بالفيديو..."ستائر العتمة"..فيلم فلسطيني يكشف أساليب التحقيق والتعذيب في سجون الاحتلال

24.08.2015 10:02 PM

وطن – زهران معالي:استطاع المخرج الفلسطيني محمد الكرمي ان يرصد الانتهاكات الإجرامية بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وأساليب التحقيق والتعذيب في الزنازين وذلك في الفيلم السينمائي الأول والأضخم من نوعه في فلسطين "ستائر العتمة".

ولخّص الفيلم والذي عرض مساء الاثنين بقصر رام الله الثقافي بحضور رسمي وشعبي واسع، في (71) دقيقة معظم الخروقات والانتهاكات الوحشية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق المعتقلين الفلسطينين.

ويمثل الفيلم نتاجا مرئيا لرواية ستائر العتمة التي قدمت بجزئين خلال السنوات السابقة للأديب والأسير المحرر وليد الهودلي، الذي أوضح لـوطن أن الرواية موسعة أكثر ومفصلة باعتبارها لغة القلم والأدب في حين شكل الفيلم لغة الصورة، إلا أن القواعد الأساسية الموجودة في الرواية متوفرة أيضا في الفيلم وحمل كلاهما ذات الرسالة الداعية للتوعية الأمنية.

ويشير الهودلي إلى أن الرسالة التي يقدمها الفيلم مساهمة مهمة وخطوة على طريق التوعية الأمنية ومعرفة الجيل الصاعد في الأوضاع التي تجري بسجون الاحتلال خاصة فترة التحقيق ومرور المعتقل بالزنازين، وماذا يجري هناك في ستائر من العتمة كثيفة جدا، مؤكدا لابد من فضح جرائم الاحتلال وأساليبه الخبيثة التي يستخدمها ضد الأسرى.

ويوضح أن رواية "ستائر العتمة" تأتي في سياق كشف ما يجري خلف ستائر العتمة التي مر بها مئات الألاف من الأسرى الفلسطينييين والعرب.

وينوه إلى أن مشاهد الفيلم تم تصويرها في نفس الزنازين التي كان يعذب بها الأسرى وما كان يجري بها من أساليب تحقيق وأساليب مخابرات إسرائيلية وطرق تعذيب وحشية جدا حيث تم تصوير أهم ما فيها في سجن الفارعة.

وجسد الفيلم صراع الإرادات ونضالات الأسرى في مقاومة الاحتلال وجسد الفيلم صراع الإرادات ونضالات الأسرى في مقاومة الاحتلال وإجراءاته القمعية في الزنازين وغرف التحقيق وما يتعرض له الأسرى من سياسات للإيقاع بهم ما يعرف "بالعصافير".

بدوره، يشير الكرمي مخرج ستائر العتمة إلى أن موضوع الأسرى قضية حيوية وحساسة جدا في المجتمع الفلسطيني بشكل خاص لا سيما أنه لا يوجد بيت إلا وفيه ابن أو أخ أو زوج أو أب تعرض للاعتقالات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ويوضح أنه هناك إبداعات في الصمود وصراع الإرادات كما ذكر في الفيلم الذي ركز على صراع الإرادات وموضوع البعد الإنساني كالطفلة عبير اسكافي التي كان الاحتلال سببا في وفاتها من خلال إصابتها بانهيار عصبي نتيجة منعها من مشاهدة والدها، حيث كانت محطة مهمة جدا كبعد إنساني.

وعن الحضور، يقول الكرمي "لم أتوقع أن يكون الحضور بهذا الحجم وهذا الكم امتلأت القاعة وخارجها، ردت الفعل من قبل الحضور تؤكد أن رسالة الفيلم وصلت".

ويشير رئيس هيئة الأسرى والمحررين عيسى قراقع إلى أن الفيلم تحدث عن جرائم التحقيق والتعذيب التي تمارسها المخابرات الإسرائيلية بحق المعتقلين كجرائم حرب وضد الإنسانية بما يخالف القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية والتي ما زالت مستمرة بحق المعتقلين داخل السجون.

ويؤكد أن الفيلم يهدف للتوثيق وإرسال رسالة للعالم بأن تتحرك لوقف الجرائم المخالفة للمعايير الدولية ورسالة للإسراع أكثر لوضع جرائم التعذيب كجرائم حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية كحق للشعب الفلسطيني والضحايا الذين سقطوا بسبب التعذيب.

ويرى الأسير المحرر الذي أمضى 20 عاماً في سجون الاحتلال عصمت منصور أن الفيلم استطاع أن يخلق نقلة نوعية في توثيق تجربة الأسرى وكذلك حمل رسائل للمناضلين المستقبليين عن تجربية التحقيق وأساليبه وظروفه التي يمر بها الأسير، حيث حمل جانبا توثيقيا وتوعويا أيضا ونشر رسائل للأسرى المستقبلين في ظل أي مواجهة مع الاحتلال.

ومن المقرر أن يعرض الفيلم في مختلف محافظات الوطن تباعا، تحت إشراف ورعاية هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
ورواية "ستائر العتمة" يتحدث فيها الهودلي عن رحلة اعتقاله كاشفا فيها أساليب المخابرات الإسرائيلية في التحقيق والإيقاع بالأسرى.

ويستعرض الهودلي في روايته "ستائر العتمة" التي تتضمن 177 صفحة حياة الاعتقال من اللحظة الأولى التي يتم إلقاء القبض فيها على الأسير إلى أن يبدأ التحقيق متطرقا إلى الأساليب المدروسة التي يستخدمها المحققين.

ويشير إلى حالة المد والجزر في  أقبية التحقيق والترهيب والتخويف والترغيب والإرهاق النفسي التي تحاول إيصال مخابرات الاحتلال الأسير إلى حالة الارتهال النفسي والاعتراف التلقائي أثناء تغييب العقل.

وتتناول الرواية خمسة فصول حيث يتحدث الكاتب في الفصل الأول عن بداية التحقيق الذي يكون روتينيا معنوناً اياه بـ"تقلبات الزنزانة" أما الفصل الثاني ففيه يذكر مقالب التحقيق والثالث يشير إلى العودة مرة أخرى للزنزانة والألم النفسي التي يحاول الاحتلال إدخالها على السجين ..أما في الفصل الرابع يشير إلى الإغراءات والعروض والترغيب من قبل المخابرات بعنوان "صفقة مغرية" وفي الفصل الخامس والأخير يتحدث عن العودة للزنزانة وشرك عملاء السجن "العصافير".

تصميم وتطوير