ائتلاف "عدالة" لوطن: مؤسسات المجتمع المدني انضمت بشكل قوي للإضراب العام الذي يجسد النضال الوطني الجامع وهو رسالة لإعادة تشكيل الهوية الفلسطينية الجامعة

18.05.2021 11:15 AM

وطن- وفاء عاروري: قال حازم ابو هلال عضو سكرتارية ائتلاف عدالة ان مؤسسات المجتمع المدني وبينها ائتلاف عدالة انضمت بشكل قوي للإضراب الشامل اليوم، لافتا الى إن هذا الإضراب مختلف ومنذ عام 1936 لم يكن هناك إضرابا شاملا مثل هذا الاضراب.

وأضاف أبو هلال خلال موجة مفتوحة أطلقتها وطن بعنوان "فلسطين تواجه العدوان"، أن فكرة الإضراب وانطلاقه من الداخل المحتل لها رمزية، ولذلك استجابت الضفة الغربية بما فيها القدس للإضراب وهذه رسالة لإعادة تشكيل الهوية الفلسطينية الجامعة.

وأوضح أننا عبر السنوات الماضية مع الاسف كنا نبني فكرة ان من يسكن الضفة وغزة هو فقط الفلسطيني، ولكن اليوم عادت المفاهيم لمكانها الصحيح، وصباح اليوم شاهدنا تفاعلا واضرابا من كل القطاعات في مجتمعنا.

وأكد ابو هلال ان الاضراب خطوة يمكن البناء عليها لتحركات قادمة، دون خلق اي خصوصية لأي منطقة جغرافية، فالفكرة التي توحدنا جميعا بمختلف أماكن تواجدنا هي أننا شعب واحد يرزح تحت الاحتلال، وبالتالي فإن نضال الشعب وتوحده هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء هذا الظلم والاحتلال.

وبين أبو هلال ان قوة هذه التحركات والاحتجاجات تأتي من كونها غير منظمة، فالشعب والقيادات والمؤسسات والجميع يتبع الهوية الجامعة، مشيرا ان الإضراب الذي جاء بدعوة لجنة المتابعة العليا في الداخل المحتل، وان الشارع نفسه هو من قاده، والجميع لحقه من بنى تقليدية في المجتمع، وهذا ما يضمن استمرار الحراك لأن الشعب هو الحاضن الأكبر لكل التحركات، مشيرا انه في ذات الوقت على كل الأطر في المجتمع من أحزاب ومؤسسات وقيادات سياسية ان تتحمل مسؤوليتها تجاه ما يحدث، وتقوم بدورها، وهذا اختبار للجميع في ظل التضحيات والظلم الذي يتعرض له شعبنا في غزة والقدس وكل مكان.

وأوضح انه من المهم إعادة الدور الأساسي لهذه المؤسسات، خاصة وأنه كان هناك تراجعا واضحا في دور هذه المؤسسات خلال السنوات الأخيرة نتيجة التمويل المشروط للمؤسسات، ما أدى إلى إفراغ بعض مؤسسات المجتمع المدني من دورها الأساسي في مجابهة الاحتلال، وتحول جزء كبير من هذه المؤسسات إلى مؤسسات تقديم خدمات فقط.

وقال أبو هلال: هذه فرصة لكي يعود الجميع ويتولى دوره ومسؤوليته بما ان الشعب الفلسطيني قاد هذا الدور وأعاد فكرة انه الشعب غير مستسلم فعلى الجميع ان يتبعه، مشددا على ضرورة اعادة تقييم دور مؤسسات المجتمع المدني والتحامها معا، لأن جزء منها ابتعد عن هذه  الفكرة.

وقال أبو هلال ان الجانب الآخر المهم هو وجود مبادرات من شباب تجاوز دورهم دور المؤسسات، وهم يستخدمون في نضالهم لغة ليست انهزامية بل لغة تصف الواقع وان هذا شعب يرزح تحت الاحتلال.

ولفت أبو هلال " وفقا للقانون الدولي فإن اي شعب يرزح تحت الاحتلال فكل أشكال المقاومة مشروعة له، وبالتالي فإن لغتنا وخطابنا يجب ان يكون اقوى، لأن المقاومة ليست فقط حق لكل فلسطيني بل واجب، وعلى العالم وقف نظام النفاق السياسي."

وقال أبو هلا "طالما نخاطب العالم بلغة قوية ونخاطب العالم بهذا النفس يمكن إعادة صياغة ما يحدث في العالم، وقد رأينا الآلاف خرجوا في الشوارع من فنانين ورياضيين و مشاهير وغيرهم تعبيرا عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية، وهم اليوم يتعرضون لهجوم من قبل الاحتلال، ولكن مع ذلك يصرون على مواقفهم."وبالتالي الخطاب المناسب يجب ان يكون بالاستناد لأبناء شعبنا، وحقنا في المقاومة وإعادة الرواية التاريخية الفلسطينية التي تم تحييدها في الآونة الأخيرة.

عندما نكون أقوياء يمكن مخاطبة العالم بلغة قوية

وأشار ابو هلال ان هناك افراد ومؤسسات لا تجرؤ حتى على الحديث عن فكرة مقاطعة إسرائيل ككيان استعماري، رغم ان هناك حركة تستند للعالم وتجوب العالم كله، وهي حركة المقاطعة والتي تلقى دعما من عدد كبير من الدول والشعوب، ولكن مع الأسف حتى بعض المؤسسات الوطنية أصبحت تخاف التحدث عن فكرة المقاطعة نتيجة "نفاق المجتمع الدولي".

وقال: هذا الخطاب الانهزامي أيضا يعكس فكرة عن الواقع الذي حدث ولكن اليوم المهم هو إعادة كل الروايات التي تم اقصائها وتغييبها، وترسيخ فكرة اننا ابناء شعب واحد رغم اختلاف أماكن تواجدنا، وهذا الشعب اليوم موحد في مواجهة الاحتلال.

وشدد ابو هلال على ان هناك حالة من الوحدة يعيشها الشعب الفلسطيني لم يكن لها مثيل خلال تجربتنا النضالية، فمع الاسف تم تجزئة نضالنا على مر السنوات الماضية، ولكن اليوم الخصوصية الفلسطينية ان فلسطين واحدة ونضالنا واحد ضد الاستعمار.

تصميم وتطوير