الفقر والنزوح يحولان أطفال غزة لباعة متجولين لتوفير قوت أسرهم
وطن- أحمد مغاري: بعدما كان الهم الأكبر لأطفال غزة امتلاك الألعاب، والحفاظ على مقتنياتهم التي سُلبت بالحرب وراح معها أمانهم، وذكرياتهم، وطفولتهم... أصبح شغلهم الشاغل هو كيفية العمل من أجل توفير طعام لعائلاتهم، استُبدلت مقاعد الدراسة بشارع النزوح لدى آلاف الأطفال الغزيين.
الطفل محمود إياد المعيل الوحيد لأسرته، يبيع القهوة كي يوفر بثمنها بضع أرغفة من الخبز يسد بها جوع العائلة في ظل ظروف النزوح القاهرة.
يروي محمود أكبر إخوته، والذي يعيل 7 أفراد من عائلته، لـوطن عن عمله قائلاً: "أبيع القهوة هنا حتى أتمكن من توفير لقمة العيش لي ولعائلتي، "الي انا بشتغل عشانها" .
عبر محمود عن الحمل الذي يحمله فوق أكتافه ويكبره بأضعاف: "احنا تعبنا، مش قادرين نتحمل"، مُطالباً بإيقاف الحرب الجنونية المستمرة في إبادة سكان قطاع غزة.
المؤسسات والمنشآت في قطاع غزة دمر معظمها بالكامل، وهو الأمر الذي ألقى بظلاله على الوضع الاقتصادي المنهك بالأصل نتيجة حصار استمر منذ العام 2007، جاءت الحرب الأخيرة وزاد الطين بلة.
في زاوية أخرى يجلس الطفل إسلام الراعي وقد صف أمامه ابريق القهوة وعبوات الماء وينادي لبيعها.
فيما يقول إسلام: "الاحتلال يقصف منازلنا منذ بداية الحرب، وهجرنا من بيوتنا في غزة إلى دير البلح جنوب القطاع"، مُشيراً إلى أن الظروف الصعبة أجبرته على العمل في بيع القهوة والماء ليتمكن من إعالة أسرته، حيث بقي والده في غزة.
وتمنى أن تتوقف الحرب، ويرجع إلى منزله مع عائلته بسلام وأمان.
في كامل أرجاء قطاع غزة... أينما أدرت وجهك ونظرت عيناك تجد قصص من الجوع تنهش أجساد المواطنين بطرق وبأشكال مختلفة.. والأطفال الأشد أثراً وتضرراً.