وزارة الثقافة تعلن عن جوائز فلسطين في الآداب والفنون والعلوم الإنسانية للعام 2020

17.11.2020 02:53 PM

رام الله - وطن: أعلن وزير الثقافة عاطف أبو سيف اليوم الثلاثاء عن جوائز فلسطين في الآداب والفنون والعلوم الإنسانيّة للعام 2020، استنادا الى قرار الرئيس اللجنة التي تشكلت بقرار من الرئيس والتي تكونت من السيّد محمّد علي طه "رئيسًا" وعضوية كلٍّ من السيّدات والسّادة: ديما السّمان، ليلى الأطرش، د. إبراهيم موسى، فتحي غبن، رجاء بكريّة، سليم النّفار، خالد عليّان، سعيد مراد.

وبلغ عدد الأعمال المتقدّمة للجائزة بفروعها الخمسة 93 عملًا منها 14 عملًا لمجمل الأعمال و46 عملًا لجائزة الآداب في القصّة والشّعر والرّواية و9 أعمال لجائزة العلوم الإنسانيّة و6 أعمال لجائزة الفنون و18 عملًا لجائزة الشّباب في الفنون والآداب بالإضافة إلى 41 عملًا لمتقدّمين لم يستوفوا الشّروط، وتوزعت الجوائز كما يلي:

اولًا: جائزة فلسطين التّقديريّة عن مجمل الأعمال لكلٍّ من:
- السيّدة ريما ناصر ترزي
- د.نظمي الجعبة

ثانيًا:جائزة فلسطين للآداب
- د.ابراهيم السّعافين عن روايته "ظلال القطمون".

ثالثًا: جائزة  فلسطين للدراسات الاجتماعيّة والعلوم الإنسانيّة لكلّ من:
- د.ماهر الشّريف عن كتاب "المثّقف الفلسطينيّ ورهانات الحداثة 1908- 1948"
- بروفيسور مصطفى كبها عن كتابه "لكلّ عينٍ مشهد".

رابعًا:جائزة فلسطين للفنون
- السيّد محمّد نصر الله

خامسًا:جائزة فلسطين للمبدعين الشّباب:
- السيّدة نسمة العكلوك عن روايتها "نساء بروكسل"

من جانبه قال وزير الثقافة عاطف ابو سيف لوطن ان هذه الجائزة هي ارفع جائزة تمنحها دولة فلسطين في مجالات الاداب والفنون والعلوم الانسانية وتاتي تقديرا للمبدعين والكتاب والبحثين في الفئات المختلفة على اعمالهم التي تقدموا بها، وهي نوع من تقدير الدولة للعملية الابداعية والفن ولمنتجي الفنون والاداب.

واضاف ابو سيف ان اللجنة المستقلة التي تقوم بدراسة الاعمال المتقدمة للجائزة يتم تشكيلها بقرار من الرئيس، وهي تقوم بدراسة الاعمال المتقدمة للفئات الخمس وهي صاحبة القرار في اختيار الاعمال التي يجب تكريمها ولديها اعتبارات مختلفة.

وأثنى أبو سيف على دور اللجنة ومجهوداتها في مراجعة وبحث جميع الأعمال المقدمة إليها، خاصة في هذا الظرف الاستثنائي الذي تسببت به جائحة كورونا، وهذا الظرف الصعب الذي واجه اللجنة حيث بذلت ما استطاعت من فعلٍ وعمل وبذلٍ وعطاء؛ كي تحقق استمرارية  وديمومة الجائزة بحضورها السنوي.

وشكر الوزير أبو سيف لجنة جوائز دولة فلسطين للآداب والفنون والعلوم الإنسانية التي رأسها القاص والكاتب محمد علي طه وعضوية كل من الكتّاب والأدباء والفنانين (ليلى الأطرش، رجاء بكرية، ديمة السّمان، الدكتور إبراهيم نمر موسى، فتحي غبن، سعيد مراد، سليم النّفار، خالد عليّان).

من جانبها قالت عضو لجنة الجائزة ديما السمان لوطن ان 93 عملا تقدم للجائزة، جرى استبعاد 41 عمل وعدم اعتمادهم لعدم استيفاء الشروط، بينما بقية الاعمال كانت على مستوى راق جدا من التميز والابداع ولذلك كانت مهمة اللجنة صعبة جدا وفي النهاية تم الاجماع على هذه الكوكبة من الاسمءا التي تم الاعلان عنها.

واضافت السمان ان معظم الاعمال حملت القيم الانسانية والجمالية والوطنية وكان الكتاب والفنانين سخروا ادواتهم الابداعية لخدمة الوطن والانسان وهذا دور الاديب والمثقف والمبدع.

وأضافت السمّان أن النتائج النهائية جاءت بإجماع أعضاء اللجنة وبأقصى حدّ من الموضوعيّة والمسؤوليّة الوطنيّة والأدبيّة وبعدما رأت أنّ هذه الأعمال تحقّق شروط الإبداع والأصالة وتحمل القيم الجماليّة والإنسانيّة والوطنيّة.

وقرأت السمان خلال المؤتمر الصحفي مسوغات واسباب اختيار الفائزين في الجائزة وتقديم نبذة تعريفية عنهم وهم:

السيّدة ريما ناصر ترزي

رائدة من روّاد الفنّ الفلسطينيّ الإنسانيّ الوطنيّ ولدت في مدينة يافا في العام1932، ونشأت في بلدة بيرزيت، بدأت دراستها الموسيقية في سن السابعة مع الأستاذ سلفادور عرنيطة، ولحنت أول مقطوعة موسيقية وهي في الحادية عشرة من عمرها. وتابعت دراستها الموسيقية في كلية بيروت المتوسطة ومن ثم في فرنسا، والجامعة الأمريكية في بيروت التي تخرجت منها في عام 1954.

انخرطت ريما ترزي في مجال التعليم في كلية بيرزيت، وفي النشاطات الموسيقية والثقافية فيها، ولحنت الأغاني والأناشيد لجوقة الكلية. وسجلّت هذه الأناشيد في شريط "أحلام شعبي" واسطوانة "إلى متى" وكتاب "نيالك يا عصفور"وساهمت في عام 1993 بتأسيس المعهد الوطني للموسيقى التابع لجامعة بيرزيت (معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى)، وترأس حالياً مجلس مشرفيه، كما أنها عضو في مجلس أمناء جامعة بيرزيت، ونشر لها معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في عام 2013 المجموعة الكاملة لأغانيها في ستة كتيبات تحمل اسم "أغاني الحرية والأمل".

لحنت أغاني لشعراء عرب وفلسطينيين منهم عمر أبو ريشة، محمود درويش، سميح القاسم، فدوى طوقان، وكتبت ولحنت مجموعة من الأغاني للأطفال.

بالإضافة إلى تجربتها الموسيقية ومجمل أعمالها الفنية، ساهمت ريما ترزي ولا زالت في العمل الوطني والمجتمعي التطوعي فكانت عضوًا في الهيئة الإدارية لجمعية إنعاش الأسرة، ورئيسة جمعية الشابات المسيحية في رام الله، ورئيسة اتحاد جمعيات الشابات المسيحية في فلسطين، ورئيسة الهيئة الإدارية للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.

الدكتور/نظمي الجعبة

ولد في مدينة القدس في العام 1955 ودرس التّاريخ في جامعة بيرزيت ونال منها شهادة بكالوريوس وماجستير ثم نال شهادة الدكتوراة من جامعة توبنغن في ألمانيا ويعمل في جامعة بيرزيت في دائرة التّاريخ والآثار ومديرًا لمتحف الجامعة. وهو باحث متميز، اكتحلت عيناه بثرى القدس، وسار في مسالكها وعقباتها وأحيائها قارئاً لسيرة الزمان وأسرار المكان، وعاين عن قرب بوصفه مؤرخاً لتاريخها وما مرّت به من مآسٍ ومحن، وتجمّعت في روحه فسيفساء الذاكرة التي تمثّل وعي الفلسطيني بحاضره ومستقبله، وبهويته العربية المشبعة بالتاريخ الحضاري.

ما يميّز د. نظمي في مؤلفاته أنها حفريات عميقة في تاريخ المكان الفلسطيني كُتبت برويّة ودأب، وتوزّعت بين نوعين من الكتابة، الأول، تسعة كتب نالت القدس النصيب الأوفر منها بستة كتب، والأخرى عن مدينة رام الله وتاريخها، والمشهد الحضاري في أرطاس، وسحر مدينة الخليل وعمارتها التاريخية، وقد أسهم في الكتاب الأخير تأليفاً وتحريراً، وتُرجم إلى ثلاث لغات هي: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية. أمّا النوع الثاني من كتاباته فتمثّلت في نشر أكثر من عشرين بحثاً منها أبحاث علمية محكّمة تركزّت على مدينة القدس ومشهدها الواقعي تحت الاحتلال.         

شكّلت القدس في مؤلفاته علامة واضحة الأبعاد والقسمات بوصفها "مخزوناً روحياً يغذّي إحساساً بالفجيعة وفقدان الحرية"، وشرع بحزم الباحث المتمكّن في تفنيد الرواية الصهيونية بالأحقية التاريخية في امتلاك المكان العربي/الفلسطيني، تلك الرواية التي ألقت بظلالها السوداء على طموحات الحُلم الصهيوني ذي الطابع العنصري الإثني، مثبتاً بعد مناقشة علمية رصينة بطلانها وزيفها بالاعتماد على علمي التاريخ والآثار، ومؤكداً على عروبة القدس منذ فجر التاريخ، ومنبّهاً في الآن نفسه بأن المسجد الأقصى هو القلعة الأخيرة التي يحاول الكيان الصهيوني السيطرة الكاملة والحصرية عليه. 

وفي هذه الظروف المتمثلة بنقل السّفارة الأمريكيّة ومحاولات تهويد المدينة والاعتداء على مقدساتها تمنح اللجنة هذه الجائزة للباحث والأكاديمي نظمي الجعبة تقديرًا لأبحاثه ولمنجزه الإبداعي في مقاومة الرواية الإسرائلية الكاذبة وتأكيدًا على فلسطينية وعروبة مدينة القدس زهرة المدائن، مدينة الأقصى وكنيسة القيامة.

د.إبراهيم السّعافين

ولد د.إبراهيم السّعافين في بلدة الفالوجة في فلسطين في العام 1942 ودرس في كليّة الآداب في جامعة القاهرة ونال شهادة الدّكتوراة في العام 1972 وعمل في التّدريس في المملكة العربيّة السعوديّة ودولة الكويت ثمّ في جامعة اليرموك في الأردن وفي الجامعة الأردنيّة وعين في العام 2010 مديرًا لمكتبة الجامعة الأردنيّة وهو رئيس تحرير مجلّة أبحاث اليرموك وعضو مجلس أمناء مؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعريّ وأول رئيس لجمعيّة النّقاد الأردنيّين. نال جائزة الدّولة التّقديريّة في الآداب في الأردن للعام 1993 وجائزة الملك فيصل العالميّة للآداب والدراسات اللغويّة في العام 2001.

د.إبراهيم السّعافين علم بارز من أعلام النّقد الأدبيّ والدراسات وأديب معروف يكتب المسرحيّة والروايّة والشّعر.

من مؤلفاته: تطوّر الرّواية العربيّة الحديثة في بلاد الشّام (1980)، نشأة الرواية والمسرحيّة في فلسطين حتّى العام 1948 (1985)، الأقنعة والمرايا دراسات في فنّ جبرا ابراهيم جبرا (1997)، إحسان عبّاس ناقد بلا ضفاف (2002).

تمنحه اللجنة جائزة فلسطين للأدب على روايته "ظلال القطمون" الّتي يتناول فيها القدس في فترة النّكبة.

نلتقي في الرّواية عددًا من المناضلين مثل أنطون التلحمي ممثلًا للتلاحم الكفاحيّ الإسلاميّ المسيحيّ وبالقائد الكبير عبد القادر الحسينيّ بطل معركة القسطل وبالبطل المصريّ الضبع الأسود في حصار الفالوجة.

تتخلّل الرّواية قصّة حبّ بين الصّحافيّ علي الأمير الّذي كان يعمل في صحيفة فلسطين الّتي تصدر في يافا وبين ربيحة النّادي المدرّسة في مدرسة الزّهراء في يافا، وعلى الرّغم من أن النّكبة فرّقت بينهما في البداية الّا أنّ الحبّ ينتصر ويلتقيان في يافا. ولا بدّ من الإشارة إلى الجوّ الثقافيّ والأدبيّ والموسيقيّ والفنّيّ الرّاقي الّذي صاحب عددًا كبيرًا من أبطال الرّواية وأكد على حضارة الشّعب الفلسطينيّ ومستوى حياته قبل النّكبة.

ماهر الشّريف
ولد د.ماهر الشّريف في دمشق في العام 1950 وهو مؤرّخ فلسطينيّ لامع وباحث متفرغ في مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت. حائز على درجة دكتوراة دولة في الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة باريس الأولى-السوربون سنة 1982، ودرجة دكتوراه في التاريخ المعاصر من الجامعة نفسها. وعملَ أستاذا للتاريخ العربي في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في دمشق ثم بيروت.

وهو عضو اللّجنة الدولية المشرفة على فصلية "أبحاث دولية" في باريس. وعضو لجنة تحرير "دفاتر" (مجموعة الأبحاث والدراسات حول المغرب العربي والشرق الأوسط)  في باريس.

تمنحه اللجنة هذه الجائزة عن كتابه "المثقّف الفلسطيني ورِهانات الحداثة،"1908،-1948" الصّادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية "ويدرس فيه تاريخياً كيف عرفت فلسطين مشروعاً فكرياً حداثياً، حمله مثقفون فلسطينيون، تأثّروا بأفكار روّاد النهضة العربية، واحتكّوا بالثقافات الأوروبية الحديثة.

يرى الشريف أن هذا التأثر تحقّق للمثقف الفلسطيني عبرَ وسائل ثلاث، هي مدارس الإرساليات الأجنبية في فلسطين، والإقامة والدراسة في الجامعات الأوروبيّة، ثمّ الترجمة. وكان لهؤلاء الرّواد الفضل في تحديد الهدف الرّئيسي لهم ممثّلا بنقل مجتمعهم من التقليد إلى الحداثة، كي يتمكن من كسب صراع البقاء الذي فُرض عليهِ.

يطرح هذا البحث ملامح المشروع الفكريّ الحداثيّ ورهانات الحداثة التي واجهها المثقفون الفلسطينيون، الّذين ظهروا على مسرح الأحداث في فلسطين، منذ المرحلة المتأخرة من العهد العثماني وخلال عهد الانتداب البريطاني، ثمّ انتشار ظاهرة التعليم الحديث فيما أتيحت فرصة الاحتكاك بالأفكار الأوروبية الحديثة، على ضوء انتشار الطّباعة والصحافة.

مصطفى كبها
ولد بروفسور مصطفى كبها في قرية أم القطف، في المثلّث الشّمالي عام 1962. وهو مؤرّخ لامع. ورئيس قسم التّاريخ في الجامعة المفتوحة.  نال شهادة الدكتوراه من جامعة تل أبيب عن بحثهِ "الصحافة الفلسطينية في فترة الانتداب ودورها في صياغة الخطاب الوطنيّ وبلورة الرأي العام ما بين السنوات 1929-1939. ونال درجة بروفيسور في العام 2011، حاضر في الجامعات والكليات في الدّاخل الفلسطيني في موضوع تاريخ الشرق الأوسط. وشغل النّزاع الفلسطينيّ الإسرائيليّ معظم أبحاثِهِ.

يعرف مصطفى كبها جغرافيا فلسطين مثلما يعرف راحة يده ويدهشك عندما يسرد للسّامع أسماء الأماكن وأبعادها اللغويّة والتّاريخيّة والاجتماعيّة. وهو يخوض في أبحاثة معركة المحافظة على الاسم العربيّ للمكان في الوطن في ظلّ محاولة إسرائيل عبرنة الأسماء ونقلها وتسجيلها في الخرائط الإسرائيليّة. مصطفى كبها موسوعة للجغرافيا الفلسطينيّة تسير على قدمين.

تمنح اللجنة هذه الجائزة للبرفيسور كبها عن كتابهِ الأخير، "لكلّ عَين مشهد" الصادر عن "مجمع اللغة العربية" في الناصرة 2017، والذي يَعرِض فيه إلى التّسميات الفلسطينية للأماكن والحيز العام. ويُغطّي الكتاب منطقة القطاع الغربي من قضاء طولكرم الانتدابي والذي ضُمَّ للاحتلال الاسرائيلي بمعظمه بعد توقيع اتفاقيات رودس في ربيع عام 1949. من قرية ميسرة ووادي الغراب حتى وادي الخضيرة شمالا،ً ومن سيّدنا علي وحتى نهر العوجا وكفر قاسم جنوبا، مرورا بجلجولية وكفر بره والطيرة والطيبة وقلنسوة وقرى زيمر وجت وباقة الغربية. وهو الجزء الأول في سلسلة من المفروض أن تغطي على التوالي باقي المناطق. ويقع الكتاب في 406 صفحة مرفقا بالخرائط الّتي تعكس مضامينهُ.

وقد أشار كبها إلى كون التّسميات العربية الفلسطينية للأماكن تشكّلُ استمرارية تاريخية عمرها مئات وآلاف السنين.
هذا الكتاب مرجع غنيّ لكلّ دارس ولكلّ باحث في أسماء أماكن بلادنا وهو مورد للأجيال الشّابة.

محمد نصر الله
ولد الفنان التشكيليّ البارز محمّد نصر الله في مخيّم الوحدات في الأردن عام 1963، لعائلة لاجئة من قرية لعائلة لاجئة من قرية البريج قضاء القدس.

بدأ اهتمامه بالرسم منذ طفولته متأثراً بالواقع اليومي الإنساني والبصري المحيط به وبما ألقت عليه القضية الفلسطينية من آلام وآمال وطموحات .درس الفن في معهد الفنون الجميلة وحاز على دبلوم فنون من المركز الثقافي الإسباني بعمان، وأقام عدة معارض فردية وشارك كذلك في عدد كبير من المعارض العربية والدولية سواء في صالات العرض أو في البناليات الدولية.

يقول محمد نصر الله "بكل اعتزاز، أستطيع القول إنني ابن للانتفاضة، ابن مناخها العام وما حدث فيه من تغيرات، فأهم ما أنجزته كان في زمنها وكان عنها ولها وحدها… ولم يكن هذا قرارا مني… بل لأن الانتفاضة استطاعت بعظمتها وقوة روحها أن تكوّن الجانب الإبداعي داخلي…".

قال عنه الأديب الكبير الراحل جبرا إبراهيم جبرا "هذا الفنان يحوك كل سنتمتر من لوحته حياكة عاشق لما تصنعه يده، وتراه عينه الداخلية، والدقة في تفاصيله عارمة بما تطلقه من إيحاءات، فهو واضح وغامض معاً، محب وغاضب معاً، هامس وصارخ في وقت واحد، ... أعماله تذكرنا برعب الإنسان... وفي الوقت نفسه بقدرته على اختراق الرعب".

نسمة العكلوك

ولدت الأديبة الشّابة نسمة العكلوك في مدينة غزّة في العام 1986 ودرست في مدارسها، وحصلت على اللقب الجامعي الأول في مجال الرياضيات، ثمّ انتقلت للعيش في مدينة بروكسل في بلجيكا، تكتب الرّواية والقصة القصيرة والمسرحيّة. وحصدت عدة جوائز عن بعض أعمالها الأدبية، إذ أنها تمتلك قلمًا حادًا جريئًا ناقدًا، حيث تميّزت بطرحها الذي يعكس الواقع بأسلوب جميل بديع.

في روايتها "نساء بروكسل" التي صدرت عن الدار الأهليّة في العام 2019 وترجمت إلى اللغة الهولنديّة؛ خمس شخصيات نسائيّة يسكنّ في مدينة بروكسل، أربع نساء منهنّ من أصول عربيّة وهنّ: سارة مصورة فلسطينيّة تعيش مع ابنها تامر ومع صديقتها مهى السوريّة التي وصلت إلى بلجيكا قبل سنة فقط ومريم العراقيّة المنفتحة الّتي تعيش مع أهلها وسعاد التونسيّة المتحرّرة ولور البلجيكيّة الّتي تعيش مع ابنها وابنتها ودرست اللغة العربيّة وزارت الضّفة الغربيّة وتتعاطف مع القضيّة الفلسطينيّة كما هناك شخصيات رجاليّة متنوعة.

رواية "نساء بروكسل" عالجت جملة من القضايا التي تعاني منها النساء العربيات بشكل عام، فلم تقتصر الرواية على  نساء فلسطين فحسب، بل تعدّتها إلى العالم العربي، حيث تتشارك النساء الهمّ الأنثوي في مجتمع يوصف بالذكوري، الرواية أتقنت الدمج بين الشخوص والرّبط بين الأحداث، والوصف المقنع لواقع يستحق أن نقف عنده، دفع بالمرأة العربية إلى التمرد على العادات والتقاليد،  في محاولة منها للبحث عن الذات.

"نساء بروكسل" رواية عابرة للحدود تمتاز بلغتها العربيّة الجميلة وبناءً على ما تقدم  تمنحها اللجنّة هذه الجائزة.

تصميم وتطوير