قدورة فارس: أوضاع الأسرى كارثية وعلى الحركة الوطنية التوافق وبناء موقف جامع لمقاطعة محاكم الاحتلال
الأسرى يتعرضون لحرب انتقامية
الاحتلال يريد جعل قتل الأسرى حدثا طبيعيا وعاديا
قضية غزة والأسرى يجب أن توحد الشعب الفلسطيني
المؤسسات الدولية أثبتت عجزها في تفعيل القانون الدولي في كل ما يتعلق بالصراع الفلسطيني والإسرائيلي
رام الله – وطن: قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس إن واقع الأسرى داخل سجون الاحتلال مرير وغير مسبوق وكارثي بالمعنى الدقيق.
وقال فارس ان الأسرى يتعرضون لحرب انتقامية، وهي جزء من قرار حرب الإبادة الجماعية التي تُشن على الشعب الفلسطيني، وجراء ذلك لم يعد موت الأسرى موتاً بطيئاً نتيجة للإجراءات الإجرامية التي اتخذتها سلطات الاحتلال في السجون بحق الأسرى بل أصبح سريعاً ومقصوداً، في ظل رغبة قادة الاحتلال في الشروع بالقتل الجماعي بشكل علني.
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "عدل بودكاست" الذي تنتجه الهيئة المستقلة لحقوق المواطن بالشراكة مع شبكة وطن الإعلامية ويقدمه المحامي أنس الكسواني.
واكد فارس أن الاحتلال يريد أن يجعل من استشهاد الأسرى حدثا طبيعياً عاديا وهو ما يعتبر خطيرا، لأنه سيؤسس لعمليات اغتيال واسعة.
ولفت فارس أن غالبية الأسرى معتقلون بلا تهم وبشكل تعسفي على خلفية التحريض، مشيرا "لم تقم أي دولة بممارسة الاعتقال والتعذيب على خلفية حرية التعبير على مواقع التواصل الاجتماعي لكن الاحتلال يفعل ذلك".
واكد فارس أن واجبهم كهيئة شؤون للأسرى مع المؤسسات العاملة توفير مظلة حماية عاجلة للأسرى ضمن الحد الأدنى للقوانين، لكن إسرائيل لا تحترم القوانين الدولية، ولا تلقي بالا لها، مضيفا "أن الصمت الدولي غير مبرر إزاء جرائم الاحتلال المتواصلة".
واكد فارس أنّ قضية غزة والاسرى يجب أن توحد الشعب الفلسطيني، كما يتوجب على الطبقة السياسية في الأحزاب والقوى البحث بالتفاصيل لمنح صيغ وبرامج وجداول لفعاليات شعبية ووطنية لينخرط فيها الجميع وإعادة بناء الثقة بين المواطنين والأحزاب والفصائل.
وأشار إلى أنّ المؤسسات الدولية أثبتت عجزها وعدم توفر إرادة لديها، لتفعيل القانون الدولي في كل ما يتعلق بالصراع الفلسطيني والإسرائيلي، كما أن العالم لا يعمل وفقاً لمنظومة القيم والأخلاق والقوانين الدولية، بل تعمل الطبقات المسيطرة وفقاً لخارطة المصالح فقط.
وأضاف فارس الى وجود حركة شعبية دولية، وهو ما يتطلب لتثبيت التحولات الشعبية التي نشهدها عالمياً البناء عليها والمراكمة وعدم اليأس من خوض المعركة بكل متطلباتها على الجبهة القانونية والدولية، وعدم الاستخفاف بأهمية انتصارنا على هذه الجبهات.
ولفت فارس أن أهالي الأسرى يواجهون مخاوف عديدة على أبنائهم من توحش الاحتلال بحق الأسرى.
ودعا فارس الى ضرورة بناء موقف وطني بمقاطعة محاكم الاحتلال، موضحا "واحدة من السقطات الكبرى للحركة الوطنية الفلسطينية أنها لم تتخذ قراراً منذ بداية الاحتلال باتخاذ قرار يمنع التعاطي مع المنظومة القضائية للاحتلال الإسرائيلي".
وتابع "أن ما يسمى بالمنظومة القانونية الإسرائيلية هي مجرد وهم يخدم الاحتلال ويُكرس وجوده وهي واحدة من أذرعه".
وأشاد فارس بالإعلام المحلي، مؤكدا أن الإعلام المحلي يقوم بدور رائع في خدمة قضية الأسرى داخل السجون وهم من قلب المشهد والمعاناة، كما ان هناك أسرى وشهداء من الصحفيين، وهم يتعرضون للاستهداف المباشر لما يشكلونه من جبهة تفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد فارس أن وتيرة عمل الصليب الأحمر في فلسطين تراجعت ومتابعتهم للأسرى انخفضت، ومنذ بدء الحرب مُنع الصليب الأحمر من العمل بقرار تعسفي إسرائيلي، لذلك كان يجب عليه أن يُعلن عن سبب عدم قدرته من العمل جراء تقويض الاحتلال الإسرائيلي لعمله.