تحقيق استقصائي لتلفزيون وطن يكشف عن استخدام الاحتلال للفسفور في قنابل الغاز
27.10.2011 08:23 AM
رام الله- تحقيق وطن للانباء – منتصر حمدان كشفت نتائج التحليلات المخبرية لعبوات غاز مسيل للدموع استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي حديثا في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، عن وجود مادة الفسفور في هذه العبوات إضافة الى احتواءها على مادة(cs) التي تعتبر من المواد الفعالة والمضرة بالصحة والبيئة على حد السواء.
وياتي الكشف عن وجود مادة الفسفور في هذه العبوات التي اخضعت للفحص المخبري في مركز مختبرات جامعة بيرزيت قبل قرابة 15 يوما، في اطار تحقيق صحفي استقصائي نفذه تلفزيون وطن ، حيث اكد مدير المركز سمير ابو الحاج العثور على مادة cs اضافة الى وجود فسفور يدخل في تصنيع هذه العبوات، الامر الذي يؤشر الى مستوى المخاطر الصحية التي يلحقها استخدام مثل هذه العبوات على صحة اهالي القرية.
بكاء الطفل نزار التميمي ابن الأربعين يوما لم يكن مصادفة اثناء انجازنا لهذا التحقيق بل عبر عن واقع الأطفال الرضع المهددين بـ"العقاب الابيض" في قرية النبي صالح غربي رام الله التي تتعرض للاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع في اطار محاولات جنود الاحتلال قمع المواطنين في القرية. صحة أطفال وأهالي تلك القرية عرضة للتهديد الدائم ضمن سياسة للعقاب الجماعي التي يتعرض لها السكان حتى وهم داخل منازلهم، حيث يتعمد جنود الاحتلال إطلاق كميات كبيرة من قنابل الغاز المسيلة للدموع بشكل عشوائي ومتكرر، تصل ذروتها في كل يوم جمعة اثناء قمعهم لفعاليات المواطنين الاحتجاجية على مصادرة أراضيهم.
صور العقاب الجماعي الذي يمارسه جنود الاحتلال بحق الأهالي يتجسد بصورة واضحة حينما يتقصدوا القاء قنابل الغاز داخل المنازل، وتلويت أجواء القرية بالغاز المسيل للدموع بأنواعه المختلفة، الامر يقلق ويرعب الأمهات والاباء خوفا على مصير أولادهم. وتبدي الطفلة باسمة التميمي التي انتظرت قدوم شقيقها نزار لاكثر من 9 اعوام، قلقها الدائم من إمكانية تسرب الغاز لغرفة شقيقها والإضرار بصحته.
وتقول " انني اشعر بالاختناق كلما اطلقوا قنابل الغاز علينا في القرية ، واخاف على والدي وامي وشقيقي نزار الذي لا يعرف مستوى الخطر الذي قد يلحق به جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
في حين تقول والدة نزار، المواطنة منال التميمي،" منذ حملي بنزاز حتى ولادته وانا اعيش تحت الضغط العصبي الشديد جراء تعرض القرية لاطلاق كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع"، موضحة ان اغلب النساء الحوامل في القرية يجبرن على مغادرة القرية كل يوم جمعة في محاولة منهن لتجنب التعرض للغاز المسيل للدموع وحماية الأجنة في ارحامهن من الهلاك .
ويسعى والد نزار، محمود التميمي، إلى تحصين نوافذ منزله بالشبك في محاولة منه لمنع دخول القنابل داخل منزله رغم ادراكه بانه لا يمكن منع تسرب الغاز لداخل بيته.
ويقول التميمي " طفلي نزار جاء في ظروف صعبة تعيشها القرية بسبب اعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال على القرية من اقتحام واطلاق قنابل للغاز المسيل للدموع ما يجعل الاباء والامهات في حالة قلق دائم على اطفالهم ومستقبلهم جراء مخاطر تعرضهم للغاز المسيل للدموع". وتقول منال التميمي ناشطة نسائية في القرية، " نحاول بكل الطرق منع وصول الغاز لبيوتنا وهناك من يقول انه يمكن خلط كربونات الصوديوم مع الماء ووضعه على قطعة قماش ووضعها على الفم والانف للتقليل من مخاطر الغاز المستنخدم".
واضافت " المشكلة تكمن في ان الغاز يدخل مباشرة من النوافذ اضافة الى ان تأثيره يمتد لفترة اسبوع اذا ما علق بالاثاث والملابس"، موضحة ان العديد من اعراض الهزل والتعب تظهر على اغلبية المواطنين في القرية جراء تعرضهم للغاز المسيل للدموع.
ويؤكد احد قادة المقاومة الشعبية في القرية ، عطا الله التميمي، ان جنود الاحتلال يتقصدوا اغراق القرية باطنان من قنابل الغاز المسيل للدموع بانواع والوان مختلفة منها الابيض والازرق، مشيرا الى انهم قاموا برصد كميات ما يطلقه جنود الاحتلال من قنابل غاز مسيلة للدموع في ايام الجمعة حيث تبين انهم يلقوا ما يقدر بـ (1500) قنبلة في اليوم الواحد، ما يعني ان كل مواطن في القرية يكون نصيبه 3 قنابل من الغاز المسيل للدموع.
و تشير المعلومات الأولية على لسان مسؤولين رسميين في القرية إلى إجهاض ثلاثا من نساء القرية خلال العاميين الماضيين في حين أنجبت مواطنة رابعة طفلا يعاني من التشوهات، وسط تأكيدات طبية بوجود علاقة وطيدة ما بين استخدام الغاز المسيل للدموع وإجهاض النساء الحوامل في تلك القرية.
و يؤكد رئيس المجلس القروي، بشير التميمي، وجود حالات إجهاض مثبتة طبيا بين نساء القرية، الأمر الذي يستوجب اهمية إجراء دراسات طبية على واقع السكان الذين يعانوا جراء سياسة العقاب الجماعي بالغاز المسيل للدموع.
ويجمع خبراء قانونيون فلسطينيون وإسرائيليون وأجانب على وجود مخاطر حقيقة تهدد حياة السكان في النبي صالح مؤكدين أن القرية تتعرض للعقاب الجماعي.
ويقول مدير عام مؤسسة الحق الفلسطينية، شعوان جبارين،" في حال اطلاق الغاز على المواطنين مباشرة او على بيوتهم او حقولهم واستهداف مباشرة فانه يمكننا هنا ان نقول ان هذه هي عقوبة جماعية محظورة دوليا بل يمكن ان تعتبر جريمة حرب.
ومن جانبه يقول رئيس الاغاثة الطبية، د.مصطفى البرغوثي، " ان جنود الاحتلال يستعملوا قنابل الغاز المسيل للدموع بصورة مميتة"، مشيرا الى ان احداث تأثير مميت وقاتل يكون من خلال القاء كميات كبيرة من الغاز على مساحة صغيرة ما يساهم في خلق ما يعرف طبيا بتأثير "الغرفة المغلقة".
واوضح البرغوثي" وانت في موجود الهواء الطلق فانهم يخلقوا تأثير الغرفة المغلقة لان الغاز يطلق بكميات كبيرة جدا ، فمن كان لديه علة جسدية مثل مرض القلب او الرئتين يمكن ان يستشهد فورا .
من ناحيتها تقول المحامية رغد جرايسة / جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، " اطلاق الغاز المسيل للدموع مباشرة على اجساد المتظاهرين هو بحد ذاته استخدام غير قانوني"، مشيرة الى وجود ضوابط قانونية لاستخدام الغاز المسيل للدموع تحدد متى وكيف يتم استخدامه.
واضافت " ان استخدام الغاز المسيل للدموع على مسيرة سلمية بدون وجود سبب لاستخدامه سواء من اجل تفريق المتظاهرين السلميين فانه يكون بذلك استخدام غير قانوني". في حين تقول الباحثة في مؤسسة بتسيلم الإسرائيلية، ناوما شارون، " استخدام الغاز المسيل للدموع مشرع دوليا لقمع المتظاهرين، ولكن ما نلحظه هو استخدام مفرط للغاز في قرية النبي صالح.
واضافت" استخدام الغاز المسيل للدموعى في النبي صالح يتم داخل القرية فبالتالي فان الغاز الذي يتم اطلاقه على المتظاهرين يدخل بيوت اهالي القرية وهذا يجعل التعامل معه صعبا للغاية".
وتابعت " هناك استخدام الغاز بشكل مفرط من خلال الكمية المستخدمة في كل مظاهرة التي تصل الى 150 قنبلة في كل مظاهرة رصدناها وهذا يعتبر استخدام مفرط للقوة لقمع مظاهرة لا يتعدى عدد المتظاهرين فيها بضعة عشرات.
ولا يتوقف الأمر عند حد فرض العقاب الجماعي على السكان باستخدام الغاز المسيل للدموع بل يمتد الخطر إلى تعرض صحة المواطنين لمخاطر صحية مقلقة خاصة للنساء الحوامل إضافة إلى ظهور انتشار أمراض الربو والهزل الجسدي وتهديد النساء الحوامل بالاجهاض.
الى ذلك يقول أخصائي الولادة والعقم ورئيس اللجنة العلمية لجمعية اختصاصي النسائية والولادة الفلسطينية، د.عدوان ألبرغوثي،" يصلنا بين الفترة والاخرى حالات لنساء حوامل يتعرضن للغاز المسيل للدموع، كما مر علينا الكثير من حالات الاجهاض بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع"، لكنه في الوقت ذاته اكد عدم وجود احصائية رسمية حول طبيعة اعداد النساء اللواتي اجهضن بسبب ذلك.
وعن تأثيرات الغاز المسيل للدموع على صحة النساء الحوامل يقول البرغوثي " اي نقص في مستوى الاوكسجين عند الام فانه قد يؤدي الى وفاة الجنين او احداث تلفر في خلايا الدماغ عند الطفل او تعرضه لتشوهات خلقية او خلل فيؤ وظائف الدماغ".
ورغم ادراك الأهالي في القرية والمختصون الفلسطينيون اهمية إجراء دراسات عملية مخبرية للكشف عن تأثيرات الغاز المسيل للدموع على صحة الأطفال والمواطنين، الا انهم ينتقدوا غياب مثل هذه الدراسات المهمة سيما ان قوات الاحتلال تمعن في تعريض الفلسطينيين لأطنان من الغازات المسيلة للدموع.
وتؤكد الباحثة الهولندية التي تجري دراسة حول تأثيرات الغاز المسيل للدموع على أهالي النبي صالح، لويس لانغستي، " اهمية اجراء دراسات علمية متخصصة في هذا الاطار خاصة ان الغاز المسيل للدموع ينتشر في كل مكان تقريبا في القرية، مشيرا الى انه خلال دراستها تم رصد اطلاق قرابة 1500 قنبلة في القرية كل يوم جمعة.
وقالت " من الملاحظ ان هذه القنابل الغازية لا تلقى فقط على المتظاهرين فقط بل تتجاوز ذلك لتلقى داخل المنازل"، موضحة انه لم يتم لغاية الان اجراء دراسة فعلية حتى هذه اللحظة.
وختمت قائلة " أمل بان يتم اجراء دراسات في هذا الخصوص على وجه السرعة لانه من الواضح ان هذا الغاز يؤثر على الناس المدنين وعلى صحتهم".
في إطار عملنا لانجاز هذا التحقيق قمنا بجمع عينات من عبوات الغاز المسيلة للدموع في قرية النبي صالح التي تمتلئ حقولها وشوارعها بمثل هذه العبوات وارسالناها إلى مختبر التحليل في جامعة بيرزيت في محاولة للكشف عن نوعية الغاز المستخدم خاصة في ظل حديث عن إدخال قوات الاحتلال أنواع جديدة لاستخدامها ضد المتظاهرين المحتجين والمواطنين في منازلهم.
من جانبه اكد مدير مركز مختبرات جامعة بيرزيت سمير أبو الحاج، على ان نتائج الفحوصات المخبرية للعبوات الغازية التي جمعت كشفت بوضوح عن وجود مادة (cs) التي تعتبر الاكثر شيوعا وفعالية في قمع المتظاهرين على مستوى العالم، لكنه اشار الى مخاطر تعرض النساء الحوامل للاجهاض اذا ما تعرضن لكميات كبيرة منه.
كما كشفت النتائج على وجود مادة الفسفور في هذه العبوات تستخدم في التصنيع وتساعد على نشر كميات الغاز على اوسع مساحة ممكنة". ومع صدور نتائج الفحوصات المخبرية لأنواع الغازات المستخدمة فان الطفل نزار التميمي مازال حبيسا داخل غرفته وسط مضاعفة حالة القلق والخوف لدى عائلته من تعرضه لاستنشاق الغاز الذي قد يسلبه حياته في أية لحظة.
وياتي الكشف عن وجود مادة الفسفور في هذه العبوات التي اخضعت للفحص المخبري في مركز مختبرات جامعة بيرزيت قبل قرابة 15 يوما، في اطار تحقيق صحفي استقصائي نفذه تلفزيون وطن ، حيث اكد مدير المركز سمير ابو الحاج العثور على مادة cs اضافة الى وجود فسفور يدخل في تصنيع هذه العبوات، الامر الذي يؤشر الى مستوى المخاطر الصحية التي يلحقها استخدام مثل هذه العبوات على صحة اهالي القرية.
بكاء الطفل نزار التميمي ابن الأربعين يوما لم يكن مصادفة اثناء انجازنا لهذا التحقيق بل عبر عن واقع الأطفال الرضع المهددين بـ"العقاب الابيض" في قرية النبي صالح غربي رام الله التي تتعرض للاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع في اطار محاولات جنود الاحتلال قمع المواطنين في القرية. صحة أطفال وأهالي تلك القرية عرضة للتهديد الدائم ضمن سياسة للعقاب الجماعي التي يتعرض لها السكان حتى وهم داخل منازلهم، حيث يتعمد جنود الاحتلال إطلاق كميات كبيرة من قنابل الغاز المسيلة للدموع بشكل عشوائي ومتكرر، تصل ذروتها في كل يوم جمعة اثناء قمعهم لفعاليات المواطنين الاحتجاجية على مصادرة أراضيهم.
صور العقاب الجماعي الذي يمارسه جنود الاحتلال بحق الأهالي يتجسد بصورة واضحة حينما يتقصدوا القاء قنابل الغاز داخل المنازل، وتلويت أجواء القرية بالغاز المسيل للدموع بأنواعه المختلفة، الامر يقلق ويرعب الأمهات والاباء خوفا على مصير أولادهم. وتبدي الطفلة باسمة التميمي التي انتظرت قدوم شقيقها نزار لاكثر من 9 اعوام، قلقها الدائم من إمكانية تسرب الغاز لغرفة شقيقها والإضرار بصحته.
وتقول " انني اشعر بالاختناق كلما اطلقوا قنابل الغاز علينا في القرية ، واخاف على والدي وامي وشقيقي نزار الذي لا يعرف مستوى الخطر الذي قد يلحق به جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
في حين تقول والدة نزار، المواطنة منال التميمي،" منذ حملي بنزاز حتى ولادته وانا اعيش تحت الضغط العصبي الشديد جراء تعرض القرية لاطلاق كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع"، موضحة ان اغلب النساء الحوامل في القرية يجبرن على مغادرة القرية كل يوم جمعة في محاولة منهن لتجنب التعرض للغاز المسيل للدموع وحماية الأجنة في ارحامهن من الهلاك .
ويسعى والد نزار، محمود التميمي، إلى تحصين نوافذ منزله بالشبك في محاولة منه لمنع دخول القنابل داخل منزله رغم ادراكه بانه لا يمكن منع تسرب الغاز لداخل بيته.
ويقول التميمي " طفلي نزار جاء في ظروف صعبة تعيشها القرية بسبب اعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال على القرية من اقتحام واطلاق قنابل للغاز المسيل للدموع ما يجعل الاباء والامهات في حالة قلق دائم على اطفالهم ومستقبلهم جراء مخاطر تعرضهم للغاز المسيل للدموع". وتقول منال التميمي ناشطة نسائية في القرية، " نحاول بكل الطرق منع وصول الغاز لبيوتنا وهناك من يقول انه يمكن خلط كربونات الصوديوم مع الماء ووضعه على قطعة قماش ووضعها على الفم والانف للتقليل من مخاطر الغاز المستنخدم".
واضافت " المشكلة تكمن في ان الغاز يدخل مباشرة من النوافذ اضافة الى ان تأثيره يمتد لفترة اسبوع اذا ما علق بالاثاث والملابس"، موضحة ان العديد من اعراض الهزل والتعب تظهر على اغلبية المواطنين في القرية جراء تعرضهم للغاز المسيل للدموع.
ويؤكد احد قادة المقاومة الشعبية في القرية ، عطا الله التميمي، ان جنود الاحتلال يتقصدوا اغراق القرية باطنان من قنابل الغاز المسيل للدموع بانواع والوان مختلفة منها الابيض والازرق، مشيرا الى انهم قاموا برصد كميات ما يطلقه جنود الاحتلال من قنابل غاز مسيلة للدموع في ايام الجمعة حيث تبين انهم يلقوا ما يقدر بـ (1500) قنبلة في اليوم الواحد، ما يعني ان كل مواطن في القرية يكون نصيبه 3 قنابل من الغاز المسيل للدموع.
و تشير المعلومات الأولية على لسان مسؤولين رسميين في القرية إلى إجهاض ثلاثا من نساء القرية خلال العاميين الماضيين في حين أنجبت مواطنة رابعة طفلا يعاني من التشوهات، وسط تأكيدات طبية بوجود علاقة وطيدة ما بين استخدام الغاز المسيل للدموع وإجهاض النساء الحوامل في تلك القرية.
و يؤكد رئيس المجلس القروي، بشير التميمي، وجود حالات إجهاض مثبتة طبيا بين نساء القرية، الأمر الذي يستوجب اهمية إجراء دراسات طبية على واقع السكان الذين يعانوا جراء سياسة العقاب الجماعي بالغاز المسيل للدموع.
ويجمع خبراء قانونيون فلسطينيون وإسرائيليون وأجانب على وجود مخاطر حقيقة تهدد حياة السكان في النبي صالح مؤكدين أن القرية تتعرض للعقاب الجماعي.
ويقول مدير عام مؤسسة الحق الفلسطينية، شعوان جبارين،" في حال اطلاق الغاز على المواطنين مباشرة او على بيوتهم او حقولهم واستهداف مباشرة فانه يمكننا هنا ان نقول ان هذه هي عقوبة جماعية محظورة دوليا بل يمكن ان تعتبر جريمة حرب.
ومن جانبه يقول رئيس الاغاثة الطبية، د.مصطفى البرغوثي، " ان جنود الاحتلال يستعملوا قنابل الغاز المسيل للدموع بصورة مميتة"، مشيرا الى ان احداث تأثير مميت وقاتل يكون من خلال القاء كميات كبيرة من الغاز على مساحة صغيرة ما يساهم في خلق ما يعرف طبيا بتأثير "الغرفة المغلقة".
واوضح البرغوثي" وانت في موجود الهواء الطلق فانهم يخلقوا تأثير الغرفة المغلقة لان الغاز يطلق بكميات كبيرة جدا ، فمن كان لديه علة جسدية مثل مرض القلب او الرئتين يمكن ان يستشهد فورا .
من ناحيتها تقول المحامية رغد جرايسة / جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، " اطلاق الغاز المسيل للدموع مباشرة على اجساد المتظاهرين هو بحد ذاته استخدام غير قانوني"، مشيرة الى وجود ضوابط قانونية لاستخدام الغاز المسيل للدموع تحدد متى وكيف يتم استخدامه.
واضافت " ان استخدام الغاز المسيل للدموع على مسيرة سلمية بدون وجود سبب لاستخدامه سواء من اجل تفريق المتظاهرين السلميين فانه يكون بذلك استخدام غير قانوني". في حين تقول الباحثة في مؤسسة بتسيلم الإسرائيلية، ناوما شارون، " استخدام الغاز المسيل للدموع مشرع دوليا لقمع المتظاهرين، ولكن ما نلحظه هو استخدام مفرط للغاز في قرية النبي صالح.
واضافت" استخدام الغاز المسيل للدموعى في النبي صالح يتم داخل القرية فبالتالي فان الغاز الذي يتم اطلاقه على المتظاهرين يدخل بيوت اهالي القرية وهذا يجعل التعامل معه صعبا للغاية".
وتابعت " هناك استخدام الغاز بشكل مفرط من خلال الكمية المستخدمة في كل مظاهرة التي تصل الى 150 قنبلة في كل مظاهرة رصدناها وهذا يعتبر استخدام مفرط للقوة لقمع مظاهرة لا يتعدى عدد المتظاهرين فيها بضعة عشرات.
ولا يتوقف الأمر عند حد فرض العقاب الجماعي على السكان باستخدام الغاز المسيل للدموع بل يمتد الخطر إلى تعرض صحة المواطنين لمخاطر صحية مقلقة خاصة للنساء الحوامل إضافة إلى ظهور انتشار أمراض الربو والهزل الجسدي وتهديد النساء الحوامل بالاجهاض.
الى ذلك يقول أخصائي الولادة والعقم ورئيس اللجنة العلمية لجمعية اختصاصي النسائية والولادة الفلسطينية، د.عدوان ألبرغوثي،" يصلنا بين الفترة والاخرى حالات لنساء حوامل يتعرضن للغاز المسيل للدموع، كما مر علينا الكثير من حالات الاجهاض بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع"، لكنه في الوقت ذاته اكد عدم وجود احصائية رسمية حول طبيعة اعداد النساء اللواتي اجهضن بسبب ذلك.
وعن تأثيرات الغاز المسيل للدموع على صحة النساء الحوامل يقول البرغوثي " اي نقص في مستوى الاوكسجين عند الام فانه قد يؤدي الى وفاة الجنين او احداث تلفر في خلايا الدماغ عند الطفل او تعرضه لتشوهات خلقية او خلل فيؤ وظائف الدماغ".
ورغم ادراك الأهالي في القرية والمختصون الفلسطينيون اهمية إجراء دراسات عملية مخبرية للكشف عن تأثيرات الغاز المسيل للدموع على صحة الأطفال والمواطنين، الا انهم ينتقدوا غياب مثل هذه الدراسات المهمة سيما ان قوات الاحتلال تمعن في تعريض الفلسطينيين لأطنان من الغازات المسيلة للدموع.
وتؤكد الباحثة الهولندية التي تجري دراسة حول تأثيرات الغاز المسيل للدموع على أهالي النبي صالح، لويس لانغستي، " اهمية اجراء دراسات علمية متخصصة في هذا الاطار خاصة ان الغاز المسيل للدموع ينتشر في كل مكان تقريبا في القرية، مشيرا الى انه خلال دراستها تم رصد اطلاق قرابة 1500 قنبلة في القرية كل يوم جمعة.
وقالت " من الملاحظ ان هذه القنابل الغازية لا تلقى فقط على المتظاهرين فقط بل تتجاوز ذلك لتلقى داخل المنازل"، موضحة انه لم يتم لغاية الان اجراء دراسة فعلية حتى هذه اللحظة.
وختمت قائلة " أمل بان يتم اجراء دراسات في هذا الخصوص على وجه السرعة لانه من الواضح ان هذا الغاز يؤثر على الناس المدنين وعلى صحتهم".
في إطار عملنا لانجاز هذا التحقيق قمنا بجمع عينات من عبوات الغاز المسيلة للدموع في قرية النبي صالح التي تمتلئ حقولها وشوارعها بمثل هذه العبوات وارسالناها إلى مختبر التحليل في جامعة بيرزيت في محاولة للكشف عن نوعية الغاز المستخدم خاصة في ظل حديث عن إدخال قوات الاحتلال أنواع جديدة لاستخدامها ضد المتظاهرين المحتجين والمواطنين في منازلهم.
من جانبه اكد مدير مركز مختبرات جامعة بيرزيت سمير أبو الحاج، على ان نتائج الفحوصات المخبرية للعبوات الغازية التي جمعت كشفت بوضوح عن وجود مادة (cs) التي تعتبر الاكثر شيوعا وفعالية في قمع المتظاهرين على مستوى العالم، لكنه اشار الى مخاطر تعرض النساء الحوامل للاجهاض اذا ما تعرضن لكميات كبيرة منه.
كما كشفت النتائج على وجود مادة الفسفور في هذه العبوات تستخدم في التصنيع وتساعد على نشر كميات الغاز على اوسع مساحة ممكنة". ومع صدور نتائج الفحوصات المخبرية لأنواع الغازات المستخدمة فان الطفل نزار التميمي مازال حبيسا داخل غرفته وسط مضاعفة حالة القلق والخوف لدى عائلته من تعرضه لاستنشاق الغاز الذي قد يسلبه حياته في أية لحظة.