منظومة الطاقة المتجددة... "الشمس المحجوبة " بظل البيروقراطية وغياب الانظمة والمعايير

13.06.2021 10:28 AM

وطن للانباء : تسعى منظومة الطاقة المتجدّدة في فلسطين إلى الظهور، وكلّمات حاولت الظهور؛ حاصرها ظلام يجثم عليها، لكنها سرعان ما تحاول النهوض، وعلى هذا النحو؛ تُعيد هذه المنظومة إنتاج نفسها.

في فلسطين؛ تُشرق الشمس آملةً باستغلال أشّعتها المُتضامنة مع الفلسطينيين لتحريرهم من ربقة الاندماج الطاقوي- الاقتصادي مع الاحتلال، وهذا ما رصدته "وطن" خلال مقاربة ميدانية لهذه المنظومة التي ارتطم تطورها الفيزيائي والكياني بعراقيل، أبرزها ؛ البيروقراطية الحكومية، وعدم استيعاب المؤسسات لمتطلبات هذه الطاقة، التي –بحسب المختصين- ستوفّر لفلسطين امكانات الانفكاك الاقتصادي عن الاحتلال.

و يظهرُ من خلال ما ذُكر أعلاه؛ أنّ العراقيل البيروقراطية- الإدارية تحول دون النمو الطبيعي لمنظومة الطاقة الشمسية في فلسطين.

هنا؛ يضع رئيس مجلس الخدمات المشتركة في الأغوار الوسطى ومجلس قروي بيت حسن خالد حمدان اصبعه على جرح غير مندمل عندما تحدّث لـ"وطن" عن مشاريع الطاقة المتجدّدة في الأغوار عمومًا، وفي قرية بيت حسن خصوصًا قائلًا:"المجلس القروي لا يستطيع حتّى الآن دفع أثمان الكهرباء للمستثمر مالك المحطة؛ وذلك لعدّة عراقيل، منها؛ اجراءات وزارة الحكم المحلي اتجاه هذه المحطة .

بدوره أكد مدير عام شركة " شمس الحرية " للطاقة الشمسية ايمن ابو ديه لوطن ان الشركة تدفع اليوم فاتورة الخلاف بين اشخاص ولا يوجد اي شيء غير قانوني في عمل شركته يستحق على اثر ذلك وقف الاستفادة من محطة الشركة في منطقة " بيت حسن " ، مشيرا في الوقت ذاته الى ان كل اوراق الشركة المتعلقة بالمشروع قانونية 100% لحين حصول الشركة على رخصة من سلطة الطاقة .

كما أكد ابو دية ان الاجراءات التي مرت بها شركته في عملية ترخيص محطة " بيت حسن " لم تمر بها اي شركة في فلسطين ، مؤكدا انه في نهاية الامر وصل الى طريق مسدود مع الجهات ذات العلاقة للاستفادة من مردود مشروعه .

ما يحدث في منطقة " بيت حسن " مشابه تماما لما حدث مع شركة " كفاءة للطاقة الشمسية في بلدة طمون في محافظة طوباس ، الشركة التي بدأت العمل على محطتها للطاقة الشمسية في منطقة طمون منذ اكثر من ثلاثة أعوام  لم تستطع لغاية الان انارة عامود كهرباء واحد .

واكد المهندس سائد مكحول المشروف على محطة الطاقة الشمسية لوطن انه ومنذ العام 2018 تعمل شركة " كفاءة للطاقة الشمسية على تشغيل المحطة بالقدرة الكامل لكن كل محاولتنا باءت بالفشل ، وان هذا الفشل مرده لاسباب كثيرة من ابرزها الاجراءات المتبعة في سلطة الطاقة ومجلس تنظيم قطاع الكهرباء ، مؤكدا ان السبب الرئيس وراء عدم تشغيل المحطة لغاية الان هو عدم التكامل بين جميع المؤسسات المعنية في الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة بشكلٍ عام .

على الضّفة الأخرى؛ تمكّنت بلدية رام الله من استيعاب ضرورات الاستغلال العملي للطاقة المتجدّدة، مثال على ذلك؛ ما كشف عنه  مدير دائرة النفايات الصلبة والصرف الصحي في بلدية رام الله خالد غزال حول استخدام البلدية للطاقة النظيفة (الشمسية) في هذا المشروع، كاشفًا أنه سيتم استخدام نظام (سكادا: التحكم عم بعد) لجرّ المياه سيؤدّي إلى عدم استهلاك طاقة أكثر في جر المياه.

واستطرد مضيفًا:"نسعى إلى اعتماد الطاقة الشمسية، فاستخدمناها في إنارة الطرق، ووضعناها على أي منشأة يتم إعادة ترميمها او تجديدها".

تصميم وتطوير