طائلة الانذار، ومنذ ذلك الوقت لم يطلب منه تقديم افادة اخرى.

بيان مندلبليت بشأن قرار التحقيق مع نتنياهو سيصدر للجمهور فقط بعد جلوس نتنياهو امام المحققين. بكلمات اخرى، سيطلع رئيس حكومة الاحتلال على الشبهات العينية ضده خلال التحقيق معه فقط، وهي خطوة تهدف الى منع تشويش التحقيق واعداد رواية مسبقة وتنسيق افادات.

كما تخشى الشرطة قيام نتنياهو بتنسيق الافادة مع ابنه يئير، الذي يتوقع ان يطلب منه ايضا، تقديم افادة. ولو لم يكن المقصود رئيس الحكومة، لربما كانت الشرطة قد منعته من الحديث مع ابنه حتى انتهاء التحقيق. ولكن لا يمكن طلب ذلك من نتنياهو بسبب مكانته، ولذلك يجري فحص امكانية جباية الافادات من ابناء عائلة نتنياهو اثناء خضوعه هو للتحقيق.

ولا تريد الشرطة لهذا التحقيق ان يمتد لعدة ايام ويهمها الحصول على رواية نتنياهو بشكل مركز قدر الامكان. ولذلك تستعد الشرطة لامكانية اجراء التحقيق خلال ساعات غير اعتيادية، وتأخذ في الاعتبار ان التحقيق سيجري في "الملعب البيتي" لنتنياهو – منزل رئيس الحكومة الرسمي في شارع بلفور وليس في غرفة التحقيق في الشرطة.

ومن اجل تنجيع التحقيق سيتم خلاله اطلاع غرفة الطوارئ في شرطة لاهف تدريجيا على نتائج التحقيق، لكي يتم متابعته وتوجيه المحققين لطرح اسئلة اضافية تشتق مما وصل من معلومات.

في هذه الاثناء تسمع في الشرطة ادعاءات بأن المستشار القانوني للحكومة راكم مصاعب امام التحقيق ولجأ الى المماطلة قبل قراره فتح التحقيق. كما تتذمر الشرطة من قيام مندلبليت بإلغاء قسم كبير من المواد التي تم جمعها خلال الاسابيع الاخيرة في اطار الفحص.

وحسب تقرير نشره قسم الاخبار في القناة العاشرة، فقد تسلمت الشرطة قبل ثلاثة أسابيع معلومات ملموسة من عدة شهود، احدهم من المقربين جدا من نتنياهو. كما افادت القناة ان الشرطة لم تجند أي شاهد ملكي في القضية.

وفي تعقيبه على النشر عن هذا الموضوع قال ديوان رئيس الحكومة ان "كل القضايا اتضح بانها واهية، وهكذا سيتضح في الادعاءات التي تنشر في وسائل الاعلام حاليا. "نكرر انه لن يكون شيء، لأنه لا يوجد شيء".

تصميم وتطوير