دورية الانتخابات.. معيار للديمقراطية ووسيلة أساسية للمساءلة
وطن: منذ أكثر من 18 عاما تغيب الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية، لكن تبقى هذه القضية في فلسطين محط اهتمام وضرورة ملحة، في ظل الظروف الراهنة والانقسام السياسي المستمر.
وصرّح المتحدث باسم لجنة الانتخابات المركزية، فريد طعم الله، بأن الانتخابات هي أحد الأركان الأساسية للعملية الديمقراطية، وشدّد على أن الأهم هو دورية الانتخابات؛ لأن إجراء الانتخابات لمرة واحدة لا يعبر عن حالة ديمقراطية حقيقية، دورية الانتخابات تعتبر من أهم معايير الديمقراطية الدولية، إذ تعد وسيلة أساسية للمساءلة.
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "هنا الشباب"، الذي أطلقه المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية عبر شبكة وطن الإعلامية.
وأوضح طعم الله أن لجنة الانتخابات المركزية تختص بإجراء الانتخابات على ثلاث مراحل: الانتخابات العامة (التشريعية)، والانتخابات الرئاسية، وانتخابات البلديات.
وأشار إلى أن الانتخابات قد تكون ممكنة هذا العام، ولكن لتحقيق ذلك، يجب وقف الحرب في قطاع غزة والضفة الغربية وتحقيق استقرار سياسي وأمني. ولفت إلى أن لجنة الانتخابات جاهزة من الناحية الفنية، ولكن هناك تحديات كبيرة، خاصة في قطاع غزة، حيث دُمرت مقرات اللجنة ومدارس الانتخابات، وتعرض موظفو اللجنة للتهجير.
وأكد طعم الله على ضرورة اتفاق الفصائل الفلسطينية على إجراء الانتخابات، مشددًا على أن أي انتخابات دون توافق ستكون منقوصة. وفيما يخص دور النساء، أكد أنه لا توجد عوائق قانونية تمنع تمثيل المرأة في الانتخابات، المشكلة تكمن في الإرادة السياسية للأحزاب وفي النظرة السلبية للمرأة داخل المجتمع الفلسطيني، وهو ما يستدعي تعزيز الوعي والثقافة وبناء قدرات النساء.
وفيما يتعلق بالشباب، أشار طعم الله إلى استمرار وجود تحديات، لكنه أكد أن تمثيل الشباب في الانتخابات القادمة سيكون أفضل مما كان عليه في السابق، وشدد على ضرورة دمج الشباب بشكل أكبر في الأنظمة الداخلية للأحزاب السياسية، لما لديهم من قدرة على التعبير عن أنفسهم.
وأوضح طعم الله أن العملية الانتخابية معقدة وتتطلب مشاركة أطراف متعددة، بما يشمل المرشحين، الرقابة، الإعلام، الممولين، والأحزاب السياسية. وبيّن أن لجنة الانتخابات المركزية تعمل على مدار السنة على برامج توعية تستهدف النساء، الشباب، ذوي الإعاقة، والمناطق المهمشة، من خلال أنشطة في المدارس والجامعات. وأشار إلى تنفيذ محاكاة للعملية الانتخابية في 100 مدرسة الشهر الماضي، شارك فيها 10,000 طالب.
وأضاف أن اللجنة تعمل حاليًا مع الاتحاد العام لذوي الإعاقة على مشاريع تستهدف بناء قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، كما تتعاون مع مؤسسات نسوية في كافة مناطق الضفة الغربية.
واختتم طعم الله رسالته بدعوة الشباب والنساء إلى انتزاع حقوقهم بأنفسهم، وعدم انتظار الأحزاب السياسية لتمنحهم هذه الحقوق. وشدد على أهمية لعب دور أكبر في التأثير على برامج القوائم الانتخابية وصنع القرار.