"الجهاد الإسلامي": "داعش" عاجز أمامنا

21.07.2015 09:04 PM

وطن - وكالات: هي المرة الأولى التي يستهدف فيها تنظيم "داعش" "حركة الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة. واذا كان التنظيم قد استهدف سابقا حركة "حماس" في القطاع، الا انها أيضا المرة الأولى التي يتم فيها الاستهداف على هذا النطاق، مع تفجير خمس سيارات لقياديين ولكوادر من "حماس" و"الجهاد"، ثلاث منها وجهت الى "حماس"، واثنتان الى "الجهاد".

أوصل "داعش" رسائل واضحة الى الحركتين، وجاءت تحت عناوين متعددة، تارة "التفريط بالحكم الإسلامي في غزة"، وتارة أخرى "خدمة مشاريع خارجية"، من دون ان تغيب تهمة التخوين في الصراع مع العدو الإسرائيلي.

وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها "داعش" حركة "الجهاد" التي تشير بكثير من الريبة الى ما حصل، مشيرة الى ان تيارات تعمل تحت عنوان "السلفية الجهادية" تقف وراءه، بمساعدة اطراف استخبارية تريد استهداف المقاومة في غزة، وهي جهات تضم العدو الإسرائيلي مثلما تضم أطرافا إقليمية تريد العبث بالساحة الفلسطينية.

ولا تستغرب الحركة استهداف قياديين مقاومين على الساحة الفلسطينية، بعد ان حقق مشروع المقاومة انتصارات لافتة للنظر على العدو في السنوات الأخيرة، حتى بات معه هذا العدو عاجزا امام حركة المقاومة في غزة التي ارست إرادة صمود بوجهه في الميادين الثلاثة للمواجهات الأخيرة كما حصل في مواجهات الأعوام 2008، 2012 و2014، حسب الحركة.

وتضع "الجهاد" هذا الاستهداف، ونشوء الظاهرة السلفية الأخيرة، في ذلك الاطار الشامل الذي شهد بروز تلك الظاهرة، "داعش" تحديدا، في العراق ومن ثم سوريا في شكل رئيسي، وانشاء هذا التنظيم لخلاياه في اكثر من منطقة عربية، كما هو الحال في مصر واليمن وأخيرا في غزة، وغيرها من المناطق..

وتعتبر الحركة ان المطلوب اليوم هو ضرب كل مكامن القوة لدى الامة العربية والإسلامية، وعلى رأسها المقاومة والقوى الداعمة لها. كما ان المطلوب "استهداف البنى الاجتماعية والثقافية وفي ركائزها الحركة الإسلامية التي كانت تشكل اجماعا بمواجهة عدو الامة".
ولكن كيف تمكن مجابهة تلك الظاهرة الخطيرة؟

تشدد "الجهاد" على ان الظلم الاجتماعي دفع باتجاه استغلال الحركات السلفية لقواعد شعبية مهمشة، ومن الضروري نفي ذلك الظلم، مثلما يجب على علماء ومفكري الامة ان يؤدوا دورا مسؤولا في تنقية الوعي الخاطئ لدى تلك البيئة الحاضنة لتلك الظواهر. كما يجب، في موازاة ذلك، مواجهة عنف تلك الحركات اذا ما استعملت العنف سبيلا لسيطرتها.

وبالنسبة الى "الجهاد"، فإن تلك الحركات، ومنها "داعش"، وبرغم انها تتوسع وتستقطب الشباب، الا انها لا تزال عاجزة عن التحول الى حركة "مُستقطبة" في غزة، وهي ستكون عاجزة عن التوسع الأكبر وستتم محاصرتها، شعبيا، كما من قبل المقاومة في غزة، لعدم السماح لها بالعبث في ساحة المقاومة بما يخدم العدو.

وعلى الصعيد الإقليمي، فإن الغرب، قد حقق غايته في نشوء تلك الظاهرة، وتمكن من نقل الساحة الإسلامية الى واقع مذهبي تقسيمي حاد، كما الى واقع عرقي وقومي، وهو يريد اليوم إعادة ترتيب المنطقة وفق أولوياته بعد ان تمكن من فرض واقع تقسيمي على العرب والمسلمين، بما يضر بحركات المقاومة ويفيد إسرائيل، حسب الحركة.
وترى "الجهاد" ان الهجمة الاقتصادية على المنطقة قد بدأت فعليا عبر الهجمة على الاستثمار في ايران، في مرحلة هي غيرها في المستقبل عنها في ما قبل الاتفاق النووي الأميركي ـ الإيراني، اذ ان المنطقة مقبلة على استقرار نسبي، وتخفيف لحدة الاستقطاب المذهبي، وسمتها انشغال خليجي مقبل في الانفتاح على إيران، وليس الصراع معها.

أما لبنان، فإنه سيستفيد بطبيعة الحال من الواقع المقبل المتحسن، وسيشهد استقرارا وتفاهما سياسيا يطبعان المرحلة، لكن ذلك لا يعني ان نية العبث بالواقع الفلسطيني ومحاولة استخدامه على الساحة اللبنانية، ليسا مطروحين على الطاولة. إذ ان محاولات شطب حق العودة تتم عبر بوابتين، الأولى بواسطة وقف مساعدات "الأونروا" الى الشعب الفلسطيني، لتحميل لبنان تبعات إقامة اللاجئين الفلسطينيين فيه، لكي يتخذوا صفة اللاجئين الدوليين عبر احالتهم الى دائرة اللاجئين في الأمم المتحدة، غير الخاصين بالقضية الفلسطينية.

أما البوابة الثانية، فعنوانها إخراج واقع المخيمات عن دوره في الإيلاء المؤقت للنازحين، وبالتالي محاولة استعمال تلك المخيمات أداة في ضرب الوجود الفلسطيني ومواجهة الداخل اللبناني.

تصميم وتطوير