في الحلقة الثالثة من "نافذة رقمية"

مختصون لوطن: لا يكفي معرفة أو امتلاك الشباب للمهارات التكنولوجية بل عليهم اتقان استخدامها للدخول بثقة إلى سوق العمل

27.10.2021 06:00 PM

• استخدام المهارات يسهل على الشباب الدراسة وإعداد الأبحاث والأفضلية خلال المنافسة على الوظائف


• "السوشيال ميديا" ليست إلا جزء بسيط من التكنولوجيا والتعلم الذاتي أفضل السبل لامتلاك المهارات اللازمة

وطن: شهد العقدان الماضيان تطورات متسارعة فيما يتعلق بتوظيف واستخدام التكنولوجيا في مختلف المجالات. في العام الماضي 2020 ومع تفشي جائحة كورونا أصبح التحول الرقمي واقعا فرض ظلاله على كل فئات المجتمع وعلى رأسهم الشباب.
لذا باتت عملية امتلاك مهارات في استخدام التكنولوجيا أمرا ضروريا للشباب، وذلك للانخراط في مجتمع المعلومات، خاصة بعد أن بدأ العالم يشهد تحولا رقميا في شتى مجالات الحياة.
وتشير أخر الاحصائيات أن 82% من الشباب في فلسطين من الذين استخدموا الحاسوب يمتلكون المهارات الأساسية.
في الحلقة الثالثة من برنامج "نافذة رقمية" الذي تنتجه الحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات "بيكتي"، بالتعاون مع شبكة وطن الإعلامية، سلطنا الضوء على أهمية امتلاك واتقان الشباب الفلسطيني لـ "المهارات التكنولوجية"، سعيا لانخراطهم في السوق العمل، وقدرتهم على التعامل مع وصل إليه العالم من قفزات على هذا الصعيد.
الحلقة استضافت سعيد زيدان مدير شركة "التميت" للحلول المتكاملة والرئيس السابق لمجلس ادارة اتحاد شركات انظمة المعلومات والحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا لمعلومات، وداود الساحلي مستشار ريادة الأعمال والشباب والعمل عن بعد عبر الانترنت.
وحول واقع التطور الرقمي والتكنولوجي الحاصل في فلسطين خلال الجائحة وكيف انعكس ايجاباً على المجتمع، قال زيدان إنه "عند الحديث عن "نافذة رقمية" يجب أن نفتح النافذة في البداية بالحديث عن التجربة الفلسطينية فيما يسمى التحول الرقمي والرقمنة، والتي كان أهمها التحول في التعليم والصحة التي فرضت جائحة كورونا ظلالها عليها. ومن المهم ذكره أنه لو أن الحكومات بما فيها الحكومة الفلسطينية صرفت 10 سنوات من التخطيط بموضوع التحول الرقمي والرقمنة واستخدام التكنولوجيا لن ينجز ما تم إنجازه خلال عام والذي كان أصعب عام مر على البشرية، ومع هذا فرغم تلك الظروف إلا أنه "تم تعزيز استخدام التكنولوجيا بشكل واسع.

وتابع "هذا التحول فرض ظلاله على الشباب الفلسطيني، فإما أن تلحق بالتكنولوجيا وتمتلك القدرة على استخدام التكنولوجيا التي باتت تمس كل فئات المجتمع، حيث أن "الأمّي" اليوم ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب بل هو الذي لا يمتلك مهارات تكنولوجية.
وطرح زيدان سؤالا "هل نحن على أبواب الرقمنة، حيث أصبح هناك حاجة لتطوير المهارات الرقمية لدى الشباب؟ مصطلح الرقمنة يخص الخدمات التي تقدمها المؤسسات مثل المدارس والجامعات والصحة والبلديات وغيرها، وهنا يجب أن نسأل هل دخلنا عالم تطور القدرات الرقمية لدى الشباب الفلسطيني! حيث أنهم أذكياء ويتقبلون المتغيرات واستيعاب التجديد، ولكن هل الشخص يستفيد من هذه المتغيرات؟
ويلخص ذلك بقوله إن "الخوف ليس من عدم قدرة الشباب على امتلاك المهارات الرقمية، بل من عدم قدرتهم الشباب على استخدامها في العمل والدراسة والأسرة".

وتابع" هناك أمثلة على التسهيلات التي تقدمها التكنولوجيا حيث يستطيع طالب الجامعة في حال امتلك الخدمات الرقمية أن يقوم باستغلالها لتسهيل الأبحاث بدلاً من قضاء ساعات طويلة في المكتبة. ويتميز الناس بناءً على المهارات الرقمية التي أصبحت متطلباً في فرص العمل في البنوك وشركات التأمين وغيرها".
وعن تلك المهارات وكيفية استخدامها، يوضح زيدان أن "هناك انتهاز للفرص ايجابياً، ويجب طرح مثال لإيضاح الفكرة. فمن المعروف أن الفلسطينيين من أكثر الدول في العالم استخداماً للتكنولوجيا، لذلك إذا كان لدي عمل مثلاً يجب ركوب الموجة واستغلال فيسبوك وتويتر وغيره والتي من خلالها يمكن القيام بتسويق العمل، وهناك آخرين قاموا بتجاهلها.
ويذكر أن هناك ربات بيوت في فترة كورونا بدأن بالخدمات والبيع الرقمي والتسويق عن بعد، وتم التعاقد مع شركات توصيل ومكاتب تكسي، حيث أنها أصحبت شخص مفيد ومنتج. وبعض المعلمين توجه للتعليم أونلاين.
وشدد زيدان أن موضوع التعلم الذاتي هو رغبة وليس مهارة، وإذا أراد الشخص التعلم هناك مصادر كثيرة.
وحول استطلاع الرأي، فيما إذا كان الشباب الفلسطيني يستثمر في التحول الرقمي بالشكل الأمثل لصالح القضايا المتعلقة بهم. قال 37% نعم و63% قالوا لا.
وعلق الخبير الفلسطيني على ذلك بقوله إن على الشباب الفلسطيني استغلال التكنولوجيا في العمل، حيث يستطيعون العمل وتقديم الخدمات عبر الإنترنت للخليج وأوروبا وأمريكا، فهذا التحول لم يترافق مع كورونا بل بدأ في مرحلة سابقة، ولكن الخدمات المقدمة اليوم عبر الإنترنت تجاوزت العشرين مليار دولار، وهذا في النهاية يرجع للرغبة.
ويستطيع الشاب العمل والدراسة عن طريق استغلال التكنولوجيا وزادت ايضاً البرامج التي تقوم بتدريب الشباب حول كيف يتم استخدام التكنولوجيا في تطوير مهاراته، وكيف يستطيع أن ينجز في مجال العمل عن بعد.
وتابع "من المهم سؤال الشباب هل تمتلك محفظة إلكترونية، فهي لا تلزم على الأشخاص امتلاك حساب بنكي!".
وختم بتوجيه رسالة للشباب "فرصك وحظوظك في الحياة قليلة جداً في حال لم تستخدم التكنولوجيا حتى لو كان الشخص يعمل في توصيل البضائع، فمن المهم معرفة في ماذا استفيد من التكنولوجيا على كل الأصعدة".

من جهته، قال الساحلي إن "كورونا غيرت في حياة الشباب، لكن في مرحلة ما قبل كورونا كانت المدرسة هي التي توجه الشباب رقمياً، حيث أن الحصة في المدارس لم تركز بشكل كبير على استخدام التكنولوجيا وكان هذا الوضع بشكل عام وحتى في الجامعات التخصصات غير التكنولوجية لم تكن تستخدم الكمبيوتر فيها إلا بشكل طفيف ويقتصر على السوشيال ميديا".
وقال إن بعض الخريجين لا يستطيع استخدام البريد الالكتروني بالشكل الموسع، وهذا جزء من الثقافة المنتشرة، حيث يجب ألا تقتصر المعرفة التكنولوجية على هذه الأمور فقط، وهنا تأتي المشكلة الأساسية حيث أصبح الشخص مجبر على البحث وتعلم مهارات أساسية مطلوبة في الجامعات وسوق العمل.
وأضاف "يُرفض الكثير من الشباب في العمل بسبب قلة الخبرات التكنولوجية، حيث يكتفي الشخص بما يلزمه من مهارات بدائية، ولكن ما بعد التحول الرقمي ما بعد كورونا أصبح معرفة مثلاً كيفية حضور جلسة عبر "زووم" غير كاف، بل هناك متطلبات أخرى".
ووفق الاحصائيات، يصل عدد ساعات استخدام الشباب للانترنت أكثر من 5 ساعات يوميا، ومع ذلك لا يمتلك العديد منهم المهارات التي يحتاجون إليها أثناء تصفح المواقع التي يتفاعلون معها.
لذا فالشباب بحاجة إلى أن يكونوا مجهزين بمعرفة ومهارات خاصة، للتنقل عبر المنصات الرقمية، بطريقة مستنيرة وآمنة.
ويشير الساحلي إلى أن "معظم الناس تربط المهارات الرقمية بالسوشيال ميديا. لكن هي جزء صغير جداً من المهارات المطلوبة والتي يستخدمها الطفل بعمر 5 سنوات وكبير السن بعمر 70 سنة. اليوم في أي مقابلة عمل في حال لم يستطع الشاب استخدام مهارات أساسية مثل "غوغل درايف"، فإن الشركة لن تقوم بتوظيفه، لا يحتاج الشخص لدورات لتعلمها، بل فقط عن طريق تعلمها على اليوتيوب".

وقال الساحلي" في نصائح حول زيادة القدرات الرقمية لدى الشباب هناك الكثير من الأماكن التي يستطيع من خلالها أي شاب زيادة قدراته ومهاراته من خلال التعلم أونلاين أو مؤسسات محلية والمشاريع غير الربحية والحاضنات والمشاريع غير الربحية وشركات التدريب، وكل يوم يوجد إعلانات وفرص تدريبية جديدة وهناك مصادر كثيرة لذلك يجب على الشباب الانخراط في هذه المهارات والمؤتمرات والتقنيات وحتى البحث عنها حتى تظهر لأي شخص عن طريق الخوارزميات على مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك من المهم فقط المشاركة وهناك سوق تقدر خدماته 20 مليار دولار سنوباً يجب علينا استخدامه".

تصميم وتطوير