بين اعادة احتلال تدمر وتفجير الكنيسة- كتب:حمدي فراج

12.12.2016 09:29 AM

عادت داعش بعدد و عديد واحتلت مدينة تدمر بعد اكثر من ستة اشهر على طردهم منها ، وهي مدة قياسية مقياسا بأي مدينة يتم احتلالها واعادة تحريرها، او يتم تحريرها واعادة احتلالها ، فمسألة التحرير والاحتلال اصبحت ملتبسة على جماهير هذه الامة العربية وامتدادها الاسلامي، فترى وسائلها الاعلامية منقسمة بين سعيد وحزين، مرحب ومندد ، دون ان نفهم اهمية المدينة استراتيجيا ، كما لو انها دمشق كعاصمة سياسية ، او حلب كعاصمة اقتصادية حدودية من خلالها يتم فتح خطوط الامداد العتادي والغذائي "للثوار" و المسلحين والمعارضة المعتدلة، او القدس التي لا يختلف احد على ان اسرائيل قامت باحتلالها قبل خمسين سنة .

هي – تدمر- مدينة صحراية صغيرة تنحصر اهميتها في تاريخانيتها واثريتها ومعابدها و معالمها واعمدتها . هل تكون داعش قد اعادت احتلالها لاسباب عقائدية ، كي تعيد تحطيم اصنامها بعد ان قام النظام بترميمها ؟ واذا كانت تدمر بمثل هذه الاهمية فماذا عن كنيسة مصرية يتم استهدافها في مثل هذه الايام المقدسة مسيحيا واسلاميا ، حيث تمت الاحتفالات بمولد الرسول محمد ، وتجري الاستعدادات للاحتفالات بمولد السيد المسيح . قد يقولون انهم بذلك انما يضربون عصفورين بحجر واحد ، عصفور احراج النظام السياسي المصري الذي بدأت مؤخرا انحيازاته الواضحة مع النظام السوري ، وكما قال محلل سعودي ان الامور في مصر انكشفت على حقيقتها ولم يعد بالامكان اخفاءها خاصة بعد زيارة مدير المخابرات السوري علي المملوك الى القاهره ومكوثه فيها ستة ايام . اما العصفور الثاني ، فهو ضرب الكفار في عقر كفرهم ، تذكرون مجزرة العار التي ذبحت فيها داعش واحد وعشرين عاملا مصريا في ليبيا ، كانت جريرتهم الوحيدة انهم مسيحيون ، ووصل الامر بالفاشية الوليدة التي لم نشهد لها مثيلا من قبل ان يتم ابعاد الرؤوس عن جثثها و بعثرتها لكي يصعب التعرف على اي جثة يتبع هذا الرأس .

قبل ايام ، عندما استهدف نتنياهو آذان القدس ، خرج المسيحيون يعلنون انهم سيؤذنون ويكبرون من كنائسهم ، فهل هكذا يكون رد المسلمين عليهم ؟ هل هكذا علم الاسلام ان تقابل الحسنة بالسيئة ، بل بأبشع انواع الجرائم الجبانة التي تستهدف المصلين في دور عبادتهم . عندما استهدف الضابط الصهيوني الراب باروخ غولدشتاين المصلين في الحرم الابراهيمي قبل اكثر من اثنتين وعشرين سنة ، وسفك برشاشته حياة تسع وثلاثين مصليا ، قال اسحق رابين الذي كان رئيسا للوزراء انذاك ، انه شعر بالعار مرتين ازاء تلك المجزرة ، مرة لان المنفذ يهودي ، ومرة أخرى لانه ضابط في الجيش . لكن بعدها تم تقسيم الحرم واغتيل رابين .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير